لينا الحصري زيلع.
خاص رأي سياسي…
مع دخول البلاد رسميا مدار عطلة الأعياد والتي يبدو انها ستمتد الى ما بعد عيد الفطر المبارك، من المتوقع ان يسيطر الجمود السياسي على حركة الاتصالات واللقاءات، رغم المواقف التي اطلقت من عدد كبير من القادة الروحيين والسياسيين لمناسبة عيد الفصح، واللافت أيضا كان موقف البابا فرنسيس الذي خص لبنان في صلاته من ساحة القديس بطرس، طالبا من الرب مساعدته لانه ما يزال يبحث عن الاستقرار والوحدة، حتى يتخطى الانقسامات ويعمل جميع المواطنين معا من اجل خير البلاد على حد قوله، مما يؤكد بقاء لبنان في قلب وتفكير البابا وهو محور اهتمام بالغ من قبله.
من هنا ، جاء موقف راس الكنيسة الكاثوليكية ليلاقي موقف البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، الذي قام بواجباته الروحية والدينية من خلال لقاء “بيت عنيا”، ومستمرا بواجباته السياسية من خلال دعوته النواب مرارا وتكرارا لانتخاب رئيس يتمتع بثقة داخلية وخارجية على حد قوله، طالبا منهم خلال عظة عيد الفصح، الخروج من حيرتهم ومن هدم الدولة ومؤسساتها واقتصادها ومالها وافقار الشعب قائلا لهم “اخلعوا عنكم صفة القاصرين والفاشلين”.
وفي هذا الاطار، وحول ما اذا كان الراعي يقصد بكلامه والمواصفات التي اطلقها شخصية محددة او اسم يدعم وصوله الى قصر بعبدا، نفت مصادر البطريركية المارونية ل”راي سياسي” نفيا قاطعا هذا الامر، مكررة موقف الراعي الذي يعتبر فيه بان لا افضلية بين أبناء الطائفة المارونية، ولكنه متمسكا بالمواصفات التي باتت معروفة ، مشيرة الى ان راس الكنيسة المارونية سعى ولا يزال بكل ما اوتي من قوة لديه للتوافق وتقريب وجهات النظر فيما بين اللبنانيين للخروج من دوامة الفراغ، وليس من الان بل قبل انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون، وذلك من خلال المبادرات التي اطلقها والموفدين والحوارات، وكان اخرها في يوم “اربعاء أيوب”، لذلك فهو لن ييأس وسيستمر بالدفع للوصول الى تفاهم بين اللبنانيين، وسيستمر بالمطالبة بانتخاب رئيس اليوم وقبل الغد يوقف الاستنزاف المستمر على كافة الأصعدة، وبالتالي يكون لديه غطاءً من أبناء طائفته.
من ناحيته، يؤكد النائب اشرف ريفي ل”راي سياسي” باننا بتنا على قاب قوسين او ادنى، من انتخاب رئيس للجمهورية، وبالتالي انهاء فترة الشغور الرئاسي قبل انتهاء فصل الربيع، حسب معلوماته وتحليلاته.
ويجزم ريفي ،ان لا إمكانية لوصول رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية الى قصر بعبدا، ويعتبر انه رغم الترويج بانه لا يزال مرشحا طبيعيا، ولكن في الحقيقة فان الامر لم يعد كذلك، ولفت الى ان “حزب الله” بانتظار ان يعلن فرنجية اعتذاره عن خوضه الانتخابات الرئاسية، من خلال مبادرته بالانسحاب من السباق كي لا يتم احراجه، خصوصا ان فرنجية يعتبر ان “الثنائي الشيعي” هو وراء توريطه وعليه تامين مخرج الانسحاب.
وأشار ريفي الى ان خياره كما الكثير من النواب السنة هو مع انتخاب رئيس سيادي انقاذي إصلاحي ،غير خاضع لإملاءات “حزب الله” وتامين مصالحه، لافتا الى ان موقف المملكة العربية السعودية واضحا منذ المبادرة الكويتية حتى اليوم، وهي لم ولن تخلى عن المواصفات التي تراها بالرئيس المقبل، وابرزها ان لا يكون فاسدا سياسيا وماليا، لذلك هي تدعو الى انتخاب رجلا وطنيا انقاذيا اصلاحيا، يعيد إعادة علاقات لبنان مع محيطه العربي والخليجي بشكل خاص، وكذلك ربط علاقاته أيضا مع دول الغرب ، مع حرصها الدائم على رفض الدخول ببازار الأسماء.
واعتبر نائب طرابلس ان المملكة رغم اتفاق بكين الذي أنجزته مع ايران، فهي لن تتخلى عن ثوابتها من خلال رفضها ان يكون الرئيس المقبل للبنان مواليا لسوريا او لإيران.
ريفي يجزم ان الاوفر حظا للوصول الى قصر بعبدا حتى الساعة لا يزال قائد الجيش العماد جوزيف عون، خصوصا ان هناك توافق دولي على اسمه وشخصه.
في المقابل، تتقاطع مصادر قريبة من الثنائي الشيعي من توقعات ريفي بالنسبة الى انتهاء الشغور الرئاسي كحد اقصى في منتصف حزيران المقبل، ولكنها تلفت الى ان فرنجية لا يزال الاوفر حظا، مع تأكيدها بتمسك “حزب الله” به باعتباره انه الوحيد من الأسماء المرشحة الذي لا يمكن ان يطعن ظهر المقاومة كما ان باستطاعته التواصل مع القيادة السورية لمعالجة ملف النازحين.
وتختم المصادر مشيرة الى ان الحزب الذي سهل اتفاق ترسيم الحدود مع إسرائيل، بحاجة الى جائزة ترضية وفرنجية هو جائزته المنتظرة…