حسين زلغوط
خاص_ “رأي سياسي”:
في الوقت الذي تعج فيه الصالونات السياسية، والصحف، ومواقع التواصل الاجتماعي بالأخبار عن الأسباب التي ما تزال تحول دون تأليف الحكومة، وربط ذلك بعقد داخلية نتيجة مطالب يرفض الرئيس المكلف نواف سلام تلبيتها لهذا الفريق او ذاك، بحجة انها تتناقض والمعايير التي وضعها، بدأت تتسرب معلومات من أكثر من مكان ان واشنطن تعمل على احراج “حزب الله” لإخراجه من التوليفة الحكومية، تارة بوضع فيتو على بعض الاسماء، وتارة بالعمل على منعه من الحصول على حقائب يرغب بتوليها من قبل شخصيات يسميها، واذا صحت هذه المعلومة فهذا يعني أن أمد التأليف سيطول، وهذا بالطبع سيؤثر على عملية اعادة الاعمار، واضعاف موقف لبنان أمام التحديات المقبلة لا سيما الموعد المحدد للانسحاب الاسرائيلي من القرى التي احتلتها مؤخرا، اضافة الى تراجع الحماسة الدولية والعربية لمساعدة لبنان.
وتؤكد مصادر سياسية ان نتائج اللقاء المرتقب بين الرئيس الاميركي دونالد ترامب ورئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو سترسم معالم المرحلة المقبلة للمنطقة ومنها لبنان الذي سيكون من بين الأطباق الرئيسية الموجودة على طاولة المحادثات بين الرجلين، وبسبب ذلك فانه من غير المتوقع ان نشهد ولادة الحكومة اليوم او غدا كما يشاع، الا في حال حصلت معطيات جديدة فرضت حصول ذلك.
ومواكبة لذلك نشطت في الساعات الماضية الاتصالات الرامية الى تفكيك ما تبقى من عقد تعترض تشكيل الحكومة، فبعد أن تمت معالجة عقدة حقيبة المالية وحسم اسماء الوزراء الشيعة الأربعة وانتظار الاتفاق على الاسم الخامس بين “الثنائي” ورئيس الجمهورية والرئيس المكلف، برزت عقد متعددة عند “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” التي وصل بها الأمر الى حد التلويح بعدم المشاركة، وبحجب الثقة عن الحكومة العتيدة وهي ابلغت الرئيس نواف سلام صراحة بذلك بواسطة موفدها اليه ايلي براغيدي، بينما “التيار” ما زال يرفض ما اعطي من حصة ووصل به الأمر ايضا الى حد اعتبار ان ذلك يعتبر تهميشا لدوره، في حين ان “حزب الكتائب” بقي ملتزما الصمت مع إبداء كل الدعم للرئيس سلام، وهو ما اعتبرته أوساط “القوات” بإنه يضعف الموقف المسيحي في معركة التأليف.
ويفترض أن يرفع الرئيس المكلف اليوم من منسوب مشاوراته، لتذليل العقد الموجودة، وهو حاول بالأمس ضخ معلومات ايجابية، والتأكيد بأن تشكيل الحكومة يتقدم وفق الاتجاه الاصلاحي الانقاذي الذي تعهد به بالتفاهم مع رئيس الجمهورية ووفق المعايير التي سبق ان اعلنها، وقد عكس بيان الرئيس سلام بأنه ما زال بحاجة الى بعض الوقت، لكي يتجنب أي دعسة ناقصة يمكن ان تجعل حكومته “تقلع” ببطء وليس على المستوى التي تتطلبه التحديات والاستحقاقات الموجودة.
وترى المصادر السياسية أن “تكبير الحجر” عند القوى السياسية هو امر معتاد عند اي استحقاق داخلي بهدف الحصول على مكتسبات معينة، وفي نهاية المطاف الأمور “بدها تمشي” خصوصا وأن هناك التفاف عربي ودولي غير مسبوق حول لبنان، وهذا الموضوع يشكل قوة دفع للرئيس المكلف في رحلة التأليف التي كان من المفترض ان تحصل بسرعة، لولا اسلوب المحاصصة الذي يتحكم بسلوكيات القوى السياسية كافة، معتبرة انه في حال تمت فكفكة العقدة “القواتية” فربما تولد حكومة العهد الأولى في بحر هذا الاسبوع.