
حسين زلغوط, خاص- “رأي سياسي” :
تتعرض ايران منذ سنوات لعمليات اغتيال لمستشاريها في سوريا وقد قتلت اسرائيل عددا منهم، كما ان اسرائيل قصفت مبنى القنصلية الايرانية في دمشق وهو يخضع للسيادة الإيرانية حسب الاتفاقات الدولية وقتلت آنذاك عددا من القادة،على اثرها نفذت ايران هجوما جويا في ١٣ نيسان ٢٠٢٤ من مسيرات وصواريخ كروز، وصواريخ بالستية وصل منها عشرة صواريخ الى النقب وخمسة الى الجولان والباقي اعترضته الدفاعات الجوية الاسرائيلية والاميركية والبريطانية ودول حليفة.
في ٣٠ تموز إغتالت اسرائيل إسماعيل هنية داخل ايران مما شكل انتهاكا لسيادتها وأمنها القومي وهددت حينها بالرد ، لكن ايران تريثت بناء لطلب واشنطن التي وعدت باتفاق وقف اطلاق النار في غزة وقد رضي الايرانيون وانتظروا.
لكن وبدلا من وقف اطلاق النار في غزة عرقلت اسرائيل مدعومة من الولايات المتحدة عدة مشاريع لوقف إطلاق النار وبدأت تنفيذ موجة من الاغتيالات في لبنان وقد طالت هذه الاغتيالات قيادات المقاومة وكان أقساها اغتيال امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله.
عندها تعرضت ايران لانتقادات ضمنية من جمهور الحلفاء لأنها لم تتدخل ، كما تعرضت الى الكثير من الاتهامات وصلت الى حد القول ان طهران باعت حلفائها في صفقات موهومة.
امام هذا المشهد كان لابد من توجيه ضربة قوية لاستعادة مصداقية ايران الى حلفائها واعادة هيبتها تجاه اعدائها.
لقد فاجأت ايران المنطقة والعالم بتوجيه ضربة صاروخية من ٢٥٠ صاروخا بالستياً الى اهداف عسكرية في إسرائيل حيث نفذت الضربة بصواريخ بالستية من نوع “الفتاح” صناعة ايرانية دخلت الخدمة في حزيران ٢٠٢٣ وهي صواريخ فرط صوتية اي Hypersonic تبلغ سرعتها( ١٢ ماك اي ١٢مرة سرعة الصوت ) البلغة ٣٣٠ م/ثانية يبلغ مداه ١٥٠٠ كلم ووزن الراس الحربي ٣٥٠ كلغ.
بحسب ما اعلن فان الضربة استهدفت مواقع عسكرية ابرزها قاعدة نيفيتيم في النقب التي تأوي طائرات F ٣٥ وقاعدة تل نوف قرب تل ابيب وقاعدة ماتسوين في الوسط بالاضافة الى مقر الموساد والوحدة .٨٢٠٠ ولم تستهدف مدنيين والمواقع الاستراتيجية مثل محطات الكهرباء والنفط.
وكالعادة تدخلت اميركا على الخط وتصدت لعدد من الصواريخ وهي في طريقها الى تل ابيب وقال الناطق باسم وزارة الدفاع ان القطع البحرية الاميركية أطلقت ١٢ صاروخا ، وقال الرئيس بايدن انها الهجمات فاشلة وان الولايات المتحدة تدافع عن أمن إسرائيل .
وفي الوقت الذي تكتمت فيه تل ابيب عن الخسائر فان مواقع التواصل الاجتماعي ومن خلال بعض الفيديوات التي بيّنت صواريخ بالستية وهي تسقط في انحاء عديدة ونزول كل سكان إسرائيل الى الملاجئ أظهرت ان القصف كان مؤذيا واصاب الاهداف المحددة.
حيال هذا الامر الخطير بالنسبة لاسرائيل ماذا سيكون عليه قرار حكومة نتنياهو؟ من المؤكد ان تل ابيب ستقوم بالرد اما عن طريق الهجوم بمسيرات كوادكوبتر الصغيرة كما فعلت في ١٧ نيسان عندما أطلقت من داخل ايران وبواسطة عملاء لها، او عن طريق استخدام طائرات F ٣٥ ومهاجمة اهداف حيوية في ايران مثل منشات النفط او المنشآت النووية وفق ما اورده موقع اكسيوس ، والرد الاسرائيلي سيتبعه حكما رد ايراني عنيف هذه المرة بما يشرع ابواب المنطقة امام حرب اقليمية ستكون تداعياتها كبيرة على الجميع.