هل يقلّل النشاط البدني مخاطر المشروبات المحلّاة على القلب؟

خلافاً للاعتقاد السائد، وجدت دراسة كندية أنّ النشاط البدني غير كافٍ لمواجهة مخاطر القلب والأوعية الدموية المرتبطة باستهلاك المشروبات المحلّاة بالسكر. وأوضح الباحثون في دراسة جديدة أنّ «استهلاك المشروبات المحلّاة بالسكر مرتبط بارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وهو السبب الرئيسي للوفاة في العالم»، ونُشرت النتائج، الخميس، في «المجلة الأميركية للتغذية السريرية».

ووفق الدراسة، فإنّ المشروبات المحلّاة بالسكر تزيد خطر أمراض القلب والأوعية الدموية، لأسباب أبرزها أنها تحتوي على كميات كبيرة من الكربوهيدرات سريعة الامتصاص مثل السكر، مما يسهم في زيادة الوزن.

وترتبط تلك المشروبات أيضاً بزيادة مستويات السكر في الدم، وتفاقم المؤشرات الحيوية الالتهابية المرتبط بتصلُّب الشرايين، مما يؤدّي في النهاية إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

ومن المعروف أنّ النشاط البدني المنتظم يرتبط بشكل وقائي بتقليل مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية.

وأجرى الفريق البحثي دراسته لرصد تأثير النشاط البدني في خفض مخاطر المشروبات المحلّاة بالسكر على صحة القلب. وتشمل هذه الفئة المشروبات الغازية (مع أو من دون كافيين)، وعصير الليمون، وكوكتيلات الفاكهة.

وراقب الباحثون مجموعتين تضمّ كل منهما نحو 100 ألف بالغ، وجرت متابعتهما لمدة 30 عاماً تقريباً. وكشفت البيانات عن أنّ أولئك الذين تناولوا المشروبات المحلّاة بالسكر أكثر من مرتين في الأسبوع، كانوا أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، بغضّ النظر عن مستويات النشاط البدني.

ووجدت الدراسة أنه حتى لو التزم الأشخاص بأداء 150 دقيقة من النشاط البدني الأسبوعي الموصى بها، والتي تحمي في العادة من أمراض القلب والأوعية الدموية، إلا أنها ليست كافية لمواجهة الآثار الضارّة للمشروبات المحلّاة بالسكر. ومع الاستهلاك اليومي لهذه المشروبات، يكون خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية أعلى، وفق الفريق.

من جانبه، قال الباحث المشارك في الدراسة بجامعة «لافال» الكندية، الدكتور جان فيليب دروين شارتييه: «غالباً ما تُظهر استراتيجيات التسويق لهذه المشروبات أشخاصاً نشيطين يشربونها، وتشير إلى أنّ استهلاك المشروبات السكرية ليست له أي آثار سلبية على الصحة إذا كنت نشيطاً بدنياً، لذلك استهدفت دراستنا تقييم هذه الفرضية».

وأضاف عبر موقع الجامعة: «النشاط البدني يقلّل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية المرتبطة بالمشروبات المحلّاة بالسكر بمقدار النصف، لكنه لا يقضي عليها بالكامل».

وبالنسبة إلى المشروبات المحلّاة بالمُحليات الصناعية، والتي غالباً ما تُقدَّم حلاً بديلاً للمشروبات المحلّاة بالسكر، لم يرتبط استهلاكها بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وفق نتائج الدراسة.

لكن شارتييه يفيد بأنّ «استبدال السكر بالمُحليات الصناعية أمر جيد، لأنه يقلّل من كميته، ولكن يبقى الماء الخيار الأفضل للشرب».