حسين زلغوط
خاص- موقع”رأي سياسي”:
أما وقد انتهت الإنتخابات الأميركية بفوز الرئيس دونالد ترامب، فقد اتجهت انظار العالم الى النهج السياسي الذي سيتبعه ترامب وخصوصا ما يتصل بأوضاع الشرق الاوسط عموما والحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان على وجه الخصوص، بعدما كان ترامب وعد بكتاب خطي قدمه للجالية اللبنانية في ميشيغان بإنهاء المعاناة والدمار في لبنان وإحلال السلام في المنطقة، في ظل تساؤلات كثيرة عما إذا كان الرئيس ال47 لأميركا سيفي بما وعد به، أم أن كل ذلك سيبقى حبرا على ورق، ومجرد وعود عرقوبية على حد أحد الأمثلة الشعبية؟
لا شك ان الأشهر الأولى من حكمه لن تكون سهلة، وبالتالي ترامب يحتاج اولا الى البدء بالملفات الخارجية وعليه انهاء الحرب الاوكرانية والحروب في الشرق الاوسط من منطلق أن هذه الحروب ترهق الخزينة الأميركية، لأن ترامب وكما ظهر خلال توليه الرئاسة الاولى يتعامل مع كل الملفات من منطلق رجل الأعمال الذي يقيم الحساب للربح والخسارة الاقتصادية لبلاده.
من هنا يرى محللون في السياسة الأمريكية ان أولى الملفات التي ستنال اهتمام ترامب هي الحروب الواقعة في الشرق الأوسط وأوكرانيا، وبناء على ذلك سيعمل على إيقاف حدة الجبهات في أوكرانيا حتى ولو وصل الأمر إلى وقف القتال على ما هو عليه اليوم، وهم يعتبرون ان الرئيس الأميركي الذي سيستلم السلطة بعد العشرين من كانون الثاني المقبل، يرغب أن تكون الأمور لصالح أميركا جذريا في الشرق الأوسط، كما انه ليس هناك من توجه في الدولة العميقة في واشنطن لقلب الأمور رأساً على عقب في الشرق الأوسط بكبسة زر، لكن وبما أن الرئيس ترامب لا يمكنه الترشح لولاية اخرى قد يكون متحرراً من الجالية اليهودية وضغوطها داخل الولايات المتحدة، فهو يريد ان يهتم بأميركا على صعيد الشعار الذي اطلقه “اميركا اولاً”.
وما يعزز الاعتقاد بأن ترامب سيكون له وجهة نظر مختلفة عن تلك التي كان يعتمدها في الحقبة الرئاسية الماضية تجاه بعض القضايا خارج حدود بلاده، هو تأكيد مستشاره ووالد زوج ابنته اللبناني “الزغرتاوي” مسعد بولس، بأن الرئيس ترامب سيفي بالوعود التي وضعها في الكتاب الذي أرسله إلى اللبنانيين بوقف الحرب قريبا وانهاء الدمار والعذاب ضمن اتفاق السلام الشامل في المنطقة”، لافتاً الى أن الديمقراطيين حاولوا انجاز اتفاق وقف اطلاق نار في لبنان قبل الانتخابات لكن اسرائيل لم تستجب وترامب ملتزم بانهاء الحرب قبل دخوله الى البيت الابيض.
وما يعطي بصيص أمل بإمكانية أن يعمل الرئيس القديم الجديد للولايات المتحدة الأمريكية على وقف الحرب على لبنان هو إشارة بولس الى أنه سيتولى مهام التفاوض مع الجانب اللبناني من اجل الوصول الى اتفاق وسيعين ترامب شخصا ملماً بالملف الاسرائيلي للتفاوض مع الاسرائيلين للوصول الى اتفاق.
كل ذلك يقودنا إلى انتظار قابل الأيام لمعرفة ما إذا كان ترامب سيفي بوعده للناخبين اللبنانين ام ستذهب وعوده أدراج الرياح. ونستحضر هنا المثل الشعبي الذي يقول”ما تقول فول ليصير بالمكيول”، لأن العبرة تبقى في التنفيذ.