هل يؤجل اجتماع القمة العربية في القاهرة؟

كتبت المحللة السياسية تيريز القسيس صعب ل”رأي سياسي”:

بعيدا عن الازمات اللبنانية المستمرة سياسيا واقتصاديا، ووسط إعادة تحريك الملف الرئاسي ولو بوتيرة اكثر جدية، يترقب المتابعون للملف الداخلي ما يمكن ان تؤول اليه المشاورات والاتصالات مع اكثر من طرف وجهة لبنانية ليتوضح الخيط الابيض من الخيط الاسود، ويبنى على الشيئ مقتضاه.
إزاء هذه الصورة الضبابية داخليا، تتوقف مراجع ديبلوماسية عربية عند الاجتماع الوزاري المقرر عقدها اليوم، لوزراء الخارجية العرب في القاهرة، وما يمكن ان يخرج عن المجتعين حول الاتصالات العربية التي تقودها اكثر من دولة بهدف لم الشمل العربي بعد التشققات والتصدعات داخل البيت العربي.
وأكدت مصادر ديبلوماسية لموقع “رأي سياسي” أن هذا الاجتماع الدوري لمجلس الجامعة العربية سيكون محط اهتمام دولي نظرا للمواضيع التي سيتطرق إليها الوزراء العرب.
وقالت إن جدول الأعمال سيتناول مواضيع عربية- عربية، اضافة إلى مواضيع تتعلق بالصراع العربي -الاسرائلي، الاوضاع الاقتصادية في المنطقة العربية وسبل مواجهتها عبر تقديمات ومساعدات عربية، العلاقات العربية الدولية وتاثيراتها على حل الازمات في منطقة الشرق الاوسط، وصولا الى مواضيع ثقافية واجتماعية مشتركة…
إلا أن المراجع أعلاه رأت أن ما يحكى عن عودة سوريا إلى ملئ شغورها في حضن الجامعة العربية سيكون بندا من خارج جدول الأعمال، خصوصا وان المساعي العربية لم تنجح حتى الساعة في كسب إجماع عربي لدى دول الجامعة.
وفي هذا الإطار، لا تبدو أن الأجواء الدولية والاقليمية اختمرت، مستبعدة العودة السريعة لسوريا إلى الحضن العربي، وقالت إن الانفتاح والتضامن مع سوريا بعد الزلزال المدمر الذي ضربها الشهر الفائت لا يعني اطلاقا أن الأمور التي دفعت العديد من الدول العربية إلى مقاطعتها منذ اكثر من ١٠ سنوات قد غيرت مواقفها او طوت صفحة خلافاتها مع النظام السوري.
وقالت ردا على سؤال ل “رأي سياسي” أن النوايا العربية بضرورة لم الشمل العربي شيء والتطبيق شيىء آخر.
فلعودة سوريا شروط تفرضها الظروف الاقليمية والدولية، كما النظام الداخلي لجامعة الدول العربية. بمعنى آخر لا يمكن لاي دولة عربية العودة إلى ملئ كرسيها في البيت العربي ما لم يقترن هذا الامر بداية باجماع عربي للدول ال٢٢ المنضوية تحت سقف الجامعة. فيكفي ان تعترض دولة عربية واحدة على هذا الامر لتسقط شروط العودة.
أما سياسيا فإن عودة سوريا تشترط تخليها كليا عن دعمها وتضامنها مع النظام الايراني الذي يشكل تهديدا قويا وشرسا لبعض الدول العربية لاسيما الخليجية منها.
وفي هذا الإطار كشفت المعلومات عن اتصالات حثيثة أجرتها بعض الدول العربية عبر وزراء خارجيتها لاسيما الجزائر، لبنان، سلطنة عمان، وآخرها مصر بهدف تذليل العقبات التي تحول حتى الساعة الى عودة سوريا إلى الحضن العربي.
فإذا كان الاجماع العربي مفقودا في الساعات الفاصلة لاجتماع وزراء الخارجية العرب، الا ان الاتصالات ما زالت مستمرة وبوتيرة نشطة من دون احراز اي تقدم ملموس او إشارة محتملة عن عودة قريبة لسوريا الى الجامعة العربية.
في المقابل، رجحت معلومات في الجامعة العربية عن احتمال تأجيل القمة العربية المقرر عقدها في السعودية نهاية هذا الشهر إلى موعد لاحق نظرا لتزامنها مع موعد بدء شهر رمضان المبارك لدى الطوائف المسلمة.
وقالت إن وزراء الخارجية سيقررون تاريخ انعقاد القمة المقبلة من خلال البيان الذي سيرفع الى قادة دولهم بعد اجتماع اليوم.
أما السؤال المطروح، هل ستتاجل القمة المقبلة لمزيد من الاتصالات والتوافقات الدولية والاقليمية مستنجدين بموعد بدء الصيام المبارك، أم أن الأيام المقبلة كفيلة بتحديد وتوضيح الرؤية الجديدة للاتصالات القائمة دوليا واقليميا؟




