أبرزشؤون لبنانية

ورقة من 10 بنود سلمها وزير الخارجية الكويتي الى ميقاتي … ماذا تتضمن؟

قالت مصادر حكومية لـ”الجمهورية” انّ الورقة التي سلّمها وزير ‏الخارجية الكويتي الكويتي الدكتور أحمد ناصر المحمد الصباح الى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي تهدف وفق ما تضمنته من افكار عامة، ‏الى طي الصفحة السابقة بين لبنان ودول الخليج. وهي تتألف من 10 ‏بنود معظمها وارد في البيان الوزاري للحكومة، خصوصاً لجهة التشديد ‏على سياسة النأي بالنفس وعدم التدخّل في الشؤون الداخلية للدول ‏العربية. وقد ابلغ الوزير الكويتي الى الذين التقاهم أنّ هذه الافكار ‏العامة نوقشت بين الكويت والمملكة العربية السعودية ودولة ‏الامارات العربية المتحدة وفرنسا والولايات المتحدة الاميركية. واكّدت ‏هذه المصادر انّ هذه الأفكار سيناقشها المسؤولون اللبنانيون، ‏وسيستكمل وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب البحث فيها مع ‏المسؤولين الكويتيين خلال زيارته الرسمية الى الكويت في 29 من ‏الشهر الجاري. ولفتت المصادر الى أنّ الوزير الكويتي أبلغ الى ‏ميقاتي دعوة رسمية من نظيره الكويتي لزيارة الكويت.‏

وفي المعلومات، بحسب “الجمهورية”  انّ الورقة شكّلت خلاصة لمختلف النقاط التي ركّزت ‏عليها المحادثات التي أجراها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في ‏جولته الخليجية، وتلك التي اجراها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن ‏سلمان في جولته على دول مجلس التعاون الخليجي، ومجموعة ‏البيانات الثنائية التي انتهت إليها كل زيارة، وتلك التي صدرت عن قمة ‏دول مجلس التعاون الخليجي في نهاية العام الماضي.‏

‏ وقالت مصادر واسعة الاطلاع لـ”الجمهورية”، انّ الموفد الكويتي لم ‏يحمل رسالة بإسم حكومة بلاده إنما بإسم مجموعة دول مجلس ‏التعاون الخليجي والمجتمع الدولي المتعاون من أجل معالجة ملف ‏العلاقات بين لبنان والمجموعة، وهي ركّزت على مجموعة من النقاط ‏جُمعت تحت 10 بنود تشير الى الآتي منها، وهي:‏

‏ ‏- استكمال تنفيذ الطائف وتطبيقه نصاً وروحاً.‏

‏- الالتزام بتنفيذ القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة والجامعة العربية.‏

‏- التأكيد على اهمية تنفيذ القرارات الدولية 1559 والـ 1680 والـ 1701.‏

‏- السعي بكل القدرات للعودة الى تنفيذ سياسة النأي بالنفس بكل ما ‏تفرضه من أصول التعاطي مع القضايا العربية.‏

‏- التزام اللبنانيين بعدم التدخّل في شؤون الدول العربية. وفي هذا ‏البند إشارة واضحة لتدخّل “حزب الله” بالإسم في شؤون دول الخليج، ‏للمرة الاولى في وثيقة من هذا النوع.‏

‏- وقف الاعتداءات الإعلامية والعملانية في الشؤون الداخلية لدول ‏مجلس التعاون الخليجي.‏

‏- السعي بكل الوسائل إلى إجراء الاستحقاقات الدستورية في ‏مواعيدها ومنها الانتخابات النيابية العامة ومن بعدها الانتخابات ‏الرئاسية.‏

‏- توفير الأجواء التي تضمن المراقبة على الحدود اللبنانية – السورية ‏ومختلف الموانئ البرية والبحرية والجوية وتجهيزها بما يضمن دقّة ‏المراقبة.‏

‏- منع اعمال التهريب وضمان جودة الصادرات اللبنانية وخلوها من ‏الممنوعات وخصوصاً المخدرات او الاسلحة.‏

‏- ضمان التعاون بين مختلف الاجهزة الامنية اللبنانية ونظيراتها في ‏دول مجلس التعاون الخليجي وكل ما يعنيه الأمر.‏

وعليه، قالت المصادر، انّ توقيت زيارة الموفد الخليجي ‏في هذا التاريخ مردّه الى الطلب من الجانب اللبناني ان يدرس هذه ‏الورقة في مهلة تنتهي عند انعقاد مجلس وزراء الخارجية العرب المقرّر ‏في 30 كانون الثاني الجاري في الكويت برئاسة وزير الخارجية ‏الكويتي، على ان يحمل الرد وزير الخارجية عبدالله بوحبيب الى ‏المجتمعين. وان يوفّر الجواب قبل الموعد، ويودع لدى رئيس الدورة ‏لهذه السنة، ليكون الاجتماع مناسبة للبحث في هذا الموضوع للبت ‏به سلباً او ايجاباً.‏

‏ ‏وأبلغت اوساط سياسية واكبت جولة وزير الخارجية الكويتي على ‏المسؤولين الى “الجمهورية”، انّ ورقة المطالب الخليجية لإعادة بناء ‏الثقة مع لبنان هي شديدة الحساسية ولا يمكن قبولها بالكامل او ‏رفضها بالكامل، لافتة إلى أنّ بعض البنود يمكن التجاوب معه ‏والبعض الآخر يستحيل تنفيذه حالياً خصوصا ما يتعلق بتنفيذ القرار ‏‏1559 ونزع سلاح “حزب الله”.‏

‏واشارت الاوساط، الى انّه وعلى رغم السقف المرتفع للورقة، توجد ‏فرصة للبناء عليها والانطلاق منها للوصول إلى تفاهم وتفهم ‏متبادلين، على قاعدة ان يراعي “حزب الله” المصلحة الوطنية التي ‏تقضي بضرورة عدم استهداف الخليج انطلاقاً من لبنان، وان تراعي ‏الدول الخليجية خصوصية الواقع اللبناني وما يمثله الحزب ضمنه، ‏بحيث لا تبالغ في طرح شروط ليست للدولة قدرة على تنفيذها.‏

‏واعتبرت الاوساط انّ زيارة الوزير الكويتي الى بيروت تحمل “الجزرة ‏والعصا” في آن واحد، مشدّدة على أهمية ان تتمكن التسوية ‏المفترضة من التوفيق بين مصالح الجانبين.‏

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى