وزير البيئة لموقعنا: الحرائق لا زالت محدودة وهي تحت السيطرة.
لينا الحصري زيلع
خاص-راي سياسي
موجة الحر الشديدة التي تجتاح العالم وصل صداها الى الامم المتحدة،حيث اعلن الامين العام للامم المتحدة أنطونيو غوتيريش انتهاء عصر الاحترار المناخي العالمي. وحلول عصر الغليان العالمي، هذه الموجة التي سجلت درجات حرارة قياسية ، أدت الى نشوب العديد من الحرائق، واشتعال الكثير من الغابات والاحراج في العالم ، ونتج عنها سقوط العشرات من القتلى والمصابين، واستنفار واسع في كافة الدول والمناطق المعرضة لهذه الموجة ولبنان منها، هذا الامر دفع وزارة البيئة لإصدار بيان تحذيري وتوجيهي للمواطنين حول خطورة الوضع وكيفية التعامل معه.
“رأي سياسي” تحدث الى وزير البيئة ناصر ياسين حول دور الوزارة وموازنتها، وواقعها الحالي وعملها فقال:” بات معلوما انه وبسبب الازمة الراهنة تدنت موازنات كافة الوزارات، لذلك فان مشروع الموازنة الذي بدانا بدراسته يعتبر تشيغيليا في الحد الأدنى، حيث تدنت موازنة الدولة من 18 مليار الى حدود المليار، لذلك فهي تهدف في الوقت الحالي الى تأمين الحد الأدنى لبقاء القطاع العام، كما انها لا تتضمن اي استثمارات، او تطوير وتحسين في أي قطاع، لذلك تعتبر الموازنة بانها غير طموحة، وتقتصر فقط لاستمرار عمل المرافق العامة، بسبب ضعف الإيرادات وانهيار العملة”.
أضاف :”اما بالنسبة الى وزارة البيئة فهي تعتبر من اصغر الوزارات، ومن الطبيعي ان تتأثر بتخفيض حجم الموازنة، علما ان لدى الوزارة تاريخيا نقصا في الموارد البشرية والمالية، ولم يتم استكمال التوظيف بسبب الوضع السياسي و منع التوظيف، وقد تفاقم النقص في العنصر البشري خلال الازمة الراهنة، حيث تعاني نزف من قبل الموظفين نسبة للعدد الموجود حاليا، حيث هناك قرابة 25% منهم قدموا استقالاتهم ، او طلبوا استيداع او اجازات طويلة، او هم بطور الاستقالة، لذلك فان الوزارة تعاني من صعوبة في وضعها الإداري، ولكننا نحاول قدر المستطاع العمل على استمرارها بتحمل مسؤولياتها، مع اعترافنا بتأخير انجاز المعاملات ، واتخاذ القرارات اللازمة المطلوبة، والمتعلقة بالدراسات والمشاريع البيئية التي تقدم الى الوزارة بسبب القدرات الضعيفة لدينا”.
وأشار ياسين الى أهمية تعاون الوزارة مع المنظمات الدولية، مثل البنك الدولي ومنظمات الامم المتحدة، للمساعدة في بعض البرامج ان كان عبر ادارتها او في بعض المشاريع الجديدة التي يمكن تنفيذها، كذلك بالنسبة الى تمويل بعض القطاعات، كملف النفايات الذي يتم التعاون به مع البنك الدولي، إضافة الى موضوع الكسارات والمقالع حيث يتم المساعدة به من قبل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وايضا ملف التغيير المناخي، وغيرها مع المشاريع التي يتم العمل عليها، في اطار الشراكة مع المنظمات الدولية.
وحول استعدادات الوزارة ومتابعتها للحرائق التي قد تنشب بسبب موجة الحر يقول الوزير ياسين :”سجلنا في الأيام الماضية حرائق عدة نشبت بسبب شدة الحر، ولكن تم ضبطها الى حد كبير، ونأمل ان تبقى الأوضاع تحت السيطرة، خصوصا في ضوء ما نشاهده في دول المنطقة من حرائق كارثية لا سيما في اليونان وايطاليا والجزائر وسوريا وتركيا وغيرها” .
وعن دور الوزارة يشير الى انه يُعتبر وقائيا من مخاطر حرائق الغابات، لافتا الى الدور الذي تقوم به الوزارة على صعيد تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لحرائق الغابات، والتي تم تحديثها مؤخرا، مشيرا الى أهمية العمل بالنسبة الى توزيع المسؤولية على الإدارات كافة، والتركيز على ثلاثة أسس في العمل، أولها الحد من المخاطر عبر وقاية الغابات والمحميات، وحملات التنظيف التي تقوم بها فرق الوزارة، خصوصا على جوانب الطرقات والاعشاب المتواجدة .
ثانيا، فان الوزارة تعمل بطريقة حديثة من خلال اعتماد الإنذار المبكر، والرصد بالتعاون مع المجلس الوطني للبحوث العلمية وعدد من الجامعات الخاصة، حيث يتم ارسال إنذارات بشكل دائم عبر خرائط، تحدد أماكن المخاطر ويتم توزيعها على كافة البلديات، حيث بات باستطاعتنا معرفة الخطر الذي قد تتعرض له بعض المناطق والقرى وارسال الإنذارات، وفي عملنا نستخدم الأقمار الاصطناعية، بالتعاون مع مركز الأبحاث ، بحيث بات لدينا قدرة على درس كل متغيرات الطقس لمدة ثلاثة ايام، كما اننا نعتمد على سياسة الرصد عبر مجموعات محلية يبلغ عددها حوالي 15 مجموعة موزعة على مستوى القضاء او المنطقة ، ويتم التعاون معها في كل مناطق المعرضة للحرائق ومهمتها رصد الحرائق على الأرض ومراقبة الدخان في حال تصاعده من اي نقطة .
اما بالنسبة للعامل الثالث، فهو يتعلق بدعم الفرق المستجيبة الأولى، وهي الفرق المحلية الموجودة كالبلديات او الجمعيات او المتطوعين او الدفاع المدني، ومهمتها الدخول لإطفاء الحرائق في اللحظات الاولى، ولكن في حال تطور الحريق يأتي دور إدارة الكوارث، والدفاع المدني والجيش الذين لم يترددوا بالمساعدة مهما كان حجمها.
وحول ما اذا كانت هناك مناطق تتعرض للحرائق اكثر من غيرها، أشار ياسين ان منطقة عكار هي من المناطق الأكثر عرضة للحرائق، كونها تملك المساحات الحرجية الأعلى في المحافظات، وتداخل سكني مع الغابات، إضافة الى منطقتي إقليم الخروب والشوف.
وعن المساحات الخضراء التي تعرضت خلال السنوات الماضية الى حرائق، كشف وزير البيئة بانها واسعة، ولكن استطعنا الحد من نشوب الحرائق بسبب الاستراتيجية التي اتبعناها، ولكن نعترف ان هذا العام يُعتبر من الأعوام الصعبة بسبب الارتفاع الذي نشهده بالنسبة لدرجات الحرارة، ونأمل ان تبقى الأمور تحت السيطرة.
ودعا وزير البيئة جميع المواطنين للتنبه وعدم التخلص من أي مخلفات عشبية او غيرها بشكل غير آمن وتجنب إشعال النار من أي مصدر أتى في المناطق القريبة من غطاء حرجي وعشبي وزراعي ، علما ان قانون الغابات يمنع القيام بالحرق على اقل من بعد 500 متر من الاحراج والغابات.