أبرزرأي

هوكشتاين فشل في تسويق فكرة الحل المؤقت…

باسم المرعبي ناشر موقع رأي سياسي

خاص: رأي سياسي

على الرغم من احاطة محادثات مبعوث الرئيس الأميركي الخاص لشؤون أمن الطاقة العالمي، آموس هوكشتاين مع المسؤولين اللبنانيين بالكثير من الكتمان، حيث حرصت عين التينة كما السراي، واليرزة على عدم البوح بأي معلومة حول ما دار من نقاش مع المبعوث الأميركي، حرصا على الوصول الى نتائج مفيدة حيال ما طرح من أفكار، الا ان ما تسرب من معلومات غير مباشر أكدت أن هوكشتاين لم يحمل معه أي مبادرة بالمعنى الحقيقي، بل طرح جملة من الأفكار التي تصب في اتجاه واحد، وهو الوصول الى اتفاق ولو مؤقت يؤدي في نهاية المطاف الى عدم توسيع نطاق الحرب بين لبنان واسرائيل، بانتظار الوصول الى تسوية شاملة في المنطقة.

واذا كان هوكشتاين قد حمل من تل ابيب كلاما سمعه هناك بأن من بدأ الحرب على الحدود هو “حزب الله ” وليس اسرائيل، فان المسؤولين اللبنانيين كان لهم موقفا موحداً، وهو ان لبنان متمسك بتنفيذ القرار 1701، وان أي بحث في ما خص هذا القرار أو غيره غير ممكن قبل ان تتوقف الحرب في غزة، وقبل ان توقف تل ابيب عدوانها على لبنان، غير ان هوكشتاين ابلغ من التقاهم أنه يريد الحصول على ضمانات بعدم توسع اطار التصعيد، وتبريد الجبهة قدر الأمكان وترك المواضيع المختلف عليها الى مرحلة لاحقة طالما لا يوجد مناخات مساعدة على ابرام اتفاق شامل ونهائي، وهذا ما لم يحصل عليه، حيث تبلغ وبشكل حازم ان حل المشكلة واضح ومعروف للجميع ويتلخص بجملة واحدة وهي أن تلتزم اسرائيل بتنفيذ مدرجات القرار 1701 بشكل كامل وواضح.

وفي دلالة واضحة على ان نتائج محادثات هوكشتاين في لبنان واسرائيل لم تكن مشجعة، ولو كان ما طرحه قابل للتنفيذ لكان عاد ثانية الى تل ابيب لابلغ المسؤولين فيها حول ما سمعه في بيروت والحصول على أجوبة، الا ان مجرد انتقاله فورا الى الولايات المتحدة الاميركية، فهذا يعني أنه أخفق في تسويق فكرة الحل المؤقت للحلول، وان زيارته كأنها لم تكن على غرار جولة وزير الخارجية الاميركية الى المنطقة انتوني بلينكن، الذي يقال أن لقاءاته في تل أبيب إتسمت بالتوتر والتشنج.

وفي هذا السياق يؤكد مصدر وزاري أن الاوضاع على الحدود مع اسرائيل أو في غزة معقدة جداً، ولم يعد ممكنا فصل الجبهتين عن بعضهما البعض، وأن الحل الوحيد الممكن هو وقف الحرب على غزة، لأن مجرد وقف هذه الحرب تتوقف تلقائياً جبهة الجنوب، التي بدأت على قاعدة إسناد غزة، وهذا غير مخفي، فقد اعلنه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطاب علني له.

ولفت الى ان مهمة هوكشتاين كانت بعناوين مختلفة، لكن الأساس هو الحصول على ضمانات من شأنها إقناع سكان مستوطنات شمالي اسرائيل بالعودة الى بيوتهم وممتلكاتهم، بعدما بدأ هذا الملف يضغط بشكل كبير على حكومة بنيامين نتنياهو من النواحي الاقتصادية، والمالية، والمعنوية، حيث اعتادت اسرائيل ان تقوم بتهجير ابناء الجنوب وهي غير معتادة ان يتهجر سكان المستوطنات، حيث تعد عملية التهجير التي حصلت الأولى من نوعها بهذا الحجم في تاريخ اسرائيل.

وكشف المصدر ان هوكشتاين تبلغ من المسؤولين في بيروت ان لبنان ليس في وارد توسعة اطار الحرب، وان الكرة هي في ملعب الاسرائيلي الذي يحاول جّر لبنان الى هذه الحرب لغايات في نفس نتنياهو الذي يريد اطالة أمد الحرب تهربا من المحاكمة التي تنتظره حول اكثر من ملف.

واعرب المصدر عن اعتقاده بأن عدم تحقيق اسرائيل اي هدف من الاهداف التي اعلنت في اليوم الاول من الهجوم على غزة بعد ما يقارب المائة يوم، ستتحول حتما الى صراعات داخل الحكومة الاسرائيلية، كما ان اهالي الاسرى الاسرائيلين باتو يشكلون بالنسبة لنتنياهو قنبلة موقوتة قابلة للإنفجار في وجهه في أي وقت.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى