وزير خارجية روسيا يبحث في تونس «إمكانات جديدة للشراكة» بين البلدين
بدعوة من نبيل عمار، وزير الشؤون الخارجية التونسية، يؤدي سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي، زيارة عمل إلى تونس، تبدأ مساء الأربعاء، وتستمر حتى الخميس.
وقالت وزارة الخارجية التونسية، في بيان، إن هذه الزيارة تندرج ضمن «تكثيف المشاورات السياسية بين البلدين، وبحث سبل تعزيز التعاون الثنائي في شتى المجالات، وتطوير نسق المبادلات التجارية البينية، واستكشاف إمكانات جديدة للشراكة المثمرة بين البلدين».
وأضاف البيان أن هذه الزيارة ستتيح الفرصة لتعميق التشاور أكثر بخصوص القضايا الراهنة الإقليمية والدولية، خاصة الوضع الخطير في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فيما نقلت وسائل إعلام روسية عن الخارجية الروسية قولها، إن لافروف سيجري مشاورات لتكثيف التحرك الدولي من أجل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، وإيصال المساعدات الإنسانية العاجلة إلى المدنيين.
ويرى مراقبون أن بعض مواقف السلطات التونسية المناقضة للمعسكر الغربي، بزعامة الولايات المتحدة الأميركية، قد تكون من بين الأسباب التي قد تؤدي إلى دعم العلاقات بشكل أكبر مع تونس وعدد من بلدان المغرب العربي، من بينها الجزائر. كما أن حاجة عدد من البلدان الأفريقية لتأمين وصول الحبوب والنفط والغاز الروسي، وموقع تونس الاستراتيجي على مستوى البحر المتوسط، قد توطد العلاقة بين الطرفين.
وشهدت العلاقات بين تونس وروسيا زخماً إضافياً إثر الزيارة التي قام بها وزير الشؤون الخارجية التونسية إلى روسيا يومي 26 و27 سبتمبر (أيلول) الماضي، مرفوقاً بالرئيسة المديرة العامة لديوان الحبوب، ومشاركته في قمة روسيا – أفريقيا التي احتضنتها مدينة سان بيترسبرغ الروسية يومي 27 و28 يوليو (تموز) الماضي. كما تم في السنوات الماضية تشكيل لجنة مشتركة بين البلدين، عقدت دورتها السابعة بتونس ما بين 24 إلى 26 أبريل (نيسان) 2019، ومن المنتظر أن تعقد دورتها الثامنة في روسيا خلال السنة المقبلة.
وكان الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة (مجمع رجال الأعمال)، واتحاد رجال الأعمال والصناعيين الروس قد اتفقا على تأسيس مجلس الأعمال التونسي – الروسي، وهو ما مكن من النهوض بالمبادلات التجارية بين الطرفين، حيث شهد حجم الواردات التونسية خلال الأشهر العشرة الأولى من سنة 2023 ارتفاعاً ملحوظاً بنسبة 67.3 في المائة، مقارنة بنفس الفترة من سنة 2022، وأضحت الحبوب والأسمدة والنفط الخام والغاز الطبيعي المسيّل تشكل أهم الواردات التونسية، في حين تمثل الغلال والخضراوات والمواد المصنعة والمنتجات الفلاحية أهم الصادرات التونسية نحو روسيا.
وتسعى تونس في إطار تنويع أسواقها السياحية إلى جذب مزيد من السياح الروس، على اعتبار أن روسيا تعد سوقاً سياحية مهمة لتونس، حيث يزور أكثر من نصف مليون سائح روسي البلاد قبل أن يتقلص العدد بسبب تفشي جائحة «كورونا» في 2020، واندلاع الحرب الروسية في أوكرانيا لاحقاً. كما يدرس في الجامعات الروسية نحو ألفي طالب تونسي.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد صرح خلال شهر سبتمبر الماضي، بأن روسيا تدعم القيادة التونسية في مسعاها لتعزيز اقتصاد البلاد واستقرار الدولة، مؤكداً أن تونس تأتي في مقدمة الدول التي تتعاون معها روسيا في القارة الأفريقية.