صدى المجتمع

هل من المفيد إعادة أحبابنا الراحلين على شكل نموذج يعمل بالذكاء الاصطناعي؟

في الأشهر الأخيرة استخدم أبوان من باركلاند في فلوريدا الأميركية الذكاء الاصطناعي لإعداد خطبة بصوت ابنهم، خواكين أوليفر الذي قتل في حادثة إطلاق نار، يطالب فيها بالحد من انتشار الأسلحة.

قبلها أيضاً استخدمت هوليوود الذكاء الاصطناعي لتُظهر الممثلة الراحلة كاري فيشر في أحد أفلام حرب النجوم بعد رحيلها. مع تطور التطبيقات والأدوات أصبح من الممكن الاحتفاظ بنسخة حية تفاعلية من أحبائنا الذي غادروا دنيانا عن طريق محاكاة أصواتهم وأشكالهم.

لكن هل من المسموح أن نفعل ذلك؟ وما التعقيدات التي قد تسببها هذه النسخ الرقمية من الراحلين؟

مرعب

ترى دوروثي ماكجراه من كاليفورنيا أن وجود صور أو مقاطع فيديو لأحبائنا الراحلين هو أمر مريح، لكنها تعتقد أن تخليق أفكار أو تصرفات الشخص الراحل عن طريق خوارزميات الذكاء الاصطناعي هو أمر «مرعب».

وتتابع: «أتمنى أن يوصي الناس بعدم استخدام صورهم بهذا الشكل بعد رحيلهم».

إيجابي

يقول مايكل جورج من كاليفورنيا، إن هذا النوع من الذكاء الاصطناعي سيصبح شعبياً، وإن محاكاة الراحلين ستظهر بعض العيوب في البداية لكن مع تطور التطبيقات ستتحسن الأمور سريعاً.

ويضيف: «على المدى الطويل، هذا الأمر سيقود إلى تغير في أحاسيسنا تجاه كبار السن، وسيكون مثيراً وإيجابياً بشكل غير عادي للعديد منا».

لا يمكن نسخ الإنسان

يرى براد جريزنكو من نيويورك أن تطبيقات المحادثة بالذكاء الاصطناعي ستطيل من مدة الإحساس بشعور الفقد، وأنها ستشوش فهم الإنسان للواقع وإنه لا يمكن «نسخ» الإنسان.

جلسات «تحضير أرواح» عصرية

من وجهة نظر كلاي بارسيلز من إيلنوي، فإن إعادة الراحلين عن طريق الذكاء الاصطناعي سيتنشر خلال الفترة المقبلة كما انتشرت «جلسات تحضير الأرواح» في أميركا في القرن التاسع عشر.

الذكريات تكفي

تقول دالي توماس من ألاباما: «لقد أحببت والدي وأجدادي، وأفكر بهم كل يوم، ومع ذلك لا أرغب في أن أتعامل مع نموذج محاكاة لأي منهم، وأجد هذه الفكرة مزعجة».

ليس بديلاً

ويؤكد مارك واكيفيلد من بنسلفانيا، أنه ليس من المريح الحديث إلى نموذج محاكاة عن أحد أفراد الأسرة الراحلين، مشيراً إلى أنه «لا يمكن لأي خوارزميات أن تقلد روح الدعابة والعفوية والغرابة لديهم، مستحيل».

مخيف لكن عبقري

يصف ديفيد بوجاي من كاليفورنيا إنشاء نماذج محاكاة للراحلين بأنها مخيفة لكن عبقرية، ويضيف: «أود الدخول في نقاشات مع شخصيات تاريخية راحلة، وأعتقد أن الكثير من الناس يرغبون في ذلك أيضاً. سواء أكان هذا الأمر صحيحاً أم لا فهو قادم لا محالة».

أحلام سعيدة

يقول روب جاريسون من دالاس: «تقضي أمي معظم أوقاتها وحيدة في دار لرعاية المسنين، ومع تقدمها في السن أصبحت تحن لماضيها، لبلدتها التي نشأت فيها ولزوجها وأختها». ويضيف: «أنا متأكد أنها كانت لتسعد بالتحدث إلى والدي الراحل، أو على الأقل أن يتمنى لها أحلاماً سعيدة».

لا تفاعل

يقول داون تاغلبوم من فيلادلفيا، إنه يعتقد أن عرض مقاطع صوتية أو فيديوهات للراحلين قد يكون جيداً لكن من دون الحديث معهم.

ويوضح: «قد نستخدم محاكاة الذكاء الاصطناعي لنراهم يرددون العبارات المفضلة لدينا ونضحك عليها لنشعر بنوع من الراحة، لكن التفاعل مع هذه النماذج سيكون مؤذياً نفسياً».

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى