وفد “التضامن العالمي” زار مؤسسة “عامل” ومعتقل الخيام ومركز عامل التنموي – الصحي ومخيما للنازحين السوريين
استقبلت مؤسسة “عامل الدولية” وفد “التضامن العالمي”، الذي يزور لبنان لإحياء الذكرى الـ40 لمجزرة صبرا وشاتيلا، بعد انقطاع عامين بسبب تفشي جائحة كوفيد19.
مهنا
وتحدث رئيس المؤسسة الدكتور كامل مهنا فقال: “إن المؤسسة، التي كانت من أول الواصلين لضحايا المجزرة المروعة، التي حدثت في عام الاجتياح الصهيوني الثاني، العام الفعلي لانطلاقة “عامل”، هي المؤسسة التي ولدت من رحم المعاناة، ردا على محاولات كسر لبنان وتجريده من كرامته وصموده، وكان عملها الإنساني المتعالي عن كل الانقسامات، جزءا من الرد الشعبي والاستجابة لآثار وتداعيات الاعتداءات الصهيونية المتكررة”.
وأكد أن “عامل كانت وستبقى في صلب المقاومة ضد العدو الصهيوني، وكل أشكال الظلم في العالم بالفعل، لا بالأقوال فحسب”.
وعن المركز التوثيقي التضامني لمجزرة صبرا وشاتيلا، قال: “إن المركز سينطلق في 16 أيلول، بالتزامن مع حلول الذكرى الأربعين للمجزرة، بالتعاون مع بيت أطفال الصمود ولجنة “كي لا ننسى صبرا وشاتيلا وحق العودة”، ودوره هو جمع وتوثيق شهادات وذكريات الناجين وأبنائهم وحماية آثار الضحايا وبقايا أشيائهم التي أصبحت موجودة داخل مركز “عامل” الصحي – التنموي في حارة حريك، حيث أقيم معرض مجزرة صبرا وشاتيلا الدائم، والتعاون مع الجهات الحقوقية المحلية والعالمية، إضافة إلى تدريب الشباب على مختلف وسائل مناصرة القضايا الإنسانية والنضال الحقوقي وتدريب النساء على انتاج الحرف اليدوية الفلسطينية، وخصوصاً التطريز الفلسطيني، صوناً للتراث الذي يتعرض للسرقة الممنهجة من قبل الاحتلال، لتكون قضية العدالة لضحايا مجزرة صبرا وشاتيلا في مقدمة القضايا التي تنتصر فيها الإنسانية على الظلم والتعتيم اللذين يمارسان بحق الكثير من الجرائم والارتكابات التي ترتكب يوميا في بلادنا تحت غطاء دولي”.
أضاف: “إن مؤسسة عامل لم تكتف يوما بالتضامن المعنوي مع القضية الفلسطينية، بل تعمل على دعم مستدام وفعال، ويأتي إطلاق المركز التضامني في هذا الإطار. وكانت ساهمت أخيرا في مبادرة على مستوى لبنان، بالتعاون مع دار نلسن جمع من خلالها أكثر من 100 ألف كتاب ليتم ايصالها إلى قطاع غزة، الذي شهد عدوانا استهدف الحجر والبشر والثقافة وتدمير العديد من المكتبات”.
ودعا “كل مناصري القضية الفلسطينية في العالم إلى التضامن الفعلي من خلال اتخاذ إجراءات فعالة، ومن بينها التعاون مع عامل لإقامة سلسلة معارض تضامنية لمجزرة صبرا وشاتيلا في أوروبا وحول العالم لتكون أداة للضغط على الرأي العام الدولي والدفاع عن عدالة القضية ومشروعية النضال من أجل تحرير فلسطين وكل أرض محتلة”، وقال: “إن عامل، وبالتعاون مع بيت أطفال الصمود ستوفر مجموعة من آثار الشهداء من ملابس وأغراض شخصية ليتم عرضها حول العالم.
أضاف: “من خلال إقامة المعارض والمراكز التضامنية، ننتصر على وهن الذاكرة والزمن، ونقض مضاجع الظلام عبر تعريف الجيل الجديد بالحقائق والوقائع وحشد التأييد للنضال الفلسطيني في كل المستويات”.
ورأى أن “مؤسسة عامل الدولية، التي تقود المقاومة الإنسانية في العالم، تعتبر أن العمل الإنساني لا يمكن أن يكون فعالا من دون التزامه قضايا الشعوب المحقة، وفي مقدمها القضية الفلسطينية، إلى جانب ضرورة رفض ازدواجية المعايير بين الشرق والغرب والنضال من أجل توزيع عادل للثروات وإقامة دولة العدالة الاجتماعية”.
وأشار إلى أن “عامل التي تناضل من أجل صون كرامة الإنسان منذ خمسة عقود، مستمرة في بذل رسالتها التغييرية عبر 30 مركزا و6 عيادات نقالة ووحدتي تعليم نقالتين ووحدة رعاية لأطفال الشوارع بقيادة 1400 عامل من جيل الشباب والشابات وذوي الخبرة المؤيدين بالمعرفة والأدوات”.
عينا
من جهته، أشاد منسق نشاطات لجنة “كي لا ننسى صبرا وشاتيلا وحق العودة” في لبنان رئيس جمعية “أطفال الصمود” الدكتور قاسم عينا ب”جهود مؤسسة عامل ونضالاتها الإنسانية والاجتماعية في كل المجالات تحت قيادة المناضل الدكتور كامل مهنا الذي جعل من حياته قربانا في سبيل الدفاع عن قضايا الشعوب العادلة، وفي مقدمهم القضية الفلسطينية”.
وأفاد بيان للمؤسسة أن “وفد التضامن العالمي زار معتقل الخيام، ثم مركز عامل التنموي – الصحي في بلدة الخيام الحدودية مع فلسطين المحتلة، الذي يخدم أبناء المنطقة من مواطنين ونازحين منذ أكثر من 40 عاما في مجالات عدة، أبرزها الرعاية الصحية الأولية، مشروع رعاية المسنين، حماية الأطفال والتدريب المهني للشباب والنساء، وجال المتضامنون في أرجائه واطلعوا على أحوال المستفيدين وأقسامه والبرامج التي يعمل من خلالها”.
ولفت إلى أن “المحطة الثانية للوفد كانت عند مخيم للنازحين السوريين الذي يضم حوالى 1500 نازح، فتفقد أحوالهم واطلع على نشاطات العيادة المتنقلة التي تقدم الرعاية والبرامج المتخصصة للنازحين، إضافة إلى باص التعليم الجوال الذي يساهم في ايصال الحق بالتعليم للأطفال السوريين في المخيمات المهمشة وغير القادرين على الالتحاق بأي مؤسسة تعليمية أخرى”.
واختتمت الجولة بغداء على نهر الحاصباني، حيث تحدث مهنا عن “جهود عينا في إحياء القضية الفلسطينية على صعيد عالمي ومحلي”.
وحيا “الوفد المشارك على التزامه الإنساني وشجاعته في دعم هذه القضية العادلة”.