رأي

وزراءنا.. تحدثوا لنراكم!

كتبت أسرار جوهر حيات في صحيفة القبس.

رغم بعض العثرات، والأخطاء التي وقع بها بعض الوزراء، الا ان الحكومة للآن تؤدي عملها بشكل جيد، غير مطابق لطموحنا كمواطنين نعم، لكنه جيد للآن، فطموحنا أن نرى الكويت متقدمة ومتطورة وسباقة في كل الميادين، لكننا نؤمن أن هذا الأمر يأتي بالتدريج وكلنا تفاؤل.
الا ان الحكومة ورغم إنجازاتها، هنا وهناك، الا انها تخشى التصريح على ما يبدو، فللآن معظم وزرائنا صامتون، ولم يدلوا بأي تصريحات أو يخرجوا بأي مؤتمرات صحافية، أو لقاءات، باستثناء حالات بسيطة للغاية.

فبالرغم من أن الحكومة تحاول أن تثبت جدارتها، الا أن أهم ركيزة في بناء الثقة مع المواطنين هي التواصل، بينما وزراؤنا يتخفون في تصريحات تحت مسمى مصدر مسؤول أو مصادر رفيعة المستوى، أو بيانات باسم جهاتهم ووزاراتهم، بينما نحتاج أن نسمعهم هم، نستمع لرؤاهم وخططهم ونستمع لما أنجزوه وما يخططون لانجازه منهم مباشرة. ولم أجد تفسيراً لعدم ظهور الوزراء، أو لنكن منصفين، معظمهم، خاصة ان بعضهم بالفعل يؤدي عمله بشكل جيد وله إنجازات ملموسة، فما الضير من الخروج بمؤتمر صحافي أو لقاء تلفزيوني للإعلان عن هذه الإنجازات، أو بالمقابل أيضاً، هناك بعض المشاريع المعطلة، ولابد أن هناك أسبابا لتأخيرها وتعطيلها فلماذا يخشى الوزراء الظهور للحديث عن هذه الأسباب، في محاولة لكسب ثقة الشارع ووضع المواطن في صورة الحدث؟!

وفي متابعة لظهور الوزراء من عدمه، خلال السنوات الأخيرة، نجد أن التواصل مع الجمهور في الغالب كان يعتمد على شخصية الوزير ولم يكن ابداً نهجاً حكومياً، فعلى سبيل المثال في حكومة ما نجد وزراء متواجدين وفاعلين مع الجمهور، بينما بذات الحكومة وزراء قليلو الظهور، في صورة تعكس عدم التنسيق بشأن الظهور الإعلامي للوزراء، الا ان الحالة الأخيرة أشبه باتفاق حكومي على تقليص الظهور قدر الإمكان!

بالمقابل نجد مسؤولين وقيادات في دول مجاورة متواجدة مع الجمهور باستمرار، بل تتواجد كذلك على منصات التواصل الاجتماعي، بل تحرص على أن تبث بعض الاخبار بنفسها، وتتفاعل مع الردود وغيرها، بينما نفتقد لذلك في الكويت، رغم ان الآلة الإعلامية تغيرت، وتتطلب التطوير.

ويبدو أن السكوت لا يقتصر على الوزراء، فحتى ناطق الحكومة الرسمي، اصبح ناطقاً صامتاً.. فقلما نجد له تصريحا أو تعليقا أو مؤتمرا على الأقل لشرح قرارات مجلس الوزراء كأضعف الايمان!

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى