هل كشف حزب الله مُخططاً «اسرائيلياً» لضرب برنامجه الصاروخي؟
كتبت محمد علوش في صحيفة “الديار”:
أعادت الأحداث الأمنية الأخيرة الاهتمام باتجاه الصراع اللبناني – «الإسرائيلي»، على أبواب تغيرات كبيرة قادمة في المنطقة والإقليم، ما يفتح الباب امام تساؤلات لها علاقة بالحرب ومن له المصلحة في وقوعها اليوم، وماذا عن استعداد العدو الإسرائيلي لها؟
قد يكون من المنطقي أن العدو الاسرائيلي بحاجة إلى تسوية مع لبنان وليس إلى حرب، فهو إلى جانب كل المعوقات في وجهه داخلياً، يسعى اليوم لإبرام إتفاق ترسيم الحدود البحرية مع لبنان، نظراً إلى أن أعمال التنقيب بحقل «كاريش» من المفترض أن تبدأ في شهر آذار المقبل، وبالتالي أمام حجم إستثمارات من هذا النوع، ليس من مصلحة «تل أبيب» الذهاب إلى أي تصعيد عسكري.
بالإضافة إلى ذلك، فإن التقدم على مستوى ملف ترسيم الحدود البحرية من الجانب اللبناني، خاصة بعد زيارة الوسيط الأميركي هوكشتاين الأخيرة إلى بيروت، يعني أن الجبهة اللبنانية مع فلسطين المحتلة ذاهبة نحو مرحلة طويلة من الهدوء، نظراً إلى أن الشركات الكبرى لا يمكن أن تعمل في منطقة غير مستقرة أمنياً، لكن إحتمال الذهاب إلى مواجهة عسكرية يكبر في حال عرقلة هذا الإتفاق، خصوصاً من جانب حزب الله، الأمر المستبعد في الوقت الراهن لأن التنازلات التي حصلت من الجانب اللبناني، لا يمكن أن تكون قد تمت من دون موافقة الحزب.
بالإضافة إلى ما تقدم، لا يمكن تجاهل التقدم الحاصل في ملف مفاوضات الإتفاق النووي الإيراني في فيينا، نظراً إلى أنه في مثل هذه الأجواء لا يمكن التفكير في تصعيد عسكري في جبهة مرتبطة بهذه المفاوضات إلى حد بعيد، حتى ولو كان «الإسرائيلي» يعارض هذا الإتفاق، على إعتبار أن أي تصعيد من هذا النوع لا يمكن أن يتم من دون موافقة الولايات المتحدة الأميركية، التي ليست في وارد إشعال جبهة في جنوب لبنان في الوقت الراهن.
أما بالنسبة إلى التصعيد العسكري الذي حصل في الأيام الماضية، سواء من ناحية معادلة القوة التي أعلن عنها السيد حسن نصرالله، أو من ناحية إرسال المسيّرة «حسان»، فهو يأتي في إطار مختلف، فهو إلى جانب أهدافه المتعلقة بمعادلة توازن الردع، التي يريد كل فريق من خلالها أن يقول للآخر أن أي تصعيد له ثمن مقابل، هناك أسباب أخرى.
تعاني «إسرائيل» من قلق كبير جراء الصواريخ الدقيقة، فهي بالنسبة إليها خطراً قد يؤدي الى زوالها، وبالتالي يبقى التعامل مع هذا التهديد أهم من كل الأمور الاخرى. وعندما يتعلق الحديث بأعمال عسكرية فلا تكون الحرب هي الخيار الوحيد، إذ تُشير مصادر متابعة إلى أن «الإسرائيليين» يملكون خططاً جاهزة لأعمال عسكرية في لبنان، تتضمن عمليات خاصة تستهدف برنامج تطوير صواريخ المقاومة، وبرنامج صناعة المسيّرات، كاشفة أن هذه الخطة ليست جديدة، وقد بدأت فصولها في معوض في الضاحية الجنوبية سابقاً.
وترى المصادر أن تصعيد حزب الله مؤخراً سببه وجود معلومات لديه بأن «الإسرائيلي» قرر استكمال الخطة والمحاولة من جديد، لذلك كان تلميح السيد نصر الله عن «أنصارية 2»، وكأنه يقول للعدو بأن المقاومة تملك معلومات استخباراتية أو تمكنت من فكفكة شيفرات طائرات استطلاع «اسرائيلية»، وتعلم بشأن الخطط، الامر الذي من شأنه عرقلة «المحاولات الاسرائيلية» قبل حصولها.
هذه جولة، وبعدها جولات، تقول المصادر، مشيرة الى أن الصراع لم يخمد بل يتوسع، إنما بوسائل جديدة قد لا تكون بمعظمها مرئية أمام الناس.