
لينا الحصري زيلع.
خاص رأي سياسي …
كل المؤشرات والتوقعات تؤكد على أهمية “اتفاق بكين” وتداعياته الإيجابية على لبنان، والتي تحتاج لبعض الوقت لتظهر نتائجها، ولكن مهما يكن فإن الأكيد بان لبنان لا يزال في صلب اهتمام المملكة العربية السعودية المستعدة دوما لتقديم كل الدعم المطلوب لمساعدته، على تخطيه محنته، ولكن شرط ان يبدأ بمساعدة نفسه والقيام بالإصلاحات المطلوبة منه.
فدعم المملكة للبنان ليس بجديد عليها، وهي الراعية لاتفاق الطائف الذي ارسى الدستور بعناية مباشرة من العاهل السعودي الملك فهد بن عبد العزيز في أواخر الثمانينات، والذي أدى الى نقل البلد من مرحلة الحرب الى مرحلة السلام والاعمار، كما ان مواقف المسؤولين في المملكة تؤكد دائما على دعم سيادة واستقلال وامن لبنان، وهي تسعى لخلق المبادرات الممكنة للمساعدة في ملء الفراغ الرئاسي من خلال انتخاب رئيس للجمهورية والبدء بإعادة العمل لانتظام مؤسسات الدولة الرسمية.
وفي هذا الاطار، يصف وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب ل”راي سياسي” علاقة لبنان التاريخية بالمملكة العربية السعودية بانها جيدة جدا، مؤكدا على استمرار الاتصالات بين البلدين، مشيدا بمبادرات المملكة الهامة في المنطقة والعالم والذي يؤيدها لبنان، معتبرا ان السعودية هي دولة قائدة في المنطقة، وان الاتفاق الأخير بينها وبين ايران يُعتبر مهما جدا للبنان وللمنطقة.
ولم يستبعد بو حبيب ان يسود الهدوء على جبهة الخطابات السياسية لبعض الشخصيات اللبنانية، التي كانت تهاجم المملكة، متوقعا ان يكون للسعودية ولدول الخليج دورا اقتصاديا هاما في لبنان، بعد تطبيقه للإصلاحات المطلوبة منه لبنانيا ودوليا وإقليميا.
وتؤكد مصادر سياسية على مواصلة المملكة تحركها للدفع نحو انتخاب رئيس للجمهورية من خلال علاقاتها مع كافة المرجعيات الروحية والسياسية، كما انها على مسافة واحدة من الجميع، وهدفها هو الوحدة الوطنية الذي اكد عليها اتفاق الطائف في بنوده وتوافق عليها جميع المسؤولين اللبنانيين.
ولا تستغرب المصادر ما تقوم به المملكة من اجل انقاذ لبنان، بعد حالة الانهيار الذي وصل اليها، والتي باتت تهدد كيانه ودوره ووجوده ومستقبل أبنائه، وهمها الأول كان دائما بقائه والحفاظ على دوره على صعيد الداخلي والوطني والعربي والدولي، وايمانها بقدرته على التفاعل لما يمثله من نموذج حضاري للعيش المشترك الذي يجب المحافظة عليه.
وتستذكر المصادر السياسية المتابعة للحراك السعودي الدور الذي قامت به المملكة بعد اتفاق الطائف من مساعدة لإعادة اعمار وازدهار وتطوير لبنان خلال فترة قياسية، لإعادته الى الخريطة العالمية ، وهذا امر مستمر عبر التاريخ من خلال سياستها الثابته بدعمها ومساعدتها للبنان والحفاظ عليه في اطار التعاون العربي .
من هنا، تعتبر المصادر بان الانتخابات الرئاسية في لبنان ستشكل مفصلا أساسيا لتطوير الدعم السعودي، خصوصا ان الأخيرة تُعتبر شريك اساسي في اللقاء الخماسي وهي قدمت في الأعوام الأخيرة مساعدات الى لبنان بقرابة 2.65 مليار دولار، ومرشحة لان تصل الى 7 مليارات دولار اذا التزم لبنان بتنفيذ تعهداته واستعادة تموضعه في محيطه العربي .
المصادر تشيد بحركة السفير السعودي وليد البخاري الناشطة والذي تربطه علاقات جيدة مع كافة الأطراف السياسية اللبنانية، خصوصا انه على اطلاع مفصل على تفاصيل الواقع اللبناني وخصوصيته .
لذلك فإن المصادر تضع املا كبيرا على دور المملكة في المرحلة المقبلة من خلال مساعدة لبنان ودعمه واستمرارها بالوقوف الى جانبه.