رأي

ومن يُفجِّر براكين الغضب..؟

كتبت صحيفة “اللواء”: “

ما يُعانيه الشعب اللبناني منذ سنتين ونيّف، يستحق تفجير براكين الغضب الساطع ضد هذه الطغمة الحاكمة والظالمة، وعدم الإكتفاء بالتعبير الرمزي للتمرد والغضب ليوم واحد كما هو حاصل في إضراب السائقين اليوم.
مسلسل الأزمات والإنهيارات ضرب كل مناحي الحياة اليومية للناس، وأسقط معظم القطاعات المنتجة، الواحد تلو الآخر، وسقطت معها أكثرية اللبنانيين تحت خط الفقر، وأصبح اللبناني يتسول الوظيفة في الخارج، ضارباً عرض الحائط بمستوى شهاداته وخبراته، باحثاً عن الفريش دولار، ليسد رمق عياله، وليتمكن من متابعة تعليم أولاده. 
طوابير الذل أمام محطات البنزين بالأمس، وتجددها أمام أبواب المصارف اليوم، سعياً وراء حفنة من الدولارات قرر مصرف لبنان صرفها للمحرومين من أموالهم في البنوك، ليستفيدوا بكمشة من الليرات التي لم تعد تُسمن ولا تغني من جوع في زمن تحليق الدولار وما يجره معه من جنون في الأسعار. 
هذا الواقع المهين لشعب اشتهر بتميِّزه ومستواه الإجتماعي والثقافي والأكاديمي، لم يُحرك ما تبقى من ضمير، ولا الحد الأدنى من الإحساس بالمسؤولية لدى المنظومة الحاكمة، التي فشلت في الحد من الإنهيارات، وعجزت عن طرح الخطط والبرامج الإصلاحية المطلوبة كشرط أساسي لتقديم المساعدات المالية من الدول المانحة.
سقوط اقتراح الدعوة لطاولة الحوار الأعرج نزل برداً وسلاماً على أهل الحكم، الذين لا يشعرون أن الأوضاع المتردية في البلد تكاد تصل إلى نقطة اللاعودة، وأن السقف المتداعي مهدد بالسقوط فوق رؤوس الجميع، وأن كل يوم تأخير، بل كل ساعة، في اتخاذ القرارات الحاسمة، من شأنه أن يُضاعف كلفة الإصلاحات والإنقاذ، ويزيد الأمور تعقيداً في مسار الإصلاح. 
تعطيل جلسات مجلس الوزراء تحوَّل إلى ما يشبه العملية الإنتحارية، نحرت معها آمال اللبنانيين بخروج قريب من دوامة الإنهيارات المتفاقمة.”

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى