أبرز

هل تلجأ اسرئيل الى الحرب لحرف الانظار عن التوترات في داخلها؟

كتب حسين زلغوط .

خاص رأي سياسي..

لم يشهد الكيان الإسرائيلي منذ احتلال فلسطين ما يشهده هذه الأيام من تأزم وخوف على المصير وقد وصل الأمر الى حد  تحذير الرئيس الإسرائيلي هرتسوغ حكومة بنيامين نتنياهو من خطورة الإجراءات المزمع تقنينها تحت مسمى الإصلاح القضائي، باعتبار أنها قد تدفع البلاد إلى حرب أهلية بين اليهود أنفسهم.

هذا التحذير لم يأت من العدم بل يستند الى معطيات والى حقائق وتطورات على الأرض يصعب إنكارها، وكلها مرتبطة بانحراف الشارع الإسرائيلي إلى أقصى درجات التطرف السياسي، ما أنتج حكومة يمنية متطرفة تستهدف تغيير بنية الدولة.

ولم يقتصر التحذير من اندلاع حرب أهلية على الرئيس الاسرائيلي وحسب بل امتد إلى كبار الضباط بعضهم في الخدمة وبعضهم الآخر في الاحتياط، وهذا الامر استدعى استنفارا غير معلن لحكومة بنيامين نتنياهو التي ستسعى الى احتواء ما يجري بأي ثمن.

وما زاد الطين بلة لدى الإسرائليين الى جانب الاحتقان الداخلي ، خسارة تل ابيب ورقة مهمة كانت تعتقد فيما مضى انها يمكن ان تلعبها لكبح جماح ايران والحؤول دون تحولها الى دولة نووية لما يشكل ذلك من خطر وجودي على الدولة العبرية ، وهذه الورقة هي السعودية التي كانت تظن اسرائيل انها تشكل بالنسبة لها جدار الدفاع الاول في مواجهة ايران حيث جاء الاتفاق الايراني – السعودي الذي اعلن عنه من الصين، ليقضي على حلم اسرائيل التي نزل عليها خبر الاعلان عن الاتفاق ، كالصاعقة.

وبما ان اسرائيل تلجأ في كل مرة تشهد فيها تأزما داخليا إلى الهروب للامام، فان ثمة من يعرب في لبنان عن خشيته من ان نكون امام سيناريو اسرائيلي خطير من شأنه ان يقلب اوضاع المنطقة رأسا على عقب في محاولة لحجب ما يجري في داخلها من جهة ومن جهة ثانية للتشويش على التقارب الايراني- السعودي.

وزير الدفاع الاسرائيلي يجول على الحدود مع لبنان

مصدر وزاري لبناني يثبت ،في حديث ل”رأي سياسي”،هذه الخشية من ذهاب اسرائيل الى الحرب اذا كان ذلك يجنّبها حرب اهلية بتأكيده ان ذلك ممكنا نظرا للوضع الداخلي المتآكل في تل ابيب  في محاولة من الحكومة الاسرائيلية المتطرفة للهروب الى الامام ، وقد تلتقي مصلحة الولايات المتحدة الاميركية في مكان ما مع  هذا التوجه الاسرائيلي الذي يدرس الان بعناية فائقة، كون ان الظروف الان مغايرة تماما لتلك الظروف التي كانت فيها اسرائيل تشن الحروب وكأنها ذاهبة في نزهة، فهزيمة حرب تموز ما زالت ماثلة امام القيادتين السياسية والعسكرية وان تداعيات هذه الحرب ما تزال تحمل الاسرائيليين على العد الى المليون قبل القيام بأي خطوة، وهذا الإلتقاء في المصالح الاميركية – الاسرائلية نابع من امتعاض اميركي من التقارب بين ايران والسعودية والذي وصف بانه خطوة استراتيجية وهامة .

وعندما سئل المصدر الوزاري عن المكان الذي ممكن ان تستهدفها اسرائيل في حال جنحت باتجاه الحرب يقول: من الممكن ان تكون غزة، ومن الممكن ايضا ان يكون لبنان نظراً للتأثيرات الاوسع . ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هل في حال قررت اسرائيل الحرب ستكون جبهتها الداخلية قادرة على الصمود؟

 بالتأكيد لن يكون في مقدورها ذلك نظرا للقدرات الهائلة التي تمتلكها المقاومة في لبنان ومعها المحور بكامله لان اي حرب مقبلة لن تكون محصورة في مكان بحيث ان نار جهنم ستفتح على اسرائيل وهذا من شأنه ان يغير وجه المنطقة بكاملها، ويكتسب هذا الكلام اهمية اضافية بما كان اشار اليه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطاباته الداخلية والعلنية عن المعركة الكبرى الحاسمة والتي سينتج عنها تطور جديد بحيث ربما تصبح جارة لبنان فلسطين وليست اسرائيل.

ويرى المصدر الوزاري ان الوضع الاقليمي برمته فيه ارهاصات ومتغيرات ما قادمة إلينا ،ان من خلال تسويات تفرضها هذه المرة موازين القوى ، او صراع سينتج عنه وضع جيوسياسي جديد. ومن هنا فانه يتوجب على لبنان الاسراع في ترتيب بيته الداخلي من خلال انتخاب رئيس وتأليف حكومة تكون قادرة على مواجهة الرياح مهما تكون عاتية، وهذ الامر ممكنا في بحر هذا العام في حال احسن المسؤولين اصطياد الفرصة والاستفادة من المناخات الاقليمية التي ينتظر ان تكون مؤاتية لخروج لبنان من ازماته ، كون ان البدء بتنفيذ مندرجات الاتفاق بين طهران والرياض سيرخي بظلال من الايجابية على مختلف ملفات المنطقة.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى