رأي

‏وقف الحرب الأوكرانية – الروسية

كتب حسين الراوي, في “الراي”:

بعد مضي ‏ما يقارب من ثلاث سنوات على الحرب الروسية – الأوكرانية ‏بدأت تتغيّر الحوارات والأفكار على الطاولة الدبلوماسية حول الحرب، ‏ومن أهم الأسباب التي جعلت تلك الحوارات والأفكار تتغيّر هي وصول دونالد ترامب، إلى حكم الولايات المتحدة الأميركية، خصوصاً أن ترامب صرّح أكثر من مرة بأنه عند وصوله إلى كرسي الرئاسة فإنه سوف يقوم بوقف الحرب الروسية -الأوكرانية.

‏بعض الأصدقاء السياسيين والدبلوماسيين ‏والمثقفين من الأوكرانيين كانوا ينزعجون عندما أكتب أو أتحدث عن أن نهاية الحرب الروسية – الأوكرانية سوف تكون على يد ترامب، الذي سوف يقوم بتجميد الصراع الروسي-الأوكراني مع إضافة بعض الشروط الملزمة للطرفين الأوكراني والروسي، ومن تلك الشروط أن تحتفظ روسيا بالأراضي الأوكرانية التي احتلتها، وأن ينسحب الجيش الروسي من الأراضي الحدودية مع أوكرانيا، وإطلاق صراح أسرى الحرب، وأن يكون لأوكرانيا الحق بالمطالبة مستقبلاً بأراضيها المحتلة دون توقف المساعي الدبلوماسية الدولية لذلك، وأن تنشر قوات سلام دولية في مواطن الصراع بين الدولتين، وألا تطرح أوكرانيا رغبتها للانضمام إلى حلف الناتو إلّا بعد مضي عدد من السنوات على توقيع معاهدة السلام المرتقبة. ‏مع وجود بعض البنود الأخرى لاتفاقية السلام المرتقبة.


‏أولئك الأصدقاء الأوكرانيون الذين كانت تزعجهم توقعاتي السياسية وما يشابهها من توقعات حول سيناريو توقف الحرب الأوكرانية – الروسية في الحقيقة أنا لا ألومهم ولا أعتب عليهم، ‏لأنهم لا يريدون أن يبقى من أرض بلادهم أي شبر يحتله الروس، ولأنهم بالنهاية يتكلمون بلسان الوطنية، ومحبة الوطن، والأمنيات التي ينتظرونها تتحقق في نهاية الحرب الظالمة على بلادهم.

‏لكن على ما يبدو أن خطة السلام بين أوكرانيا وروسيا تم وضعها كـ (مسودة) وتم الاتفاق عليها بين الطرفين معنوياً، ولم يتبق عليها إلا تنفيذها والإعلان عنها وعن البنود التي سوف يتفق عليها كِلا الطرفين!

ولقد بدأ بالفعل بشكل متزايد منذ أسبوعين يُنشر بعض المعلومات والمعطيات والتحاليل والدراسات حول خطة السلام المنتظرة بين أوكرانيا وروسيا، وهذا الأمر يُوحي بقرب بدء المباحثات الرسمية لوقف الحرب.

ووفق ما ذكره الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن «فكرة نشر قوات حفظ سلام أجنبية في أوكرانيا قد تُطرح في اجتماع لزعماء أوروبيين في بروكسل في يوم الأربعاء (أول من أمس) 18 ديسمبر 2024». وهذا التصريح دليل واضح وصريح أن خطة السلام تم الاتفاق عليها كـ(مسودة) ولم يتبق إلا تطبيقها والإعلان عنها.

في نهاية المقال، أظن بأن الحرب بين أوكرانيا وروسيا سوف تتوقف في غضون شهرين أو ثلاثة تقريباً، وسوف تبدأ أوكرانيا من جديد تتنفس الحياة والهدوء، وتبدأ رحلة إعمار جادة، وسوف تحتضن من جديد الملايين من أبناء شعبها الذين هاجروا بسبب الغزو الروسي على بلادهم.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى