هل يكون البرلمان القادم علامة فارقة؟
كتب فخري هاشم السيد رجب في صحيفة القبس.
ما حصل على ما يبدو نتيجة طبيعية لتوتر المشهد السياسي في الكويت، عموماً رُبّ ضارةٍ نافعة، فبعد المقترحات والتوصيات التي نتجت عن الصراع بين الذي طال بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، والتي كان من نتيجتها حالةُ السُبات في كل عمليات التطوير والتي من المفترض أن تكون الهدف الأول للجميع وفي كل المواقع، حيث إنه من غير المقبول أن تقع الكويت في مطب اقتصادي، ومطب تنموي يبتعد عن بقية الدول، ففي أدنى حد كان من المنطقي أن يتقارب مع دول مجلس التعاون الخليجي، حيث إن دفة العمل كانت تسير عكس تيار التطوير الحاصل في دول الجوار على الأقل، ونحن اليوم نأمل وبتفاؤلٍ مشروع بنوايا الإصلاح التي تبناها وأعلنها أمير البلاد سمو الشيخ مشعل الأحمد الصباح.
في الواقع كان حل البرلمان هذه المرة اختصاراً كبيراً للوقت، فالخلافات بلغت اوجها، ومن الجيد اليوم أن تجري الانتخابات وفق مقاييس جديدة وطروحات جديدة تعد بتطوير ينشده جميع الكويتيين، ولا بأس من تنفيذ المرسوم القاضي بالدمج بين مواد من قانون المفوضية وقانون الانتخابات القديم.
تطبيق العدالة أمرٌ مهم وحضاري، وقد تجلى ذلك في أن يستثنى من الحرمان للترشح كل من رُدَّ إليه اعتباره وفق قانون الجزاء الذي يحدد مدة معلومة لرد الاعتبار بعد قضاء العقوبة لمن تجاوز الثوابت الدستورية في إبراز الاحترام الواجب للمقام السامي وتعمد استخدام العبارات الماسة غير المنضبطة.
ويبقى الأهم من كل ذلك هو كف أيادي الذين أرادوا الإضرار بالبلاد والعباد من كِلا السلطتين _ حسب تعبير سمو الأمير، فهل تعود الكويت إلى حيويتها التي رعت شبابنا نحن حين كانت تسمى درة أو جوهرة الخليج.
إن ذلك يقتضي من النواب الجدد برامج وأهدافاً مختلفة عن سابقتها وبعيداً عن المصالح الشخصية التي كرست الفساد، فأين تنوع مصادر الدخل؟ ولم لا تعمل الحكومة على مقترحات وقوانين إنشاء معامل تستقطب الكفاءات المحلية من خريجي الجامعات؟
فهل نحن عاجزون عن إنشاء مصنع غذائي او دوائي أو ما شابه؟
نحن لم نفتح الباب حتى اللحظة لمصادر متنوعة للدخل، مازال النفط سندنا الأول والأخير.. فماذا لو تمّ استبدال الوقود بالكهرباء مثلاً خاصة أن أوروبا تتجه نحو هذا المنحى؟
والأمر الآخر الذي لا أجد مبرراً له هو نحن نذهب سُياحاً إلى الدول العربية والغربية ونعود مندهشين ونتغنى بما شاهدنا ومع ذلك نكاد نكون من الدول القليلة في العالم التي لا تسعى إلى تشجيع السياحة، فلا مهرجانات،ولا مشاريع ولا أي شيء، لماذا تغيب هذه الفاعليات؟! ألم يَحُن الوقتَ لنخطوَ ولو خطوةً باتجاه إنشاء مشاريع سياحية؟ ففي بعض دول الجوار الخليجي أنشئت مدنٌ للجليد وهي تستقطب سياحا من أوروبا.
علامات استفهام كثيرة عن هذا الركود، فأين الأنشطة الثقافية والفكرية للكويت؟! تُرى أليس لدينا كُتّاب وشعراء وفنانون؟!
نحن جنينا على أنفسنا حين تنحينا جانباً وبشكل غريب حتى أن البعض استغل الفرصة للقضاء على مفهوم الحرية الشخصية والتي نصّ عليها الدستور الكويتي في المادة. 7, 29,30,35 وفيها يندرج مفهوم المساواة والذي نحن بحاجة لتفعيله اليوم، فمن خلالها سيبرز دور المرأة الفاعل، ولا أقصد هنا فقط العمل الوظيفي او حرية الحركة واللباس وما شابه، وإنما قصدتُ منح العنصر النسائي الفرص القيادية وفي كل المجالات عندها فقط ستزهر الكويت تنوعاً جميلاً وفعالاً ستنعكس نتائجه على كل مستويات الحياة داخليا وخارجيا.
انتخبوا من يسعى لازدهار الكويت، كفانا محسوبيات وعلاقات شخصية، فكروا ببناء كويت جميل مزدهر.. نحن نستحق ذلك.