وزير خارجية تركيا إلى روسيا لمناقشة اتفاق الحبوب.
أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن وزير خارجيته هاكان فيدان قد يزور روسيا قريباً لمناقشة اتفاق تصدير الحبوب عبر موانئ البحر الأسود، وأعرب عن توقعه عقد لقاء مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين وجهاً لوجه في سبتمبر (أيلول) المقبل إذا توافرت فرصة لذلك، بعدما سبق أن تحدث عن احتمال زيارة بوتين لتركيا خلال أغسطس (آب) الحالي.
وقال إردوغان إن استئناف العمل باتفاقية الممر الآمن للحبوب في البحر الأسود يحظى باهتمام كبير، وإنه تحدث مع بوتين حول الأمر هاتفياً في وقت سابق من الشهر الحالي. وأضاف: «سنتحدث مع بوتين وجهاً لوجه، ومن الممكن أن يجري وزير خارجيتنا زيارة إلى روسيا قريباً… من المهم جداً أن يجري هذا الأمر وجهاً لوجه». وتابع إردوغان، في تصريحات لصحافيين رافقوه في طريق عودته من زيارة للمجر الاثنين: «هدفنا كله هنا هو الموقف الإيجابي الذي ستتخذه روسيا بشأن قضية ممر الحبوب من خلال محادثاتنا الهاتفية مع السيد بوتين، لمسنا توجهاً إيجابياً».
ومن المقرر أن يُعقد اجتماع «مجموعة العشرين» في الهند في سبتمبر، كما تعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في الشهر نفسه. وقال الرئيس التركي: «إذا وجدنا الفرصة فسوف نلتقي ونتحدث مع السيد بوتين وجهاً لوجه». وأضاف: «وزير خارجيتى قد يقوم برحلة إلى روسيا قريباً… من الأهمية بمكان أن يكون هذا الأمر وجهاً لوجه، وسيكون أكثر دقة للحصول على النتيجة بهذه الطريقة».
وكانت روسيا قد علقت مشاركتها في اتفاقية الممر الآمن للحبوب في البحر الأسود، التي وقعتها في إسطنبول في 22 يوليو (تموز) 2022 مع أوكرانيا بوساطة تركيا ورعاية الأمم المتحدة، ورفضت تمديدها في 17 يوليو الماضي، مع تأكيد إمكان عودتها للاتفاقية إذا جرى تنفيذ الشق الخاص بالحبوب والمنتجات الزراعية والأسمدة الروسية ووصولها إلى الأسواق أسوة بالشق الخاص بأوكرانيا.
وسمحت الاتفاقية بخروج 33 مليون طن من الحبوب من موانئ أوكرانيا منذ بدء العمل بها في مطلع أغسطس 2022، وحتى توقف العمل بها.
وسبق أن أعلن إردوغان، أكثر من مرة، أن بوتين قد يزور تركيا في أغسطس الحالي، لكن موسكو لم تؤكد الموعد أو مكان اللقاء.
وشهدت الفترة الأخيرة مؤشرات على فتور في العلاقات التركية الروسية بعد الانتخابات البرلمانية والرئاسية التي شهدتها تركيا في مايو (أيار) الماضي، بسبب ما بدا أنه تركيز من أنقرة على تعزيز العلاقات مع الغرب
وعلى الرغم من تعامل روسيا بهدوء مع موافقة تركيا على التصديق على طلب انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) ومن قبلها تسليم 5 قادة عسكريين أوكرانيين من كتيبة «أزوف» إلى بلادهم، بعد أن أسرتهم روسيا وسلمتهم إلى تركيا وفق اتفاق يقضي باستضافة أنقرة لهم إلى حين انتهاء الحرب الروسية الأوكرانية، وتصريحات إردوغان المؤيدة لانضمام أوكرانيا إلى «الناتو»، الذي يعد خطاً أحمر بالنسبة لروسيا، ظهرت بوادر على الفتور في العلاقات التي اكتسبت زخماً قوياً في السنوات الخمس الماضية.
وانتقدت موسكو تسليم قادة كتيبة «أزوف» التي تعدها جماعة إرهابية، وعلقت أكثر من مرة على تصريحات لإردوغان حول زيارة مرتقبة للرئيس فلاديمير بوتين لتركيا في أغسطس الحالي بأنه لم يتم تحديد موعد أو جدول للزيارة.
وقبل أسبوعين جرى اتصال بين إردوغان وبوتين تركز بشكل أساسي على تعليق العمل باتفاقية الحبوب، حيث أكد بوتين أن بلاده لن تعود إلى الاتفاقية إلا في حال تنفيذ الشق الخاص بالسماح لها بتصدير الحبوب والمنتجات والأسمدة الزراعية، التي يعرقل الغرب تصديرها. وأعلن إردوغان مجدداً أن بوتين قد يزور تركيا قبل نهاية أغسطس، لكن لم يصدر عن موسكو تأكيد لذلك حتى الآن.
وعن السفينة «جوزيف شولت» التي وصلت من أوكرانيا إلى إسطنبول، الجمعة، عبر ممر مؤقت في البحر الأسود، قال إردوغان إن السفينة التي قدمت من ميناء أوديسا الأوكراني عبر مضيق البوسفور، لم تكن سفينة حبوب بل سفينة حاويات.
وحول احتمالات قيام تركيا بوساطة جديدة لعقد محادثات سلام بين روسيا وأوكرانيا، قال إردوغان: «نحن نسعى جاهدين من أجل ذلك، هذه هي رغبتنا، وتحدثنا مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنيسكي خلال زيارته لإسطنبول في يونيو (حزيران) الماضي، وكذلك في لقاءاتنا في قادة دول حلف شمال الأطلسي خلال قمة الحلف في يوليو الماضي، وآمل أن يقدر الرئيسان الروسي والأوكراني جهودنا المبذولة في هذا الصدد، وأن نحصل على نتائج إيجابية».