هويلوند ينهي جفافه التهديفي مع مانشستر يونايتد
استغرق الأمر 15 مشاركة أو نحو 1027 دقيقة لعباً أو 114 يوماً منذ ظهوره الأول، أو 19 تسديدة، وبغض النظر عن الطريقة التي يتم بها تقييم الأمر، فقد مر وقت طويل بالنظر إلى السعر المدفوع للتعاقد معه والتوقعات التي جاء بها ولمحات موهبته والنادي الذي انضم إليه ومحنته.
سجل راسموس هويلوند هدفه الأول في الدوري الإنجليزي الممتاز لصالح مانشستر يونايتد، والذي عندما دفعوا له 72 مليون جنيه استرليني (91.88 مليون دولار)، كان من المتوقع أن يسجله قبل وقت طويل من “بوكسينغ داي”.
عندما حدث ذلك، قال مشجع يونايتد في مرحلة الطفولة الذي تحول إلى قلب هجوم الفريق “أنا أسعد رجل على قيد الحياة الآن، لقد مر وقت طويل”.
وبالنظر إلى العمق الذي وصل إليه يونايتد في هذه الأثناء، فقد يكون من المبالغة القول إن الأمر كان يستحق الانتظار. ومع ذلك، عندما جاء هدفه أخيراً، كان ذلك في لحظة مناسبة، لإكمال العودة ضد فريق أستون فيلا المحلق على أعلى مستوى، في حقبة جديدة لنادي “أولد ترافورد” تتطلب نقطة انطلاق، بل ولحظة احتاج فيها المدير الفني الذي تعاقد معه إريك تن هاغ، إلى بعض التحقق أمام قوة جديدة يمكنها تحديد مستقبله، وهو المدير الرياضي في مجموعة “إنيوس” السير ديف برايلسفورد.
مع انتهاء الجفاف التهديفي الكبير لهويلوند، شعر المدرب الهولندي ببعض التحرر وإيجاد التبريرات لأسلوب إدارته، وربما كان سجل الدنماركي التهديفي الفارغ في الدوري الإنجليزي الممتاز مجرد مفاجأة إحصائية، لكن المهاجم كان يحتاج إلى بعض الثقة. وقال تن هاغ “لقد أجريت عدة محادثات معه وأشرت إلى أنه سجل كثير للدنمارك وسجل في دوري أبطال أوروبا، لذلك أظهر ذلك القدرة، لذا أثق به وأنه سيسجل”، وعندما حدث ذلك، كانت الغريزة موجودة وكذلك القدرة على اغتنام الفرصة في اللحظة المناسبة.
وأضاف تن هاغ “سيسجل مزيد، عندما لا يسجل المهاجمون، فهذه مشكلة دائماً، لكنه يتمتع بشخصية قوية، ويتمتع بشخصية كبيرة وهذا ما يحتاج إليه المهاجم، وعندما تستمر في الاستثمار ستأتي الأهداف”.
كان المعنى هو أن هويلوند يمتلك الشخصية المطلوبة، لقد خاض عديداً من المباريات المحرجة التي كان يتضور فيها جوعاً للتسجيل وبدا عديم الخبرة، لكنه نادراً ما يختبئ. وقال زميله في الفريق برونو فيرنانديز “يعلم راسموس أنه سيتعرض لضغوط، إنه يلعب في أحد أكبر أندية العالم، أنت تحصل على كثير من الاهتمام لذا عليك أن تعتاد على ذلك”.
ومن المؤكد أن دقة وكثافة المتابعة تختلف تماماً عما كانت عليه في أتالانتا أو شتورم غراتس أو كوبنهاغن، إنه ذلك الضغط يأتي جزئياً بسبب سعر الانتقال والارتفاع المفاجئ إلى الشهرة، لقد منح ذلك هويلوند غموضاً ولمحة من نظرية المؤامرة، وخلال فترة التوقف الدولي، سأل جود بيلينغهام وجيمس ماديسون زميلهم في المنتخب الإنجليزي ماركوس راشفورد عنه.
بعد نحو 23 مباراة من مسيرته مع يونايتد، تمكن أخيراً من الخروج من ملعب “أولد ترافورد” وسط غناء غير مألوف من جماهير مدرج “سترتفورد إند” باسمه.
وقد حرم من مثل هذا الاحتفال قبل ذلك، وكان من سوء حظه أن أهدافه الخمسة في دوري أبطال أوروبا جاءت جميعها في مباريات انهزم فيها فريقه، وقد سجل على أرضه أمام غالطة سراي التركي قبل أن يدمر يونايتد نفسه.
وقال تن هاغ “على أعلى مستوى في دوري أبطال أوروبا، سجل خمسة أهداف وأظهر قدرته، الدوري الإنجليزي قريب من دوري أبطال أوروبا، لذلك سيأتي ويحصل على الثقة، عندما يتمتع المهاجمون بالثقة فإنهم سيسجلون”، لكن تكاتف الفريق الفريق يساعد في ذلك أيضاً، وكانت هناك إحصاءات دامغة حول عدد التمريرات القليلة التي قدمها أنتوني وأليخاندرو غارناتشو لهويلوند، هي ستة وخمسة فقط – على الترتيب – بحلول عيد الميلاد، وساعد وضع البرازيلي على مقاعد البدلاء والدفع بماركوس راشفورد في إحياء يونايتد.
وهرع غارناتشو الذي سجل هدفين للدفاع عن الهجوم المحاصر. وقال الأرجنتيني “يتحدث كثير من الناس عن المهاجمين في مانشستر يونايتد ويقولون إننا لا نسجل الأهداف أبداً، لكن اليوم ترى راشفورد يقدم التمريرة الحاسمة، وراسموس يسجل الهدف، لذلك نحن سعداء”.
ومع ذلك، حتى مع المباراة المثيرة التي قدمها هويلوند ضد فيلا، لا يزال هناك 91 لاعباً سددوا مزيداً من التسديدات في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، وجاءت التمريرة الحاسمة لهدفه عن غير قصد من جون ماكين، وكانت محاولته الوحيدة على مرمى الفيلا، ولا يزال يونايتد في حاجة إلى إمداد هويلوند في كثير من الأحيان وبصورة أفضل.
لقد فتح عديد من أسلافه في هجوم مانشستر يونايتد سجلهم التهديفي بسرعة أكبر بتلقى مزيد من المساعدة.
قبل نحو 14 عاماً، لم يمر سوى نصف ساعة تقريباً على وجود فيديريكو ماكيدا على أرض الملعب لصالح يونايتد، حتى سجل هدفه الأول، ولم يكلف الإيطالي خزانة مانشستر يونايتد 72 مليون جنيه استرليني (91.88 مليون دولار).
وقال فيرنانديز المتطلب إنه يأمل ألا يظل هذا أسعد يوم في حياة الدنماركي، وبالنسبة إلى ماكيدا لم يعد الأمر جيداً مرة أخرى، أما بالنسبة إلى هويلوند، الأفضل لم يأتِ بعد.