هل ستتضاعف “قوة سيبيريا”؟

حول البعد الاقتصادي لمشاركة الرئيس الصيني شي جين بينغ في احتفالات عيد النصر، كتب غيورغي بوفت، في “أرغومينتي إي فاكتي”:
حفلت زيارة الزعيم الصيني شي جين بينغ التي استمرت أربعة أيام، بالإضافة إلى المشاركة في احتفالات الذكرى الثمانين للنصر في موسكو، بمحادثات حول قضايا سياسية واقتصادية. وأصبحت الزيارة بحد ذاتها حدثًا سياسيًا ذا أهمية رمزية.
تكتسب العلاقات الروسية الصينية بعدًا أيديولوجيًا متزايدًا. وبالمناسبة، من بين الوثائق الـ28 الموقعة، هناك 7 مخصصة للتفاعل المعلوماتي بين موسكو وبكين. وبطبيعة الحال، تمت مناقشة آفاق حل الصراع الأوكراني، ولكن المفاوضات بشأن التعاون الاقتصادي كانت أكثر كثافة.
الشركات الصينية تتمركز تدريجيًا في روسيا. ففي العام 2024، مقارنة بالعام 2023، ارتفع عدد الشركات التي يملكها صينيون في روسيا بنسبة 32%؛ وارتفعت حصة الشركات الصينية بين الشركات الجديدة المسجلة من 13% في العام 2021 إلى 34% في العام 2024، ما وضع الصين في المرتبة الأولى بين المشاركين الأجانب في السوق الروسية، متقدمة بنحو الثلث على رواد الأعمال البيلاروسيين، الذين كانوا في المقدمة في العام 2023.
كما أشار نائب رئيس الوزراء ألكسندر نوفاك إلى تحقيق تقدم، خلال زيارة شي جين بينغ، في تطوير مشروع الطاقة الأهم- خط أنابيب “قوة سيبيريا 2” للغاز. وينص الاتفاق على توريد ما يصل إلى 50 مليار متر مكعب من الغاز سنويًا من غرب سيبيريا إلى الصين. كان الاتفاق على مشروع “قوة سيبيريا 2” عبر منغوليا يراوح منذ العام 2006. وقد وافقت أولان باتور أخيرًا على مدّ مشروع خط أنابيب الغاز عبر أراضيها. والآن، كل ما تبقى هو ترتيب التفاصيل النهائية مع بكين. وعلى خلفية انهيار التعاون في مجال الطاقة مع أوروبا، تظل أهمية مثل هذا “التوجه نحو الشرق” ملحّة للغاية.