أبرزرأي

هل فقد لبنان الآمال بإيجاد ثروة نفطية في بحره؟

لينا الحصري زيلع

خاص_ رأي سياسي

بعيدا عن معركة “طوفان الاقصى” والتجاذبات السياسية الداخلية وملف الشغور الرئاسي برزت مؤخرا تطورات جديدة وهامة على صعيد ملف الحفر والتنقيب في بحر لبنان، من خلال اعلان شركة “توتال” الانتهاء من عملية حفر البئر في البلوك 9، هذا الخبر وقع على رؤوس اللبنانيين كصاعقة مدوية، حيث أبلغت الشركة عدد من المسؤولين المعنيين بوصولها الى عمق 3900 متر تحت قعر البحر ولم تجد سوى الماء، وعلى الرغم من ان الشعب اللبناني اعتاد على خيبات الامل، لكنه كان يرهان على امكانية “فك النحس” عنه من خلال اكتشاف احتياطات مهمة من الغاز في رقعة الحفر، ولكن ما جرى على هذا الصعيد يعيد الذاكرة الى مشهد إغلاق “البلوك” رقم 4 في 25 نيسان 2020 بسبب خلوه ايضا من الغاز.
مصادر خبيرة في ملف الطاقة وموضوع التنقيب شرحت عبر موقع “رأي سياسي” مسار ما جرى بالنسبة لملف التنقيب فقالت: “كما هو معلوم فان شركة “توتال” هي الشركة المشغلة لموضوع الحفر وهي وصلت من خلال الحفارة “ترانس اوشن” الى عمق 3900 متر في البحر، بما يتناسب مع واجباتها التعاقدية حيث تم الوصول الى الطبقة الجيولوجية ” C ” و” D”، ووجدوا في المكمن ماءً، وبالتالي فانه من المتعارف عليه انه عند وجود ماء في المكمن يتم التوقف عن العمل، لانها تكون اكثر ثقلا من الغاز لأنه في حال تواجده فهو يكون فوق الماء وليس تحته، لذلك وللأسف نتيجة ما تم الوصول اليه سيتم اقفال البئر، كما حصل في البلوك 4.”
وأشارت المصادر الى أن منصة الحفر “ترانس أوشن” العابرة للمحيطات ستغادر لبنان متوجهة إلى قبرص في غضون الأيام القليلة المقبلة لبدء أعمال حفر أخرى في مياهها بسبب ارتباطها باستكشافات لصالح شركة “إيني” الإيطالية، ولفتت المصادر الى ان نظرية المؤامرة المثارة حاليا ناتجة عن ان كل طرف يقارب الموضوع من منظار معييّن، مشيرة الى ان الحقيقة تؤكد انه كان لدى شركة “توتال” تصورا جيولوجيا محددا وتم الحفر على أساسه وهذا الامر يحصل عادة، وتعطي مثلا على ذلك بانه في قبرص من اصل 6 ابار هناك ثلاثة تم حفرهم ولم يتم ايجاد اي مكمن نفطي فيهم، كذلك الامر في حقل ظُهر في المنطقة الاقتصادية المصرية، حين كان هناك نية بوقف الأعمال، لكن بعد حفر نحو 50 متراً إضافياً وجد أحد أكبر مكامن النفط في البحر المتوسط.
وأعلنت المصادر الى ان شركة “توتال” هي بصدد عقد مؤتمر صحافي للإعلان عن كافة مسار العملية، كذلك فهي تقوم بتحضير تقريرها لرفعه الى هيئة إدارة قطاع البترول التي كانت تواكب العملية في كافة مراحله لإعادة تقييّم الموضوع.
وتشير المصادر الى انه من الناحية العلمية فان المنطق يقول الى ان شركة “توتال” تكلفت اكثر من 100 مليون دولار ليس من اجل ان يكون هناك بئر جاف، او من اجل ان يتم اغلاقه لاعتبارات سياسية او جيو سياسية، لا سيما انها وبالشراكة مع “الكنسورتيوم” الشركة الإيطالية “اني” وشركة “قطر للبترول” تقدموا للحفر في البلوكين 8 و10، وهذا الامر يؤكد على اهتمام الشركات بملف الغاز في لبنان حسب ما تقول المصادر، التي تعتبر ان اقفال بلوك 9 لا يعني انتهاء مشوار التنقيب، ولكنها تعترف بأن هذا الامر سيأخر الموضوع قليلا.
وكشفت عن استلام هيئة ادارة قطاع النفط عروض حفر بلوك 8 و 10مشيرة الى انها في طور بدء تقييّم كافة العروض، من اجل اتخاذ القرار المناسب، مشددة على ان المهم اليوم هو فتح دورة تراخيص ثالثة لتلزيم بلوكات اخرى.
واعترفت المصادر ان الوضع الجيوسياسي الحالي سيؤثر بطبيعة الحال على حماسة الشركات للعمل في المنطقة ككل، وهذا الامر بدا واضحا من خلال توقف الشركة العاملة في حقل تمار في إسرائيل، علما ان حقل “كاريش” لا يزال يعمل بشكل طبيعي حسب المصادر، الذي اكدت على وجوب ممارسة الضغوط على شركة “توتال” لاستئناف عملها بحفر بئر جديد، خصوصا ان مدة الاستكشاف الأولى تنتهي في أيار 2025 وبالتالي لديها إمكانية حفر بئر اخر.
واملت المصادر بان تظهر مؤشرات نفطية إيجابية في بحر لبنان، وذلك من خلال تلزيم البلوكات الأخرى، مشيرة الى ان الأمور تحتاج الى وقت والتعاطي معها بطريقة موضوعية وعلمية بعيدا عن نظرية المؤامرة رغم ان العامل الجيوسياسي اساسي في هذا الموضوع.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى