أبرزرأي

هل ضمانات فرنجيه ستمكنه من الوصول الى بعبدا؟

تيريز القسيس صعب.

خاص رأي سياسي…

بات جليا ان الاتصال الهاتفي الذي جرى بين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بدا ياخذ منحا مغايرا لسير الاتصالات الدولية والاقليمية حول لبنان، وطرح  الكثير من التساؤلات والاشارات حول الدعوة التي وجهت لرئيس “المردة” سليمان فرنجيه لزيارة باريس.

فما هي خلفيات هذه الزيارة، وهل اصبحنا على مسافة متقدمة من انتخاب رئيس للجمهورية، ام ان هذه الدعوة هي لاستمزاج الاراء والاستماع عن القرب لوجهة نظر فرنجيه ومقاربته للتطورات؟

  في البداية لم تستغرب مصادر سياسية مطلعة في العاصمة الفرنسية الخطوة التي اقدم عليها مستشار الرئيس الفرنسي باتريك دورييل بتوجيه الدعوة لفرنجيه واضعا اياها في إطار المشاورات والمباحثات.

وقالت إنه بداية هذا الأسبوع جرى لقاء مهم بين الوفد الاشتراكي الذي يراسه وليد جنبلاط في الاليزيه، والذي بحسب المعطيات، لم يُحرز اي تقدم ملموس على خط ملف الرئاسة، بل استمرار للمساعي والاتصالات توصلا لخرق جدار الازمة.

كذلك الامر فإن شخصيات لبنانية ذات تاثير على الساحة الداخلية، تتواصل بشكل مستمر ودائم مع فريق عمل ماكرون حول آخر المستجدات والتطورات، ناقلة رسائل ومعطيات يمكن ان تساعد على كسر الحصار والطوق الرئاسي.

 من هذا المنطلق، فإن باريس تعتبر ان اللقاء المباشر مع فرنجيه والاستماع حول مقاربته ونظرته لمسار مستقبل لبنان، ربما سيكون حافزا اضافيا لتكوين صورة أوضح وأشمل حول مسائل سياسية حساسة جداً والتي تطرح في الاروقة السياسية والديبلوماسية، تتعلق بكيفية معالجة الازمات الحساسة كسلاح الحزب مثلا، الاستراتيجية الدفاعية، السياسة الخارجية التي ستتبع، والتعامل مع صندوق النقد الدولي…. فهل سيتمكن فرنجيه من إعطاء ضمانات واجوبة واضحة، في اقناع الفرنسيين ببرنامجه لينقلها بدوره إلى الجهات الدولية، وتكون بذلك باريس قد أعطت الفرصة الأخيرة  قبل بدء البحث عن خيار ثالث، ووفت بوعودها وعلاقاتها مع من يروّج ويسوق فرنجيه للرئاسة…؟ 

 فرنسا ادركت تماما بعد الاتصال الاخير بين بن سلمان وماكرون، أن الموقف السعودي تجاه مرشح الثنائي الشيعي لن يتبدل، واحست ان استمرارها في تسويق فرنجيه سيعرّضها للكثير من الانتقادات والمشاكل لاسيما بعدما شعرت باللا توافق حوله لأسباب متعددة، ورات ان ليس أمامها الا خيار ثالث عبر البحث عن بديل آخر.

اضف الى ذلك، فان باريس تدرك تماما ان استمرارها بدعم فرنجيه مقابل نواف سلام سيحشرها دوليا، وسيعرض علاقاتها الخارجية للاهتزاز لاسيما الفرنسية-السعودية، كذلك الامر الفرنسية-الاميركية.

 من هنا فإن المحاولات الفرنسية لخرق جدار التسوية الرئاسية لن تتوقف، وستستمر باريس في تعزيز اتصالاتها وجهودها مع القيادات والشخصيات اللبنانية، بالتنسيق والتوافق مع السعودية، وربما قد تضطر الى توسيع شبكة اتصالاتها لتشمل شخصيات لبنانية. فهي لن تتحمل وحدها على الساحة الدولية اي خيار أو تسوية تدفع ثمنها لاحقا، كما انها غير مستعدة للمجازفة وحيدة على الساحة الدولية من جديد بعدما اسقطت كل مبادراتها ومحاولاتها لانقاذ لبنان.

 فالاتفاق السعودي – الايراني الذي غير كل المعادلات والمعطيات خارجيا، قد يكون المنفذ والمنقذ الوحيد لإخراج لبنان من هذه الدوامة.

ولعل حسابات البعض قد تفاجئ تصورات البعض الاخر ، لاسيما وان الملف اللبناني بات اليوم من الملفات المطروحة في اي لقاء او اجتماع او اتصال بين المراجع الدولية العليا، واي حل، او تسوية لن يكونا بمعزل عن اتفاق الاقطاب الدوليين.

اللجنة الخماسية

على خط آخر، نفت مراجع ديبلوماسية في الجامعة العربية لموقعنا المعلومات المتداولة حول اجتماع على مستوى وزاري للجنة الخماسية التي اجتمعت اخيرا في باريس.

وقالت ليس هناك من اي موعد لاي اجتماع قريب بخصوص لبنان، فاللجنة التي التقت في باريس اكد اعضاؤها الديبلوماسيون انهم قد يلتقون لاحقا في اي بلد من الدول الاعضاء ،اذا طرأت تطورات على الملف اللبناني، للتشاور والاتصال. فاللقاء في القاهرة او غيرها يمكن ان يحصل في اي وقت، ولا شي محدد حتى الساعة.

 واكدت ان لا صحة للأخبار المتداولة عن انضمام ايران إلى عضوية اللجنة.

وختمت بالقول حتى الآن في حال حصول اجتماع ما فسيكون على مستوى ديبلوماسيين وبحضور أعضائه الستة….

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى