أبرزرأي

هل ستتغيّر مواقف صقور 14 و 8 اذار بعد اتفاق “بكين”

 لينا الحصري زيلع.

خاص رأي سياسي..

 في خضم التحضيرات الجارية لتنفيذ “اتفاق بكين” بين المملكة العربية السعودية وايران خلال شهرين ، يترقب الداخل اللبناني ما سيؤول اليه هذا الاتفاق وكيفية الانتقال الى ترجمة الاتفاقات الأخرى المتعلقة بساحات النزاع بين الدولتين وادوار حلفائها في هذه الدول.

من هنا، لن يكون لبنان بمنأى عن كل ما يجري، فان الوقت قد حان لان تواكب الأطراف السياسية هذه التطورات بمبادرات وأفكار جديدة تتناسب مع الحركة الانفتاحية  وان يشبكوا لما فيه خير مصلحة لبنان.

ولكن السؤال المطروح هل ستتغير مواقف بعض الأحزاب والقوى السياسية المحسوبة على 14 اذار من الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وبالتالي المواقف الحادة لبعض الشخصيات في 8 من اذار من المملكة العربية السعودية بعد اتفاق الجمهورية والمملكة؟

سؤال طرحه “راي سياسي” على بعض الصقور المحسوبة على 14 و8 اذار، بداية قال نائب “القوات اللبنانية” السابق أنطوان زهرا:” موقفنا امس واليوم وغدا ينبع من قضية لبنان ومصالحه،  ومن يساعد هذه المصالح ولا يعتدي على السيادة اللبنانية، موقفنا من السعودية او من ايران او من اي دولة أخرى تبدا وتنتهي عند المصلحة اللبنانية العليا، واذا اتفقت ايران ام لم تتفق مع المملكة واستمرت بالوقوف خلف “حزب الله” الذي دمر السيادة اللبنانية ومؤسسات الدولة فنحن ضد السياسة الإيرانية، ولكن عندما يتبدل موقف ايران او تظهر تراجع عن  دعم سياسة “حزب الله” التي تدمر كل ما تبقى من مؤسسات الدولة اللبنانية ومن امل بالنهوض الاقتصادي لانه شرطه السيادة الوطنية أولا،  سنبقى على موقفنا ولكن عندما تتراجع عن سياستها  فلكل حادث حديث ومنحى اخر وصلة”.

وردا على سؤال عن إمكانية ان يكون هذا الاتفاق على حساب لبنان يقول زهرا:” يمكن ذلك اذا سمحت بعض الأطراف السياسية ان ينعكس على الداخل، اما اذا تمسكوا وتماسكوا السياديين بموقفهم الصلب من موضوع السيادة والإصلاحات فلا شيء يمكن ان يؤثر على مصالح لبنان”.

 علوش

من ناحيته يقول النائب السابق مصطفى علوش عن موقفه من اتفاق بكين” المشكلة لدينا مع ايران منفصلة عن مشكلة ايران مع المملكة العربية السعودية، لان ايران تحتل لبنان من خلال “حزب الله” واذا اجرت مصالحة مع المملكة وادى هذا الامر الى زوال الاحتلال الإيراني عن لبنان يكون امرا ممتازا، اما اذا اتفقت مع السعودية واستمر هذا الاحتلال قائم فان مشكلتي لا تزال مع ايران”.

أضاف :”الموضوع ليس اننا ضد ايران لأنها مختلفة مع السعودية، ولكن طالما ان “حزب الله” يستمر حزبا مسلحا ويؤثر سلبا على الحياة الاقتصادية والسياسية والأمنية للبنان، ستبقى الأمور على ما هي عليها بل ربما ان الحزب  سيأخذ من خلال هذا الاتفاق نوع من الرخصة للتحكم اكثر في مصير لبنان”.

وابدى علوش اعتقاده بان جزء من “اتفاق بكين” قد يأتي في مرحلة من المراحل ليبحث وضع المستعمرات الإيرانية، اي نتحدث هنا عن العراق بشكل اساسي وسوريا ولبنان، ولكن في المرحلة الأولى ونحن نتفهم موقف المملكة فالأولوية هي اليمن.

عبد الساتر

بدوره يقول الكاتب والإعلامي فيصل عبد الساتر عن هذا الموضوع:” من منطلق عملي كأعلامي فانا  صاحب مبدأ ولست بوقا لاحد او موظف عن اي احد، اعبر عن قناعاتي الشخصية ومواقفي تنبع بناء على سياسات، خصوصا اذا كانت هناك دولة تتقدم نحو مواقف اكثر حكمة واعتدال بالتأكيد يجب علينا ان نرحب بذلك، وفي نهاية المطاف فإن المملكة العربية السعودية ليست عدوا بالمعنى المطلق للكلمة، والموقف منها يأتي بناء على السياسات وهي بدات تتبع مناخات تغيرية ورؤية جديدة بدات تظهر في السياسة السعودية التي بدأت تتبلور”.

أضاف :”فالاتفاق بين السعودية وايران يؤشر الى مزيد من التفاهم بينهما مما ينعكس إيجابا على دول وشعوب المنطقة، لذلك علينا ان نخفف اللهجة التصعيدية ضد السعودية فيما له علاقة ببعض الملفات ، ولكن هذا لا يعني ان السعودية باتت في طريق يجنبها اي انتقاد لا سيما في لبنان، خصوصا ان الاتفاق لم يأتي على ذكر لبنان، كما ان ايران لا تريد ان تدخل اي ملف في اطار علاقاته مع السعودية وهذا ما اكد عليه المسؤولون الإيرانيون في اكثر من محطة بالقول نحن نتفاوض بما له علاقة بتجفيف الخلافات بيننا وبين السعودية لما له المصلحة العامة في كل المنطقة، كما ان الرياض أبدت رغبتها بان تكون طرفا مساعدا في اليمن والعراق وفي سوريا وهذا سيعود بالتأكيد في النهاية الى تداعيات إيجابية على لبنان”.

من هنا يدعو عبد الساتر الى ترقب ما ستؤول الى المستجدات معتبرا ان دعوة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز للرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي هي في غاية الأهمية، وهذا يؤكد عن تقدم السعودية خطوة الى الامام، خصوصا  ان الرئيس الإيراني وعد يتلبيتها  والأرجح انها ستكون متزامنة مع موسم الحج .

وفي المحصلة، يمكن القول انه حان الوقت لان تكون الأولوية لدى جميع اللبنانيين على مختلف مشاربهم هي المصلحة العليا للبلد، والابتعاد عن الاصطفافات الدولية والإقليمية وان يكون انتمائنا جميعا هو للوطن أولا وأخيرا.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى