رأي

هل وزير التربية إصلاحي؟

كتب حسن علي كرم في صحيفة السياسة.

السؤال أعلاه، عنوان المقالة، لا نقصد منه إطلاقاً اذا كان وزير التربية منتمياً او ليس منتمياً الى “جمعية الاصلاح”، فذلك شأنه، ولا يضير المواطن، او بالاحرى الانسان العاقل وذو علم، اذا انتمى او انضم الى ناد او جمعية، او مجموعة فكرية، فالانسان مدني بطبعه، وكلما ارتقى بعلمه ارتقى برؤاه ومواقفه.
الا ان في المجال السياسي فالامر مختلف 180 درجة، فالسيد الوزير، واعني هنا وزير التربية، والتعليم العالي والبحث العلمي، الدكتور عادل المانع لا يحتاج منا لكي نزكيه، فالمعروف لا يعرف، نحن كمواطنين وشعب واولياء امور، غاية املنا ان نرى ابناءنا يرتقون بتعليمهم الى ارقى المراتب، فالعلم فضاء مفتوح وبحر لا حدود له.
ان العلم هو الجادة السليمة لكل عمل سليم، وكلما كان العلم مغذياً للعقل ارتقى الانسان بعلمه سلالم المجد، فبالعلم ترقى الامم، اليس كذلك؟ وهذا الذي تعلمناه وعلمونا، ونحن على مقاعد الدراسة، لكن ماذا لو هذا العلم مثل الذهب المغشوش، او الدواء المسموم، فمن الدواء ما هو مر وقاتل.
من هنا لا شك ان معالي الوزير مدرك لكل ذلك لا مراء في هذا، وحسبنا حملة شهادة عليا اهلته للترقي، وتقلد منصب خطير في الدولة، وهو وزير لكل اركان التعليم والعلم، من هنا ايضاً نحن لا نشك بنوايا السيد الوزير، اذا اعاد قراراً لزميله المستقيل وزير التربية السابق، الذي لم يستقل بطراً ولا عجزاً، انما استقالته جاءت مسببة، احتجاجا الى التدخلات بعمله.
كلنا نتفق تردي التعليم في المدارس، وكلنا نطالب بتحسين التعليم، الا ان التعليم، لا يزال في مستوى قرأ وزرع، فيما دول العالم، غربها وشرقها صار عندها قرأ وزرع من الماضي السحيق، كيف اذن نرتقي بوطننا اذا كنا نصر على البقاء في مكاننا؟
التعليم ليس بقالة تملأ رفوفها اصناف السلع ذات الالوان والاشكال والاذواق المختلفة، انما هو يخطب العقل ومكانه العقل، وكلما ارتقى الانسان بعقله ارتقى بعمله.
هل للوزير ازاء الضغوط من حفنة النواب لحسوا قسمهم الدستوري، يريدون ان يرتقون بأبنائهم وابناء ناخبيهم بجهد أو من دون جهد، لكن ينتظرون تأتيهم شهادات التخرج، ومعها شهادات التفوق، وهم نائمون في فراشهم او يعبثون بهواتفهم النقالة؟
او هل يرضى معالي الوزير، وهو رجل علم ووزير لأخطر وزارة، وقد اقسم على القرآن مرتين بالاخلاص والامانة، هل المنصب عنده اهم من قسمه؟ وهل المنصب اهم من تعليم فاسد، والذي هو وبال على الامة والدولة؟
معالي الوزير، لا يمكن بهذا الضعف ان تتصدى لذلك، وانت رجل علم قبل ان تكون سياسياً، فالامانة العلمية والوطنية والسماوية تلزمك ان تتمسك بالامانة والمبادئ الوطنية والاخلاقية.
سلفك عندما قرر مقاطعة الجامعات العربية لم يقرر ذلك من قبيل العسف او الشجاعة، انما واقع نراه نحن جميعاً على الارض، فمخرجات الجامعات العربية جريمة بحق الوطن.
الحكومة تبعث الطلاب للدراسة في الخارج، ليس تباهياً او ترضية لفلان او علان، أو دولة، انما من اجل يتخرج الطالب، وهو يحمل ارقى العلوم واعلى الشهادات!
اعادة قرار ابتعاث الطلبة للجامعات العربية لا شك خيبة، وطعنة في قلب الوطن، وخيبة للجسم الطبي.
ان الخضوع لحفنة من النواب والغاء القرار السابق اولاً معيب، وتالياً، لا يمكن ان يتساوى خريجو الجامعات العالمية المرموقة بجامعات معروفة بضعفها، وتدني مستواها العلمي.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى