“وول ستريت” تودع يوليو بمكاسب قوية.
أنهت “وول ستريت” شهر يوليو (تموز) على مكاسب قوية بفضل ظهور بيانات اقتصادية وارتفاع أرباح الشركات والتوقعات بتجاوز الاقتصاد الأميركي حالة الركود.
وسجلت مؤشرات الأسهم الرئيسة الثلاثة مكاسب خلال الشهر، إذ ارتفع مؤشر “ستاندرد أند بورز 500” بنسبة تقارب ثلاثة في المئة، وصعد مؤشر “ناسداك” المجمع بنسبة أربعة في المئة، بينما ارتفع مؤشر “داو جونز” بنسبة 3.3 في المئة.
عوامل ارتفاع “وول ستريت”
ولعبت عوامل عدة في ارتفاعات “وول ستريت“، كان على رأسها الانخفاض القوي في بيانات التضخم لشهر يونيو (حزيران) الماضي بأكثر من التوقعات، وهي البيانات التي يعتمد عليها مجلس الاحتياطي الفيدرالي لاتخاذ قرار رفع الفائدة، وسادت حالة من التفاؤل بين المستثمرين بإمكانية توقف “الفيدرالي” عن رفع الفائدة كما كان مقرراً في الاجتماعات المتبقية من العام الحالي.
كما جاءت الارتفاعات بفضل صعود الأسهم التكنولوجية في بورصة “ناسداك” ذات التركز من الشركات التقنية، إذ نشرت الشركات العملاقة مثل “ألفابت” المالكة لـ”غوغل” و”ميتا” المالكة لـ”فيسبوك”، بياناتها المالية للربع الثاني التي أظهرت نمواً قوياً.
توقعات أرباح الشركات
وعلى رغم النتائج الإيجابية، إلا أن توقعات شركة “رفينيتيف” تُظهر أن أرباح الربع الثاني للشركات المدرجة في مؤشر “ستاندرد أند بورز 500” تشير إلى انخفاضها بنسبة 6.4 في المئة على أساس سنوي.
ورفعت “سيتي غروب” أهدافها لمؤشر “ستاندرد أند بورز 500” حتى نهاية 2023 ومنتصف 2024 إلى 4600 و5000 على التوالي، علماً أن المؤشر أغلق أمس الإثنين عند 4588 نقطة.
تحول بمسار الفائدة
وتأتي هذه التحولات الإيجابية في “وول ستريت” بعد انتقال “الفيدرالي” من مرحلة يترقب فيها بيانات التضخم إلى مرحلة أخرى يترقب فيها بيانات عدة مثل التوظيف والنمو الاقتصادي إضافة إلى التضخم، ما يعني صعوبة التنبؤ بمسار السياسة النقدية كما كان في السابق عندما كانت التوقعات برفع الفائدة مع استمرار التضخم.
وقال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو، أوستن غولسبي، إن البنك المركزي “يسير على خطى جيدة” في ما يتعلق بخفض التضخم من دون التسبب في ركود، وسيراقب البيانات للحكم على ما إذا كان المزيد من التشديد النقدي قد يكون مناسباً في سبتمبر (أيلول) المقبل.
وتترقب الأسواق تقرير الوظائف الذي سيصدر هذا الأسبوع، إذ سيكون مؤشراً مهماً وجديداً لمعرفة اتجاهات الفائدة، فإذا زادت الوظائف بشكل كبير، وظل المعروض من الوظائف مرتفعاً، فهذه إشارة إلى استمرار قوة الاقتصاد الأميركي واحتمالات استمرار زيادة الفائدة مستقبلاً.
أداء الذهب
وبعيداً من أسواق الأسهم، فإن يوليو الماضي كان إيجابياً أيضاً في أسواق السلع، إذ تتجه أسعار الذهب إلى تحقيق أفضل أداء شهري لها في أربعة أشهر، مدعومة بضعف الدولار والتوقعات بأن البنوك المركزية العالمية الرئيسة تقترب من إنهاء دورات التشديد النقدي.
وصعد المعدن الأصفر 2.5 في المئة منذ بداية الشهر إلى 1967.77 دولار للأوقية (الأونصة).
من ناحية أخرى، يتجه مؤشر الدولار نحو تسجيل الانخفاض الشهري الثاني على التوالي، مما يجعل الذهب أكثر جاذبية لحاملي العملات الأخرى، فارتفاع أسعار الفائدة يزيد تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب الذي لا يدر عوائد.
أداء إيجابي للنفط
كما ارتفعت أسعار النفط إلى أعلى مستوى في ثلاثة أشهر، وسجلت أكبر مكاسب شهرية منذ يناير (كانون الثاني) 2022، مدعومة بعلامات على تقلص المعروض العالمي وزيادة الطلب خلال بقية العام.
وارتفعت أسعار خام برنت في التعاقدات الآجلة لشهر أكتوبر (تشرين الأول) الأكثر نشاطاً 1.02 دولار أي 1.2 في المئة لتغلق عند 85.43 دولار للبرميل. وارتفعت تعاقدات برنت لشهر سبتمبر 0.7 في المئة لتغلق عند 85.56 دولار للبرميل.
وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.22 دولار أي 1.5 في المئة إلى 81.80 دولار للبرميل.
تحركات مستقبلية
وسجل برنت وغرب تكساس الوسيط أعلى مستوياتهما منذ أواخر أبريل (نيسان) للجلسة الثالثة على التوالي، بعد تحقيق مكاسبهما الأسبوعية الخامسة على التوالي يوم الجمعة الماضي.
وقال بنك “غولدمان ساكس” إن الطلب العالمي على النفط ارتفع إلى مستوى قياسي بلغ 102.8 مليون برميل يومياً في يوليو الماضي. وعدل البنك بالرفع تقدير الطلب في 2023 بنحو 550 ألف برميل يومياً مستنداً في ذلك إلى تقديرات أقوى للنمو الاقتصادي في الهند والولايات المتحدة، مما يعوض تقلص استهلاك الصين.