اقتصاد ومال

هل يرث الرئيس المقبل لإدارة الطيران الفيدرالية الأميركية، وكالة تعاني من الاضطرابات؟

لا شك ان الرئيس المقبل لإدارة الطيران الفيدرالية الأميركية سيواجه مجموعة من التحديات الكبيرة التي تتراوح بين القضايا الأمنية والشواغل التنظيمية، بما في ذلك قضية سجل السلامة لشركة بوينغ وحوادث الطائرات المميتة، بالإضافة إلى تأثيرات تقليص الوظائف في الحكومة الفيدرالية. في هذا السياق، يتطلع الجميع إلى من سيخلف مايك ويتكر، الذي أعلن استقالته في كانون الأول 2024، بعد فترة من التحديات الكبيرة التي واجهتها الإدارة.

يُعتبر برايان بيدفورد، الذي يتولى رئاسة شركة “ريبابلك إيرويز” منذ 1999، أحد الأوفر حظًا لتولي هذا المنصب. فخلال قيادته لشركة الطيران المحلية، شهدت “ريبابلك” نموًا ملحوظًا في ايراداتها وأسطولها، مما يعكس قدرته في التعامل مع التحديات الكبرى في مجال الطيران. وفي حال تعيينه، سيتعين على بيدفورد التعامل مع العديد من المشكلات العالقة، خاصة تلك المتعلقة بشركة بوينغ.

حيث تواجه شركة بوينغ انتقادات حادة بسبب سلسلة من الحوادث المميتة التي شملت طائراتها من طراز 737 ماكس، حيث أسفرت حادثتان خلال عامي 2018 و2019 عن مقتل 346 شخصًا، مما أثار تساؤلات حول سلامة الطائرات والإشراف على التصنيع. في يناير 2024، انفصل جزء من باب طوارئ لطائرة 737 ماكس 9 جديدة خلال رحلة، مما دفع إدارة الطيران الفيدرالية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة، بما في ذلك تعليق تشغيل بعض الطائرات التابعة لشركة بوينغ.

واشارت تقارير مكتب المفتش العام التابع لوزارة النقل في تشرين الأول 2023 إلى أن إدارة الطيران الفيدرالية لم تكن فعالة في مراقبة معايير سلامة الطائرات التي تصنعها بوينغ. فمع وجود عدد غير كاف من المفتشين، كانت الوكالة تعتمد على موظفي بوينغ لمراقبة التحسينات في عمليات التصنيع. وهذا أدى إلى تحذيرات من احتمالية تكرار مشكلات تصنيع الطائرات في المستقبل.

على الرغم من هذه القضايا، تعمل إدارة الطيران الفيدرالية على تحسين وضعها من خلال التمويل الذي حصلت عليه في شباط 2024، ولكن الحكومة بقيادة إيلون ماسك تسعى لتحقيق اقتطاعات في الوظائف الحكومية، مما يضع مزيدًا من الضغوط على الوكالة. في هذا السياق، أمر الرئيس ترامب بتقليص الوظائف الحكومية، ما يعنى أن إدارة الطيران قد تشهد مزيدًا من التخفيضات في قوتها العاملة، خاصة في مجال المراقبة الجوية.

أدت هذه السياسات إلى نقص حاد في الموظفين، الأمر الذي جعل إدارة الطيران الفيدرالية تطلب من شركات الطيران تقليص عدد الرحلات بسبب نقص المراقبين الجويين. وقد تجددت المخاوف بشأن قدرة إدارة الطيران على ضمان سلامة الرحلات الجوية بعد الحادث الذي وقع بالقرب من البيت الأبيض في كانون الثاني 2024، حيث اصطدمت مروحية عسكرية بطائرة مدنية، مما أسفر عن مقتل 76 شخصًا. هذا الحادث أثار انتقادات جديدة حول سياسة التوظيف في الوكالة، خاصة بعد أن انتقد ترامب توظيف أفراد من خلفيات متنوعة.

على الجانب الآخر، لا تزال بوينغ تخضع لضغوط كبيرة من الحكومة الأميركية على خلفية فقدان الثقة في سلامة طائراتها. حيث اكد وزير النقل الأميركي، شون دافي، في تصريحات سابقة أن شركة بوينغ قد فقدت ثقة الشعب الأميركي بعد سلسلة من الحوادث، وأشار إلى أن إدارة الطيران الفيدرالية ليست مستعدة بعد لزيادة إنتاج طائرات 737 ماكس.

في ظل هذه التحديات، سيكون الرئيس المقبل لإدارة الطيران الفيدرالية مطالبًا بإعادة بناء الثقة في قطاع الطيران، وتعزيز إجراءات السلامة، وضمان استجابة فعالة وسريعة في مواجهة الأزمات التي تهدد سلامة الركاب والطائرات.

رأي سياسي

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى