رأي

هل يطيّر كباش ميقاتي- باسيل حول التشكيلات اقتراع المغتربين؟

كتبت ندى اندراوس في “الجمهورية”:

لا يرتبط إضراب رؤساء البعثات والديبلوماسيين العاملين في الخارج والملحقين حصراً بحركة احتجاجية على تأخير مصرف لبنان سداد رواتب العاملين في الخارج، وعلى عدم إجراء التشكيلات الديبلوماسية. لا بل انّ الخلاف السياسي حول تلك التشكيلات هو هو منذ العام 2017. المتغيّر الوحيد انّ الخلاف انتقل من خلاف بين رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري والوزير السابق جبران باسيل إلى رئيس الحكومة الحالي نجيب ميقاتي. فالنزاع هو على بعض الأسماء والمواقع في دول القرار والدول المؤثرة في لبنان.

في الوقائع، كان وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب أعدّ مسودة لسلة كاملة للتشكيلات بعد الإضراب التحذيري الاول الذي نفّذه الديبلوماسيون. حصل اتفاق مبدئي بين مختلف القوى على المسودة، ثم فوجئ الوزير وبعبدا وباسيل بتراجع ميقاتي عن موقفه القاضي بتعيين بديل من الأمين العام الحالي لوزارة الخارجية السفير هاني شميطلي، هذا المنصب المحسوب من حصّة الطائفة السنّية بعدما كان سابقاً من حصّة المسيحيين.

تراجع ميقاتي عن استبدال شميطلي لم تُفهم أسبابه. مع العلم انّ رئيس الحكومة كان من المعترضين على أدائه في وزارة الخارجية. ويروي احد الديبلوماسيين، انّ شكاوى عدة سجّلها سفراء وتحفّظات عن أداء شميطلي في اكثر من ملف، خلال وجوده في الأمانة العامة منذ قرابة 6 سنوات. ومن بين الإشكالات التي كشفت ما يجري في وزارة الخارجية، التصادم بين شميطلي وبين وزيرة الخارجية السابقة زينة عكر.

كان الاتفاق اذاً ان يُعيّن شميطلي سفيراً في اسبانيا ويُعيّن سفير سنّي هو احمد عرفة بديلاً منه. لكن تغيّر موقف ميقاتي اليوم، وإصراره، فرملا التشكيلات إلى جانب عوامل اخرى.

فرئيس الحكومة يريد استبدال مذهب السفيرين في واشنطن ونيويورك. يريد ان يعيّن سفيراً سنّياً في واشنطن بدلاً من السفير الماروني، وينقل الأخير الى نيويورك، تمهيداً لتعيين مدير مكتبه السابق السفير في المانيا مصطفى اديب سفيراً في واشنطن. تبادل لم يرفضه رئيس الجمهورية، لكن ما لم يقبل الرئيس به وضع رئيس الحكومة «فيتو» على المدير العام للمغتربين بالوكالة السفير هادي هاشم الذي اختاره عون لمنصب سفير في نيويورك.

كما انّ الخلاف بين الرئاستين الاولى والثالثة هو على رفض الأخيرة أسماء، واعتراضها على ما اعتبرته عدم احترام المعايير، وإصرار عون ومعه باسيل على تعيينها.

وبما انّ لا مسَّ بحصة الرئيس نبيه بري، فهو يريد ان تسلك التشكيلات، لأنّ من بين من تشملهم كريمته أمل، التي يريد ان ينقلها الى لندن بدلاً من السفير الحالي رامي مرتضى.

فاقتُرح تجزئة التشكيلات وتحييد الخلافية منها. لكن الرئيس رفضه ووافقه وزير الخارجية الرأي في ذلك. فوزارة الخارجية تحتاج الى «نفضة» وإجراء تشكيلات كاملة وملء الشواغر، بعد سنوات من التعطيل.

بين التجاذب السياسي حول التشكيلات الديبلوماسية وبين مطالب السفراء المحقة لناحية إجراء المناقلات بعد سنوات من التأخير لتحسين ظروف عيشهم، خصوصاً انّ من في الخارج يتقاضى راتبه بالفريش دولار ومن في الداخل يتقاضى راتبه بالليرة اللبنانية وفق سعر 1515، بالإضافة الى تأخّر مصرف لبنان في تحويل الرواتب منذ شهرين، أين اقتراع المغتربين؟

تنظيم اقتراع المغتربين يقع بأدق تفاصيله على عاتق وزارة الخارجية ودوائرها كافة وبعثاتها الديبلوماسية. والمضربون يخشون من ان يتمّ استغلال تحرّكهم المطلبي والخلافات حول التشكيلات لتطيير الاستحقاق.

امر بدأ يتردّد همساً، خصوصاً انّ إجراءات عدة يفترض ان تُنجز في هذه الفترة وفي الاسبوع الاخير الذي يسبق الانتخابات، تحتاج الى استنفار كافة دوائر الخارجية في الداخل والخارج.

فهل من أخّر التشكيلات الديبلوماسية لخمس سنوات سيتردّد في عرقلتها إذا كانت هذه العرقلة تخدم أجندته؟ وفي حال تمّ ذلك، هل ستذهب الحكومة الى إحالة مشروع قانون تعديل القانون ٤٤ وإلغاء اقتراع المغتربين للدورة الحالية الى مجلس النواب، والأخير يصادق عليه ويصدر قانوناً يلغي بموجبه اقتراع غير المقيمين، ويقطع الطريق على أي طعن في الانتخابات من باب عدم اجراء انتخابات المغتربين؟

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى