وزراء دول إسلامية يتعهدون حشد الجهود لوقف النار في غزة
بحثوا خلال اجتماع استثنائي في إسطنبول سبل وقف الانتهاكات الإسرائيلية
تعهد وزراء خارجية مجموعة الدول الثماني الإسلامية بحشد جميع الوسائل المتاحة لضمان وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة وإيصال المساعدات الإنسانية إلى سكانه.
وناقش وزراء خارجية المجموعة، التي تضم كلاً من تركيا، ومصر، وباكستان، وماليزيا، وإندونيسيا، وبنغلاديش، وإيران ونيجيريا، خلال اجتماعهم الاستثنائي في إسطنبول السبت، سبل وقف الانتهاكات التي تمارسها إسرائيل بحق السكان المدنيين العزل في غزة.
وقال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، في مؤتمر صحافي عقب الاجتماع، إن «معارضي الاحتلال في أوكرانيا يعدّون مقاومة الاحتلال في فلسطين جريمة… نعلن مرة أخرى للعالم أجمع من إسطنبول أننا لم ولن نلتزم الصمت في وجه الظلم الإسرائيلي بغزة».
وأضاف: «ناقشنا خلال اجتماع إسطنبول ما يمكننا القيام به لإنهاء الهمجية الإسرائيلية في غزة، واتفقنا على حشد جميع الوسائل المتاحة لضمان وقف فوري لإطلاق النار في غزة وإيصال المساعدات الإنسانية إلى سكان القطاع».
وتابع أن «حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأصولية تواصل اللعب بالنار، ولا يتردد نتنياهو في تعريض مستقبل الجميع بالمنطقة، بما في ذلك شعبه، للخطر».
وعبّر عن تقديره لجهود الوساطة التي تبذلها مصر وقطر بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وأكد أن تركيا قدمت جميع أشكال المساهمة في هذه المفاوضات، وستواصل القيام بذلك.
وعدّ أن «إفشال إسرائيل المستمر للمفاوضات ورفضها الموافقة على وقف إطلاق النار، باتا يتسببان في تكاليف باهظة لمن يدعمونها دون قيد أو شرط»، مضيفاً أن غزة كشفت نفاق بعض الدول، وأظهرت بوضوح عجز النظام الدولي وعدم كفايته.
وقال فيدان إن الحصول على دولة هو حق طبيعي للفلسطينيين، وإن معظم الدول تعترف بفلسطين، لكنها لا تستطيع أن تصبح عضواً كاملاً في الأمم المتحدة بسبب حق النقض (فيتو) الذي تستخدمه الولايات المتحدة.
وأضاف أن الدعم «الشجاع» لفلسطين من قبل بعض دول الاتحاد الأوروبي هو بمثابة بصيص أمل، داعياً مزيداً من الدول إلى إعلان اعترافها بالدولة الفلسطينية.
وكان فيدان أكد، في كلمة خلال افتتاح أعمال الاجتماع الاستثنائي لوزراء خارجية دول مجموعة الثماني، دعم المجموعة لفلسطين بأقوى طريقة ممكنة، لافتاً إلى أن المجموعة تأسست على 6 مبادئ هي السلام والحوار والتعاون والعدالة والمساواة والديمقراطية، وأن هذه المبادئ تكتسب أهمية مزدادة في وقت يكافح فيه العالم كثيراً من العقبات المختلفة وحالة عدم اليقين.
وأوضح أن المجموعة عقدت اجتماعها الاستثنائي لإظهار مزيد من حشد الدعم والتضامن من أجل فلسطين، وأن الحرب في غزة ليست حرباً إسرائيلية – فلسطينية، بل تحدٍ للديمقراطية العالمية.
وأضاف فيدان أن النظام الدولي بدأ في الانهيار بسبب النفاق وعمى بعض الدول، وأن التطورات التي تجري في غزة منذ 8 أشهر، على مرأى من العالم، تظهر تآكل الأعراف والقيم العالمية، وأن استمرار المجزرة الإسرائيلية يثير التوتر الاجتماعي والغضب الشعبي في المنطقة.
ولفت إلى ضرورة أن يتبنى العالم الإسلامي المشكلة في غزة والسعي لحلها، ما دام النظام الدولي لا يستطيع أن يأتي بحل، مؤكداً أنه ليس هناك خيار آخر سوى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة.
وقال: «سنقف دائماً إلى جانب إخواننا الفلسطينيين وندعمهم دائماً في عملية إعادة الإعمار»، مضيفاً أن «غزة بحاجة إلى الأمل».
وذكر فيدان أن الطريق إلى السلام الدائم لن يتحقق من خلال الحرب؛ولكن من خلال تنفيذ الاتفاقيات والجهود الدبلوماسية الدولية، لتحقيق حل الدولتين. وشدد على أن أولئك الذين نفذوا المجازر في غزة سيحاسبون بالتأكيد.
وبحث فيدان مع رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، عشية انعقاد اجتماع وزراء خارجية دول مجموعة الثماني، آخر التطورات في فلسطين.
وقالت مصادر دبلوماسية تركية إن فيدان أجرى اتصالاً هاتفياً، الجمعة، مع مصطفى، تناولا خلاله أجندة الاجتماع، الذي ركز على مناقشة الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إلى جانب مستجدات الأوضاع في فلسطين.