لم يتأخر كثيراً رد التيار الوطني الحر على بيان حزب الله؛ وإن كان قد تم الإعداد له مسبقاً لإيصال رسائل معينة رداً على ما يعتبره التيار خذلاناً من الحزب بعد المشاركة في جلسة حكومة تصريف الاعمال الاخيرة. غاب جبران عن البداية ولم يغب عن النهاية فحضر وتداول مع عضوي كتلة الوفاء للمقاومة في المستجدات الاخيرة؛ التيار اراد من خلال الجلسة التوضيح بانه يمتلك أفضلية الكلمة الأخيرة في ايصال رئيس للجمهورية؛ فمع حاجة الفريق الذي يصوت لميشال معوض لحوالي العشرين صوتاً وحاجة فريق حزب الله لعدد معين من أصوات لبنان القوي لايصال فرنجية الى بعبدا؛ إعتقد باسيل أنه يستطيع كمش يد حليفه من الناحية التي تؤلمه حسب التعبير الشائع/ التيار وبحسب مصادره هو من وضع ورقة بإسم ميشال وأخرى بإسم معوض وعدد قليل من الاوراق البيضاء ساهمت بتعادل الأرقام فما الغاية من ما فعله التيار؟
بيضة القبان
مع تعادل ارقام الورقة البيضاء وميشال معوض يبدو أن فريق الوطني الحر احتسب أرقام التصويت في الجلسة بدقة بهدف جعل المتنافسين متعادلين في الارقام والهدف هو اعلام الجميع بان كتلة لبنان القوي هي بيضة القبان في المجلس والتي من خلالها تتغير المعادلة من فريق الى اخر وفي رمشة عين كما حدث؛ ومع وضع ورقة بإسم ميشال وأخرى بإسم معوض رسالة واضحة من التيار لحليفه الأساسي حزب الله حول امكانية تبني خيار قوى 14 أذار وتأمين الرقم المناسب لمعوض والذي يؤمن له الفوز من الدورة الثانية؛ فهل يتجرأ باسيل على اتخاذ هذا الخيار؟
ارباك لا أكثر
مصادر مقربة من الثنائي الشيعي حركة أمل وحزب الله أوضحت لرأي سياسي أن ما فعله تكتل لبنان القوي يمثل حالة ارباك في صفوفه وهو غير قادر على ايصال رسائل الى أحد لأنه يعلم جيداً انه لا يملك سوى حليف واحد في البلد هو الحزب فهل يسلك خيار ترك الورقة الرابحة الوحيدة بين يديه؟
يبدو أن باسيل اُربك بعد جلسة الحكومة الاخيرة ومشاركة الحزب فيها وهو الذي كان يعتقد أن حزب الله لن يقدم على هذه الخطوة التي تزعج الشارع المسيحي بشكل عام وتزعجه بشكل خاص؛ فراح يناطح يميناً ويساراً لايصال رسالة مفادها “أنا هنا ولن تستطيعوا السير بدوني” فهل نجح؟
الخميس المقبل
الأبصار شاخصة الان نحو جلسة الخميس المقبل والتي دعا اليها رئيس مجلس النواب نبيه بري مشيراً الى انه سيستمزج أراء الكتل النيابية حولها؛ فإن ارادوا تحويلها لجلسة حوار سيحولها بري وان لم يفعلوا ستكون جلسة روتينية كالعادة وهي الأخيرة في عام 2022 وبات من المؤكد أن كرسي بعبدا ستحيي عيدي الميلاد ورأس السنة خاليةً من راعيها بعد تعنت القوى على خياراتها الاحادية الجانب؛ وبعد رأس السنة سنكون امام سيناريوهات عدة؛ إما مقتبسة من الخارج وبكلمة سر تبصر الكتل النور وتتفق على انتخاب رئيس للبلاد؛ وإما غضب جبران اذا ما تصلحت أموره مع حزب الله ويذهب بخيار المواجهة وهو أمر مستبعد؛ أو أن تحل عقدة وصول فرنجية الى بعبدا بليونة احد القطبين على الساحة المسيحية وهو أمر غير وارد الان؛ فإما الحوار او المواجهة غير المجدية أو رعاية خارجية.. وإن الخميس لناظره قريب.