«وايت تشابل» تستضيف «غافن يانتس: أن تكون حراً» في لندن
تستضيف غاليري وايت تشابل في لندن معرض «غافن يانتس: أن تكون حراً» الذي تنظمه، بالتعاون مع مؤسسة الشارقة للفنون ومعهد إفريقيا في الشارقة، وذلك في الفترة بين 12 يونيو/حزيران و1سبتمبر/أيلول 2024.
ويقام المعرض في لندن عقب عرضه للمرة الأولى في الشارقة العام الماضي، وهو العرض الأشمل لأعمال الفنان غافن يانتس؛ إذ يتتبع عبر أكثر من 100 عمل فني تنوع مسيرته ونزوعه الإبداعي نحو التغيير، ويحتفي بأدواره المتعددة بصفته رساماً وطبّاعاً، وكاتباً وقيّماً وناشطاً سياسياً، مسلطاً الضوء عبر عدة فصول تمتد من عام 1970 إلى الوقت الحاضر، على مراحل جوهرية في حياته، كنضالاته المناهضة للتمييز العنصري منذ السبعينات إلى منتصف الثمانينات، والأدوار التي لعبها في تغيير المؤسسات الفنية في المملكة المتحدة وألمانيا والنرويج، وتصاويره التشخيصية الرمزية لنضالات السود في سبيل الحرية حول العالم، وصولاً إلى انتقاله مؤخراً إلى اللوحات التجريدية وغير التشخيصية.
سعى يانتس بشكل متواصل نحو الانعتاق الفني، وحرية لا تقيدها النظرة الأوروبية أو توقعاتها تجاه الإبداع الأسود، من خلال خوضه في مسارات إبداعية متعددة شملت إلى جانب فنه، المبادرات التقييمية والمساهمات المكتوبة، التي تركت أثراً كبيراً على الفن الإفريقي وفن الشتات الإفريقي والفن العالمي المعاصر، مدفوعاً بسنوات تكوينه في كيب تاون إبان عصر الفصل العنصري في جنوب إفريقيا.
تشغل أعمال يانتس مساحات العرض على شكل سلسلة من الفصول، يركز كل منها على التطورات الرئيسية في ممارسته الفنية من خلال عرض شامل لمطبوعاته من السبعينات إلى التسعينات، إضافة إلى مجموعة مختارة من اللوحات المبكرة خلال سنوات نفيه، لتقترح هذه الأعمال مقاربات جديدة وموسعة للوسائط المستخدمة فيها، لافتةً الانتباه في الوقت ذاته إلى أوضاع سياسية معينة في إفريقيا، حيث إن كتابات يانتس في تلك الفترة غالباً ما كانت تشير إلى كلمات الزعيم الثوري أميلكار كابرال: «لا حاجة لأن أذكرك بأن مسألة التحرر هي مسألة ثقافية أولاً وأخيراً».
وتعكس فصول المعرض الأخرى استكشاف الفنان للتاريخ الثقافي الإفريقي وتفاعلاته مع التقاليد الفنية التي واجهها خلال منفاه الأوروبي، كسلسلة «كورابرا» التي تسلط الضوء على تجارة الرقيق الأوروبية، ولوحاته الملحمية التي تكشف تشابك تاريخ الفن الإفريقي والأوروبي، إضافة إلى سلسلته «الزولو» (1986-1990) التي انتقل فيها من التمثيل التصويري والسرد الخطي نحو الرمزية والاستعارة والشعرية.
ويعرض الفصل الأخير من المعرض لوحات يانتس الحديثة، والتي تعزز بحثه عن الحرية الفنية بما تمثله من تحول كامل عن التصوير ليصبح الانخراط في تنفيذ هذه الأعمال بمنزلة تجربة شخصية متفردة وعميقة، بحيث يكون التفاعل موجهاً بشكل مستقل ومدفوعاً بالزخم العاطفي للفنان والتأمل الذاتي والاستقلال في اختيار الموضوعات.
ويصدر بالتزامن مع المعرض منشور جديد يوثق مسيرة الفنان بشموليتها، ويتضمن مقدمة بقلم حور القاسمي، ومقالة نقدية بقلم صلاح محمد حسن، إلى جانب مساهمات من الكتاب: أليسون يونغ، كيندل جيرز، لارس إلتون، داج إريك إلجين، وبريميش لالو.
«أن تكون حراً» من تقييم صلاح محمد حسن، مدير معهد إفريقيا وبروفيسور متميز في جامعة كورنيل، وجيلان توادروس مدير غاليري وايت تشابل، وكاميرون فوت قيّم غاليري وايت تشابل.