أبرزرأي

هل ينجح لودريان في نزع الالغام عن طريق قصر بعبدا؟

حسين زلغوط.

خاص رأي سياسي …
 

من الآن وحتى الاربعاء المقبل موعد انعقاد الجلسة الثانية عشرة لانتخاب رئيس للجمهورية ، ينتظر ان تتعرض الساحة الداخلية للكثير من الهزات السياسية التي سيكون لها بالتأكيد ارتدادات غير مريحة على مجمل الوضع العام.
واذا كان ليس من السهل رسم الصورة الحقيقية التي ستكون عليها الجلسة نتيجة الفوضى العارمة في المواقف من جهة، ونتيجة اخذ عدد لا بأس به من النواب خيار عدم مغادرة الساحة الرمادية حتى الربع الاخير من موعد الجلسة بانتظار بلورة الامور بشكلها النهائي من جهة ثانية، فان الثابت الى هذه اللحظة ان لبنان سيبقى من دون رئيس للجمهورية مدة اضافية، وان الشغور الرئاسي سيبقى مستوطناً في قصر بعبدا، بانتظار ان تتبلور التسوية التي تتمسك بها فرنسا والتي  سيعمل وزير خارجيتها جان إيف لودريان الذي عينه الرئيس ايمانويل ماكرون موفده الخاص الى لبنان ليحل محل المستشار الرئاسي باتريك دوريل الذي كان وراء طرح فكرة المقايضة بين فرنجية للرئاسة مقابل نواف سلام لرئاسة الحكومة.
وعليه فان الساحة الداخلية ستكون مع ما تبقى من ايام فاصلة عن نهاية الاسبوع وبداية الاسبوع المقبل، تعج بالاتصالات والمشاورات لا سيما على خط عين التينة – بكركي التي صلحت الامور بينهما بعد التوضيح الذي ارسله البطريرك الماروني الى الرئيس نبيه بري حول ما نقل عن الاخير من اتهام الى بري باقفال المجلس امام انتخاب رئيس للجمهورية، حيث ينتظر ان يزور موفد بكركي مقر الرئاسة الثانية في غضون الساعات المقبلة حاملا رؤية البطريرك الراعي للحل، وبطبيعة الحال فان الموفد سيحمل الى بكركي موقف بري الذي سيكون طبق الاصل عن موقف الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لناحية التمسك بترشيح رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية، وبالتالي فان المشهد السياسي لن يشهد اي متغيرات جوهرية في المواقف بالشكل الذي يؤدي الى تعبيد الطريق امام انتخاب رئيس.
واذا كانت مختلف القوى السياسية منشغلة في عملية “البونتاجات” فان المؤكد ان عدد من النواب “الرماديين” لن يكشفوا عن اوراقهم الا في القاعة العامة ، وكذلك فهناك كلام عن ان نواب “لبنان القوي” لن يصبوا كل اصواتهم الى جهاد ازعور، كما ان نواب “اللقاء الديموقراطي” ربما يلجأون الى عدم تسمية أحد وأخذ الموقف الحيادي وإن كان “اللقاء” قد طرح من بين الاسماء للرئاسة في فترة سابقة جهاد ازعور ،  وهذا ما يجعل مهمة العد معقدة، ويجعل ايضاً كل فريق متنبه مما سينصبه له الفريق الاخر من كمائن يكشف النقاب عنها خلال مسار الجلسة.
والجديد في المشهد الرئاسي هي المعلومات التي بدأت تتسرب من اكثر من جهة حول امكانية ان يكرر الرئيس بري بعد التيقن من ان كل المسارب المؤدية الى قصر بعبدا مقفلة داخليا وخارجيا بعد انفضاض الجلسة الى اجراء مروحة من الاتصالات لإعادة احياء فكرة الدعوة الى طاولة حوار غير مشروط وجدول اعمالها بنداً واحداً هو انتخاب الرئيس ، وهذا الحوار بطبيعة الحال لن يدعو اليه رئيس المجلس ما لم توافق عليه “الثنائية المسيحية” التي كانت سبباً في اطلاق النار عليه قبل ان يولد، وكذلك ما لم يشعر ان هناك قوة دفع خارجية تعمل على ازاحة ما أمكن من عثرات لتأمين ظروف نجاحه، بعد ان بات الداخل والخارج على يقين بأن انتخاب رئيس في ظل موازين القوى الموجودة في مجلس النواب شبه مستحيل .
وعليه فان مصادر سياسية تعلق أملا على التحرك الفرنسي الجديد بواسطة الوزير لودريان الذي من المتوقع ان يطرح افكاراً جديدة انما من رحم التسوية التي حاكها الرئيس ماكرون بالتشاور مع المملكة العربية السعودية علّها تنزع الالغام عن طريق القصر الجمهوري، وفي حال نجح موفد الاليزيه في اقناع الاطراف اللبنانية بها فاننا سنكون امام مشهد سياسي مغاير عن المشهد القائم حالياً بما يجعل عملية انتخاب الرئيس سهلة وبالتالي تفتح ابواب قصر بعبدا لرئيس التسوية .

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى