أبرزرأي

هل تفتح الحرب على غزة ابواب جهنم على المنطقة أم تحيي حل الدولتين؟

حسين زلغوط

خاص_ رأي سياسي

بعد ستة ايام من الحرب الواسعة التي تقوم بها اسرائيل بدعم اميركي وغربي غير مألوف سياسيا وماليا وعسكريا، بدأ الحديث عن اعداد اسرائيل العدة وبضوء دولي للقيام بعملية برية في قطاع غزة رداً على الهزيمة التي مُنِيت بها خلال “طوفان الأقصى”، علّ ذلك يحقق لتل ابيب نوعا من رد الهيبة لجيشها التي تكاد تتلاشى بالكامل، الى جانب فقدان الشعب داخل اسرائيل الثقة بقيادته السياسية والعسكرية، لكن هذه الخطوة الى الان ما تزال القيادة العسكرية مترددة في ذلك وان كان البعض من قادة الجيش ترى ضرورة في ذلك، طالما ان الصواريخ ما تزال تطلق بالمئات على الداخل الاسرائيلي رغم الدمار الهائل الذي يحصل نتيجة القصف اليومي والذي يشمل كل نواحي القطاع.
والسؤال الذي يطرح هل الجيش الاسرائيلي الذي خاض تجارب فاشلة مع الفلسطينين سيكون قادرا على خوض التجربة مرة اخرى وينتظر نتائج مختلفة؟ من المؤكد أن التحديات التي ستواجه قوات الاحتلال عند دخولها إلى القطاع كثيرة، من بينها المواجهات المباشرة، والقناصة والصواريخ المضادة للدروع إضافة للطائرات المسيرة والروح القتالية كلها ستواجه هذا الجيش، لأن من أطلق عملية طوفان الاقصى لن يستسلم بهذه السهولة، وهو سيلحق بالجيش الاسرائيلي هزيمة لم تلحق به منذ اغتصابه لارض فلسطين.
مصادر متابعة للتطورات، أكدت لـ”رأي سياسي”، ان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أنهى مسيرته السياسية الطويلة في الحكم بأسوأ سيناريو، مشيرة الى ان الإرباك الذي يعانيه نتنياهو وقيادة الاحتلال حالياً هائل، مع وجود إمكانية لتوسّع الصراع بما لا يمكن لإسرائيل استيعابه، وهي التي لم تستفق بعد من صدمة أكثر من 3000 قتيل وجريح وأسير في يوم واحد، على يد القوة الأصغر في محور المقاومة.
وعن إرسال واشنطن حاملة الطائرات جيرالد فورد إلى شرق المتوسط، رأت المصادر ان الحديث عن إرسالها إلى المنطقة لتهديد روسيا هو كلام غير دقيق، لأنّ روسيا من غير المنظور أن تشارك في أي حرب ضد إسرائيل وفي حال دخلت فهي لن تدخل إلا في حرب عالمية، لا سيما مع امتلاك روسيا لقدرات متطورة تسمح لها بتدمير البوارج الأميركية بشكل فعّال عبر صواريخ “كينجال” فرط صوتية، وبالتالي ان التبرير الاميركي غير واقعي، وان هذه البارجة جاءت لتطمئن تل ابيب بان الاميركيين لن يكونوا بعيدين عن فتح اي جبهة ثانية ضد اسرائيل لا سيما من جنوب لبنان او من ناحية الجولان السوري.
وأكدت المصادر أن الهدف من تحريك القوة البحرية الأميركية، هو للاستفادة من الدرع الصاروخي متعدد الطبقات الموجود على متن المدمّرات المرافقة لحاملة الطائرات، والذي يعدّ من أهمّ الدفاعات الجوية الصاروخية ضد الصواريخ الباليستية في العالم، مشيرة الى انه يمكن لهذا الدرع الصاروخي أن يساهم في دعم الدفاعات الإسرائيلية ضد الصواريخ الضخمة بعيدة المدى، والتي تخشاها إسرائيل بشكل كبير في حال دخلت قوى أخرى لمساندة غزة في المعركة، ولا سيما أنّ معظم قوى محور المقاومة تمتلك قوة صاروخية باليستية كبيرة، قد تتفوّق على الدفاع الصاروخي متعدّد الطبقات الذي تعتمد عليه إسرائيل في حال تمّ رميها بالعشرات من اتجاهات عدة.
التهويل الاميركي بحاملة الطائرات لن يخيف حزب الله ومحور المقاومة الذي اختبر مثل هذه الامور اكثر من مرة، وهنا ترى المصادر ان الحضور الاميركي المباشر في منطقة الشرق الاوسط وقبالة شواطئ لبنان قد يتحول من تهديد وتهويل الى فرصة للمقاومة لإخبار الصواريخ الموجهة باتجاه هذه الحاملات، ويكون مصيرها مصير البارجة ساعر التي استهدفها حزب الله في حرب تموز في العام 2006 وجعل العالم بأسره ينظر اليها في عرض البحر وهي تحترق، فما الذي يمنع ان يتكرر المشهد نفسه مع البوارج الاميركية هذه المرة.
وشددت المصادر على ان المدمرات الاميركية لا تستطيع تغيير موازين القوى العسكرية الذي فرضته المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة ولا الذي كرّسته المقاومة في جنوب لبنان، لانها ستكون أهدافاً لصواريخ المقاومة بحال اعتدت على لبنان وفلسطين.
ورأت ان الغاية منها رفع معنويات اسرائيل وتشجيعها على إكمال الحرب عبر عملية برية في غزة بهدف تحسين شروطها التفاوضية في أي مفاوضات مقبلة على كل الملفات العالقة بين الجانبين، واولها ملف الاسرى.
الامر نفسه بحسب المصادر، ينسحب على السفن البريطانية، حيث كشف مكتب رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك أن لندن ستنشر سفينتين تابعتين للبحرية الملكية البريطانية وطائرات هليكوبتر وطائرات مراقبة في شرق المتوسط.
اما في حال قررت إسرائيل فتح الجبهة مع لبنان، تقول المصادر: علينا فقط أن نتخيل الوضع كيف سيكون كارثياً عليها، إذ ان قطاع غزة المحاصر والضيّق تمكن من إطلاق نحو 5000 صاروخ في الساعات الاولى لعملية “طوفان الاقصى”، فيمكننا أن نتوقع أنّ المقاومة في الجبهة الشمالية لإسرائيل قد تتمكن من إطلاق نحو 20 أو 30 ألف صاروخ خلال نصف ساعة، ما يعني أنّ الوضع سيكون كارثياً على الاحتلال في حال توسعت الحرب، ولا سيما مع وجود تهديد حقيقي للكيان من سوريا والعراق واليمن، فضلاً عن إيران.
وتخلص المصادر الى طرح السؤال عما اذا كانت حرب غزة ستفتح الافق مجددا امام احياء المبادرة العربية للسلام، او حل الدولتين، ام انها ستشرع ابواب المنطقة امام حرب واسعة لا هوادة فيها؟ بضعة ايام وتتكشف ما ستؤول اليه هذه المعركة لتجيب على هذه الاسئلة.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى