رأي

هنية والسنوار ورفاقهما: من هم أصحاب القرار في حماس؟

إن تدمير حماس هو أحد أهم أهداف الهجوم العسكري الإسرائيلي على غزة. وأبرز المطلوبين على رأس القائمة: يحيى السنوار، رئيس حركة حماس في غزة. لكنه ليس الشخصية القيادية الوحيدة في الحركة.

عندما تجاوز عدد لا يحصى من مقاتلي حماس التحصينات الحدودية الإسرائيلية حول قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وقتلوا أكثر من 1200 إسرائيلي واختطفوا حوالي 240 رهينة، كان هناك شخص في الخفاء، يعتبر العقل المدبر الأكثر أهمية خلف العملية. إنه يحيى السنوار، قائد حركة حماس الإسلاموية المسلحة في قطاع غزة، وهو حاليا المطلوب الأول في إسرائيل. والهدف المعلن للجيش الإسرائيلي هو تصفيته. ولكنه ليس الوحيد، بل هناك عدة شخصيات قيادية في المنظمة الإرهابية الفلسطينية. لمحة عامة عنهم:

“جزار خان يونس”: يحيى السنوار

يعتبر السنوار  شخصية كاريزماتية وذكية جدا، ولكنه أيضا وحشي وعديم الضمير: السنوار (61 عاما) يقود حماس في غزة بقبضة حديدية. ولد عام 1962 في مخيم خان يونس للاجئين في جنوب قطاع غزة، وكان أحد مؤسسي حركة حماس في أواخر الثمانينات، وشارك في تأسيس جناحها العسكري، كتائب القسام، التي قامت بالعديد من الهجمات الانتحارية في إسرائيل. كما عاقب من يشتبه في تعاونهم مع إسرائيل في صفوف حركته، بوحشية شديدة، حتى أصبح يعرف باسم “جزار خان يونس”.

وفي عام 1988، حكمت عليه محكمة إسرائيلية بأربعة أحكام بالسجن المؤبد، بتهمة قتل عدد من المتعاونين المشتبه بهم وجنديين إسرائيليين. وفي السجن، تعلم السنوار اللغة العبرية ودرس عقلية “العدو” من خلال قراءة كتب لشخصيات إسرائيلية مشهورة. وكانت حياته في خطر مؤقت، بسبب خراج في الدماغ. وأنقذ أطباء إسرائيليون حياته بعملية جراحية. وبعد 22 عاما في السجن، تم إطلاق سراح السنوار في عام 2011 مع أكثر من ألف معتقل فلسطيني آخر، مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط. عاد السنوار  إلى غزة، وأصبح منذ ذلك الحين مسؤولاً عن التواصل بين الجناحين العسكري والسياسي لحركة حماس.  وفي عام 2017 أصبح قائدا للتنظيم الإرهابي في قطاع غزة.

واتهم بنيامين نتنياهو السنوار مؤخرا بالتضحية بالمدنيين الفلسطينيين في المعركة ضد إسرائيل. وبحسب رئيس الوزراء الإسرائيلي، فإن السنوار غير مهتم بمصير شعبه ويتصرف “مثل هتلر صغير في مخبأه”.

ويفترض أن السنوار قد غادر الآن واحدا على الأقل من هذه المخابئ. وبحسب تقارير إعلامية إسرائيلية، فقد فرّ من القتال في شمال غزة وتوجه جنوبا، وهو الآن في منطقة بمسقط رأسه خان يونس.

“قط بتسع أرواح”: محمد الضيف

يدير محمد الضيف، منذ عام 2002، كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس في غزة. وتتهمه إسرائيل بالمسؤولية عن العديد من التفجيرات الانتحارية ومقتل العشرات من الجنود والمدنيين الإسرائيليين. وهو أيضا مشارك في المسؤولية عن النظام الواسع للأنفاق التابع لحماس في غزة. ويفترض أن الضيف هو الذي خطط وقاد إلى حد كبير الهجوم المدمر الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر/تشرين أول. ويأمل الجيش الإسرائيلي أيضا بأن يتمكن من تصفيته خلال عمليته العسكرية.

ويعتبر محمد الضيف أحد أكثر الرجال المطلوبين  في إسرائيل منذ عام 1995. وفي عام 2000، كان محتجزا لدى إسرائيل، لكنه تمكن من الفرار خلال اضطرابات الانتفاضة الثانية، الانتفاضة الفلسطينية المسلحة بين عامي 2000 و2005. ومن حينها لم يترك خلفه أي أثر تقريبا. وقد نجا من سبع محاولات اغتيال، لكن بعضها أصابته بجروح خطيرة:

وقد فقد عينا وقدما وجزءا من إحدى ذراعيه. وقُتل عدد من أفراد عائلته في الهجمات. لا يظهر الضيف بشكل علني إطلاقا؛ فالصورة الوحيدة المعروفة له تعود إلى عام 2000. وكل ما يُعرف عنه هو أنه ينام منذ سنوات في منزل مختلف كل ليلة، بغية حماية نفسه من الهجمات الإسرائيلية.

النائب في الظل: مروان عيسى

وكحال يحيى السنوار، ولد مروان عيسى في مخيم للاجئين في غزة. وكل ما يُعرف عن شبابه هو أنه كان ينتمي في البداية إلى جماعة الإخوان المسلمين الإسلاموية، التي تطورت حماس من فرعها الفلسطيني فيما بعد لتصبح منظمة فرعية. قضى عقوبة بالسجن لمدة خمس سنوات في إسرائيل، خلال الانتفاضة الأولى (1987-1993). كما اعتقلت السلطة الفلسطينية عيسى عام 1997، إلا أنه تم إطلاق سراحه بعد اندلاع الانتفاضة الثانية عام 2000. ويشغل اليوم مركز نائب القائد العام لكتائب القسام، وهو بالتالي اليد اليمنى لمحمد الضيف.

ولقد نجا مروان عيسى من عدة محاولات اغتيال استهدفته بها إسرائيل. والآن بات على رأس قائمة المطلوبين لإسرائيل مجددا. ويُعتقد أيضا أن عيسى لعب دورا هاما في تخطيط وتنفيذ الهجوم الإرهابي مطلع الشهر الماضي.

القادة في قطر: إسماعيل هنية وخالد مشعل

إن تفكيك حماس بشكل كامل قد يكون أمرا صعبا بالنسبة لإسرائيل، فاثنين من أهم شخصياتها القيادية ليسا موجودين في غزة، وإنما يقيمان في إمارة قطر الخليجية. فمن ناحية، إسماعيل هنية، الذي يعتبر بشكل عام المرشد الأعلى للتنظيم. والذي وُلد في مخيم للاجئين في قطاع غزة. والتحق هنية في البداية بمدرسة تابعة للأمم المتحدة ثم درس في الجامعة الإسلامية في غزة، حيث كان على اتصال بحركات استقلال راديكالية.

وفي عام 1993 جرى تعيينه عميدا لكلية الآداب، ثم في عام 1997 مديرا لمكتب المرشد الروحي لحركة حماس. وعقب فوز حماس في الانتخابات التي أجريت في عام 2006، عُيّن هنية رئيسا للوزراء الفلسطيني من قبل الرئيس محمود عباس. ولكن جرى عزله من المنصب بعد عام واحد فقط، بعد أن طردت حماس، خلال موجة من أعمال العنف القاتلة، حركة فتح التي يتزعمها الرئيس عباس من قطاع غزة. ولم يقبل هنية تلك الإقالة، ولهذا السبب لا تزال الأراضي الفلسطينية منقسمة فعليا إلى قسمين: تحكم فتح في الضفة الغربية، وتحكم حماس في قطاع غزة.  وفي عام 2017، جرى انتخاب هنية رئيسا للمكتب السياسي خلفا لخالد مشعل.

وُلد خالد مشعل في الضفة الغربية عام 1956، ودرس الفيزياء في جامعة الكويت. جنح مشعل نحو التطرف خلال فترة الجامعة. وعاش بعد ذلك في سوريا والأردن، حيث أصبح عضوا مؤسسا لحركة حماس ورئيسا لها في عام 1996. ودعا باستمرار إلى الإرهاب ضد إسرائيل. وفي عام 1997 نجا من محاولة اغتيال قام بها جهاز المخابرات الإسرائيلية (الموساد). وعندما سافر مشعل إلى غزة عبر مصر للاحتفال بالذكرى الخامسة والعشرين لتأسيس حماس في عام 2012، دخل لأول مرة منذ 45 عاما أرضا فلسطينية، لفترة وجيزة. وفي عام 2017، ترك منصبه كرئيس للمكتب السياسي، ليخلفه هنية. يشغل مشعل حاليا منصب رئيس مكتب العلاقات الخارجية لحركة حماس، وهي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة على أنها منظمة إرهابية.

المصدر: DW

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى