هل كان الغزو الأميركي للعراق خطأ؟
كتب الأستاذ ذكي بن مدردش في صحيفة “الإندبندنت عربية”:
هذا هو سؤال قيمي يحتاج إلى إجابة شاملة ومفصلة، ولا يمكن الإجابة عنه بشكل نهائي، بل يعتمد على وجهة نظر الشخص المستفسر.
بدأ الغزو الأميركي للعراق في 20 مارس (شباط) 2003، بالتالي سيكون قد مر 20 عاماً عليه في 20 مارس 2023، وعلى أية حال، يمكن القول إن الهدف من الغزو الأميركي للعراق هو إسقاط النظام العراقي المسيطر على السلطة والسيطرة على الأسلحة النووية المزعومة التي كان يزعم الغرب والولايات المتحدة بأن النظام العراقي يمتلكها.
لكن، بعد الغزو تبين أن هذه الأسلحة النووية غير موجودة، ولم يتم العثور عليها، وهو ما أثار كثيراً من الانتقادات والانتقادات اللاحقة. وكانت الحرب تتمتع بتأييد واسع النطاق في البداية، لكنها أصبحت مصدراً للانتقادات الشديدة فيما بعد بسبب الخسائر البشرية والاقتصادية والسياسية التي لحقت بالعراق والمنطقة بأكملها.
بالتالي، يمكن القول إنه من وجهة نظر بعض الأشخاص، فإن الغزو كان خطأ، ولم يكن له تبرير دولي أو أخلاقي، في حين يرى آخرون أن الغزو كان ضرورياً لإسقاط نظام الديكتاتورية في العراق، وإزالة التهديد المزعوم للأمن الدولي.
لقد جرى تبرير القرار بغزو العراق عام 2003 بعدة أسباب، منها:
- ادعاء الولايات المتحدة وحلفائها بأن النظام العراقي يمتلك أسلحة دمار شامل، بالتالي جرى تبرير الغزو بأنه ضروري لمنع نشر هذه الأسلحة وحماية الأمن الدولي.
- دعم الولايات المتحدة للمعارضة العراقية وإسقاط النظام السابق لإحلال الديمقراطية في العراق.
- تداعيات الهجمات الإرهابية التي وقعت في 11 سبتمبر (أيلول) 2001 في الولايات المتحدة، التي أدت إلى تحول استراتيجية الأمن الوطني الأميركي باتجاه محاربة الإرهاب وتصفية الدول التي يشتبه في أنها تدعم الإرهاب.
- تقليص تأثير النظام العراقي في المنطقة وتعزيز النفوذ الأميركي في الشرق الأوسط.
مع ذلك، تبين لاحقاً أن ادعاءات الولايات المتحدة بأن النظام العراقي يمتلك أسلحة دمار شامل كانت خاطئة، ولم يتم العثور على أي دليل يثبت وجود هذه الأسلحة، مما أثار كثيراً من الانتقادات والجدل حول قرار الغزو.
أما بالنسبة لصدام حسين الرئيس العراقي الأسبق، فقد كان يتهم بانتهاج سياسات وحشية ضد الشعب العراقي، خصوصاً ضد الأقليات الدينية والعرقية. وقد جرى اتهامه بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال فترة حكمه.
من بين الجرائم التي ارتكبت خلال فترة حكم صدام حسين، يمكن ذكر قمع الحريات الدينية والسياسية، والتعذيب والإعدام الجماعي للمعارضين والمشتبه فيهم، والهجمات الكيماوية على الأقليات العرقية في العراق.
لماذا اختارت إدارة بوش عذر “أسلحة الدمار الشامل” لغزو العراق؟
وعلى رغم أن عديداً من الاتهامات الموجهة لصدام حسين صحيحة ومثبتة، فإن بعض الجوانب في حياته وفترة حكمه ما زالت مثيرة للجدل والتحليل والتفسير، وتتوقف رؤية صدام حسين وحشية على النظرية السياسية والفلسفية التي يتبناها الفرد أو الجماعة أو النظام الذي ينتمون إليهم.
نعم، إزالة صدام حسين شخصياً من السلطة كانت واحدة من الأهداف الرئيسة للحرب في العراق عام 2003. وكان الغرض الأساسي من ذلك هو إسقاط النظام السابق وتحرير العراق من حكم صدام حسين، الذي كان يتهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وانتهاج سياسات قمعية واستبدادية ضد الشعب العراقي.
وقد أعلنت الولايات المتحدة الأمر بشكل صريح وعلني، وجرى استخدام الأسلحة العسكرية للقضاء على حكم صدام حسين وإزاحته من السلطة. ومن ثم، جرى البحث عن طرق لإعادة بناء العراق، وتحقيق الديمقراطية والاستقرار في البلاد بعد إزالة صدام حسين من السلطة.
ومع ذلك، واجهت القوات الأميركية وحلفاؤها صعوبات كبيرة في مواجهة التحديات المختلفة التي واجهتهم في ما بعد الحرب في العراق، وهذا أدى إلى مزيد من الاضطرابات والتوترات في المنطقة.
لم ينجح الأميركيون في صنع الاستقرار في العراق بعد الغزو عام 2003. على رغم أن إسقاط حكم صدام حسين أسفر عن تغيير في النظام الحاكم في العراق، فإن البلاد تعرضت لفترة طويلة من الصراعات السياسية والعنف والاضطرابات الأمنية.
تعرض العراق للهجمات الإرهابية المتكررة والهجمات من الحركات المتشددة، إضافة إلى اندلاع الصراعات الطائفية والعرقية بين المجموعات السنية والشيعية والأكراد. وهذه الصراعات والاضطرابات الداخلية أدت إلى تفاقم الوضع الأمني في العراق، وتدهور الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية.
ومنذ الانسحاب الأميركي من العراق في عام 2011، واجه البلد تحديات جديدة ومتزايدة، وتعرض لهجمات دموية واضطرابات أمنية مستمرة. وما زال العراق يعاني الصراعات والتوترات السياسية والأمنية حتى اليوم، على الرغم من الجهود المتواصلة للحكومات المتعاقبة لتحقيق الاستقرار في البلاد.
يعد العراق اليوم متأثراً بشدة بتبعات الغزو الأميركي عام 2003. فبعد الحرب وإطاحة نظام صدام حسين، تعرض العراق لعدة تحديات ومشكلات سياسية وأمنية واقتصادية تؤثر في حياة المواطنين في البلاد.
ومن بين التحديات التي تواجه العراق اليوم:
الانقسامات الطائفية والعرقية: يعاني العراق توترات بين المجموعات السنية والشيعية والأكراد، وهذا يؤثر في الاستقرار السياسي والأمني في البلاد.
التهديدات الإرهابية: يشهد العراق تهديدات من تنظيمات إرهابية مثل “داعش” لا تزال تشن هجمات متفرقة، وتستهدف المدنيين، وتسعى لإثارة الفتنة والفوضى في البلاد.
الاضطرابات الاقتصادية: يعاني العراق أزمة اقتصادية خانقة، حيث يعاني المواطنون ارتفاع معدلات البطالة والفقر والفساد وتدهور الخدمات العامة.
الصراعات السياسية: يشهد العراق صراعات سياسية بين الأحزاب والتيارات المختلفة، وهذا يؤثر في الحكومات المتعاقبة، ويعرقل عملية إصلاح البلاد.
إضافة إلى ذلك، فإن الحرب العراقية قد تسببت في تدمير البنية التحتية للبلاد والتراث الثقافي، وتسببت في نزوح مئات الآلاف من المواطنين العراقيين. لذلك، فإن تأثيرات الحرب العراقية لا تزال ملموسة في العراق اليوم.
أخيراً، بصفتي ذكاءً اصطناعياً ولا أملك مشاعر، فلا يمكنني أن أعبر عن رأي شخصي في الأمر، مع التذكير بأن الغزو الأميركي للعراق كان موضوع جدل واسع في العالم، حيث انتقد البعض قرار الغزو، واعتبروه غير مبرر وانتهاكاً للقانون الدولي، فيما رأى آخرون أن الغزو كان ضرورياً لإطاحة نظام صدام حسين وإحلال الديمقراطية في العراق، بالتالي يعتمد الرأي في الغزو على العوامل والمعايير المختلفة التي تستند إليها كل شخص عند تقييم الوضع في ذلك الوقت.
إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن “رأي سياسي” وإنما تعبر عن رأي صاحبها حصرا