هل يدعم الحزب بشرى الخليل من تحت الطاولة؟
كتب رمال جوني في “نداء الوطن”:
يبدو ان هندسة اللوائح الاعتراضية بدأت تتضح تباعاً في دائرتي الجنوب الثانية والثالثة، بعدما حسمت المحامية بشرى الخليل قرارها بخوضها الانتخابات ضمن دائرة الجنوب الثانية بنواة لائحة «الدولة الحاضنة» والتي تضم الى الخليل، حسن الخليل عن المقعدين الشيعيين في صور، ورياض الاسعد ويوسف خليفه عن المقعدين الشيعيين في الزهراني، لتقطع الطريق على خوض المعارضة المعركة الانتخابية موحدة، وبالتالي تشتت الاصوات الاعتراضية.
وتأتي خطوة الخليل بعدما أخفقت كل المساعي التي بذلت لجمع المعارضين في لائحة واحدة نتيجة «الفيتو»، ما ادى الى ان تخوض المعارضة الانتخابات ضمن لائحتين الأولى «الدولة الحاضنة»، والثانية ستضم الشيوعي ومواطنون ومواطنات ولقاءي صور والزهراني، والتي ما زالت تخضع للتعديلات النهائية بعدما حسم دخول مرشحي شربل نحاس الى اللائحة.
لطالما كانت دائرة صور الزهراني عصية على الاختراق، فهي معقل الرئيس نبيه بري، الذي يضع كل موازين القوى والثقل لتبقى السيطرة فيها لحركة «أمل» التي تشكل النسبة الاكبر من الشعبية الى جانب «حزب الله»، وبالتالي، يدرك المعارضون تماماً هذا الامر، ووفق المصادر فإن المعارضة بمجرد خوضها المعركة مشتتة، يعني ضياع الاصوات الاعتراضية التي قد يتجه بعضها للمقاطعة على غرار ما حصل في انتخابات 2018.
وفيما تجهد ماكينات الثنائي لشد العصب الشعبي والدفع باتجاه رفع الحاصل الانتخابي عبر مروحة مشاركة واسعة لناخبي الثنائي، فإن قوى التغيير ما زالت ترواح مكانها بانتظار اللمسات الاخيرة على لائحتها التي قد تبصر النور قبل الاثنين والتي ستجمع لقاء صور، الحزب الشيوعي واليسار ولقاء الزهراني ومواطنون ومواطنات، وبحسب مصادر المرشحين فإن اللائحة بصيغتها الاخيرة ما زالت تخضع لبعض التعديلات بعدما حسم دخول المرشحة رؤى الفارس من مواطنون ومواطنات اليها، ولكن السؤال الذي يدور في أروقة مرشحي القوى التغييرية مكان من ستكون؟ هل ستأخذ مقعد المرشح الشيوعي ام مرشح حراك صور، وهل هناك قبول او رفض لهذا الامر؟
بإنتظار حسم هذه الجدلية يقفز الى الواجهة الصوت السني والمسيحي لمصلحة من سيصب هل لمصلحة الثنائي ام بشرى الخليل ام القوى التغييرية؟
حتى الساعة ما زالت الصورة رمادية، دون ان تخفي مصادر مواكبة ان المعركة إن حصلت ستكون على المقعد المسيحي الكاثوليكي الذي حسم لصالح هشام حايك الذي سيكون على لائحة القوى التغييرية، في حين لم يتمكن المرشح روبير كنعان المدعوم من «القوات» من ايجاد لائحة ينضم إليها، وبالتالي قد ينسحب، وهنا تشير المصادر لمصلحة من ستصب اصوات «التيار» و»القوات» في هذه الدائرة فهل ستكون لصالح مرشح لائحة الثنائي والنائب ميشال موسى؟ ام لصالح هشام حايك مرشح القوى التغييرية؟ وهو سؤال يدور في اروقة القوى التغييرية الطامحة للوصول الى الحاصل اقله مع المرشح المسيحي.
ووفق المعطيات فإن الخليل تعتمد في شعبيتها على الاصوات المسيحية والسنية في مدينة صور والتي عادة ما تصب لصالح آل الخليل وتوازي قرابة الـ2000 صوت وفق ما تؤكده المعطيات، وهو ما دفع الرئيس بري في انتخابات 2018 الى نقل نفوس بلدة الشرحبيل الى صور لكسر حدة المنافسة، وهو ما بدا يبرز حالياً، سيما وان معركة بشرى الخليل ستكون مع القوى التغييرية، التي رفضت دخولها الى لائحتهم، ومع لائحة الثنائي، ووفق المعطيات فإن هناك رفداً للاصوات لها من تحت الطاولة من قبل مناصري «حزب الله»، اذ تشير المعلومات ان السيد حسن نصرالله أعلن انه يوجد حلفاء لهم في لوائح اخرى يفترض عدم معارضتها، وهو ما فهم في اوساط متابعة، دعم الخليل بالاصوات، حيث من غير المعلوم ما اذا كانت قادرة على الوصول للحاصل الانتخابي ام لا.
وفيما تُنتظر ولادة لائحة القوى التغييرية في الجنوب الثانية، أعلنت القوى التغييرية في دائرة الجنوب الثالثة عن لائحتها «معاً للتغيير» والتي ضمت الى الشيوعي وقوى 17 تشرين مواطنون ومواطنات، في حين ما زالت الضبابية تلف باقي المرشحين، هل سيخوضون المعركة معاً في نواة لائحة؟ ام سينسحبون وتنحصر المواجهة في هذه الدائرة بين لائحتين فقط الثنائي والمعارضة؟
على ما يبدو ان الكل أتم استعداداته للانتخابات وإن بشكل متفاوت، ورغم يقين الكل ان المعركة غير متكافئة وتتم بين ثنائي يملك ثقلاً شعبياً كبيراً ومعارضة لم تطلق ماكيناتها الانتخابية حتى الساعة وغرقت في تخبطاتها طيلة الفترة الماضية، غير ان هناك ما يؤشر الى ضعف القوى الاعتراضية، بحسب المعطيات فإن اقصاء عدد من المرشحين لصالح مواطنون ومواطنات سينتج عنه مقاطعة حتمية للانتخابات من قبل عدد من المعارضين، ما سيضع القوى التغييرية في مأزق آخر فهل ستنجح ام اسقطت نفسها في الخسارة بنفسها؟