أبرزرأي

هل يحجّ رئيسي إلى السعودية ويطبّع العلاقات؟

تيريز القسيس صعب..

خاص رأي سياسي …

ما زال الاتفاق السعودي الايراني برعاية الصين يتصدر الاهتمامات الدولية والاقليمية خصوصا وان ملامحه بدأت تتظهر شيئا فشيئا.
فالاتفاق الذي يسير وفق المخطط له، بدأت ترجمته عبر زيارات الوفود الديبلوماسية السعودية والايرانية لاجراء الخطوات الأولية.
وفي هذا الاطار يتوقع ان يصل غدا إلى السعودية وفد إيراني للبحث في الإجراءات الفنية واللوجستية في اعادة فتح السفارة الايرانية في الرياض، والقنصلية في جدة.
وكان زار ايران منذ ايام، وفد فني سعودي وبحث في إعادة التبادل الديبلوماسي كما في افتتاح السفارة السعودية.
الا ان هذه الخطوات التنفيذية للاتفاق بين البلدين ستتوج في تطبيع العلاقات السعودية الإيرانية، والمتوقعة الاسبوع المقبل حيث سيلبي الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي دعوة ولي العهد الملك سلمان لزيارة المملكة وأداء فريضة الحج هناك.
هذا المشهد الذي طال انتظاره، اعتبرته مصادر ديبلوماسية بانه سينهي صراعات دائمة لسنوات بين دول جارة، وسيكون له تداعيات على الإقليم ودول المتوسط، لاسيما اليمن بالدرجة الاولى،ثم سوريا، والعراق فلبنان.

ويجمع المراقبون لتنفيذ هذا الاتفاق على أهمية توقيته في تلك الفترة، فالصراعات تلفّ المنطقة، بدءا من الحرب في اليمن وتداعياتها على دول المنطقة، والمواجهات المتنقلة في سوريا والعراق، والتفاوض النووي، وصولا الى الحرب الاوكرانية الروسية، وتشابك المصالح الدولية والاقليمية…الا ان عقدا ربما قد تواجه هذا الاتفاق خصوصا ما يتعلق بفرض النفوذ السياسي، والمصالح المشتركة، في منطقة الشرق الاوسط وصولا الى الخليج العربي، مما قد يسترعي من كلا الطرفين بعض التنازلات والتراجعات الاستراتيجية والتكتيكية لوضع خريطة طريق الاتفاق على الخط المستقيم.

وفيما انعكاس التقارب يبدو جلياً في المنطقة ، بقى الوضع في الجنوب اللبناني محط ترقب واهتمام دولي وسط مخاوف من تجدد الاعتداءات الاسرائلية على لبنان مع اقتراب عيد الفطر.
وفي هذا الإطار نقل مرجع مطلع في مجلس خاص عن احد السفراء الأجانب المعتمدين في لبنان قوله: “ان فلتان الوضع في الجنوب قد يؤدي حتما إلى نزاعات عسكرية بين إسرائيل ولبنان، والتي قد تطال شظاياها دولا اقليمية.”
اضاف ان قائد القوات الدولية العاملة في الجنوب اللواء أرولدو لازارو تدارك الامر بسرعة وأجرى سلسلة اتصالات مع المراجع المعنية لضبط الوضع، واعادته إلى ما كان عليه قبل حادثة اطلاق الصواريخ، وأنه على تواصل دائم مع المراجع الأمنية لاسيما مع الجيش اللبناني.
الا ان المعلومات الاممية تستبعد نشوب نزاع عند الحدود الجنوبية، لكنها حذرت من استمرار الوضع القائم حاليا، واصفة اياه بوضع “هش ومتقلب.”
ورات ان اي خرق للأمن والاستقرار في لبنان ليس إلا رسالة وضغوطا للجهات الدولية والاقليمية بضرورة إيجاد حلول وتسويات لا تكون بعيدة عن التفاهمات التي تطبخ على نار هادئة والتي بدأت ملامحها تتكشف وتظهر شيئا فشيئا بعد الاتفاق السعودي الايراني.
واكدت في المقابل أنه لا يمكن للبنان الاستمرار في اعتماد أرضه منطلقا لاي اعتداءات، اذا كانت الدولة اللبنانية راغبة بالفعل بالمضي قدما نحو الانخراط بتسويات السلام في المنطقة.
واشارت الى ان تاكيد الحكومة التزام لبنان تنفيذ القرار ١٧٠١ دليل واضح ان لا نية ابدا في احداث اي خرق للهدوء عند الحدود مع اسرائيل، ولا لخوض حرب جديدة على الرغم من الاستفزازات الاسرائيلية المستمرة على الاراضي اللبنانية.
هذا وعلم ان الشكوى التي تقدم بها لبنان الى الأمين العام للامم المتحدة ومجلس الامن حول الاعتداءات الإسرائيلية على أراضيه قد يتم بحثها والاطلاع عليها في اجتماع يعقد خلال الأسبوع المقبل.
كما ان اروقة الامم المتحدة تنتظر تقرير التحقيق النهائي المفترض أن يرسله الجنرال لاثارو إلى الامم المتحدة ليبنى على الشئ مقتضاه .
وكانت السلطات اللبنانية حذرت في كتاب الشكوى من خطورة التطورات الأخيرة التي شهدتها المنطقة، وأكدت حرصها على العمل لسحب فتيل الفتنة والدعوة إلى تهدئة النفوس، محمّلة اسرائيل مسؤولية تداعيات أيّ تصعيد من شأنه أن يفجّر الأوضاع على الحدود اللبنانية الجنوبية، مجددة التزامها تنفيذ القرار ١٧٠١.
وقد اجمعت المواقف الخارجية على إدانة الاعتداء على الجنوب مطالبة كل الأطراف ضبط النفس والعودة إلى الهدوء.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى