اقتصاد ومال

هل تتخلى روسيا عن شركائها التجاريين إذا تحسنت العلاقات مع أميركا؟

قال مدير معهد بريماكوف الروسي فيودور فويتولوفسكي، إن روسيا ستواصل تعاونها الوثيق مع دول الجنوب والشرق حتى في حال تحسُّن علاقاتها مع الولايات المتحدة. وأضاف فويتولوفسكي في تصريحات لوكالة “تاس” الروسية، الجمعة، أن “أي مخاوف من أن روسيا ستتحول نحو التعاون مع الولايات المتحدة وتتجاهل شركاءها الاستراتيجيين هي، برأيي، غير مبررة على الإطلاق”.

وأكد فويتولوفسكي للصحافيين بعد اجتماع مجلس الأمن الروسي للبحث والتحليل الجمعة أنه “على مدى سنوات عديدة، طورت روسيا علاقات شراكة استراتيجية مع الصين وشراكة استراتيجية مع الهند”، مضيفاً أننا “نعمل بنشاط على تطوير الروابط التجارية والاقتصادية مع دول جنوب شرق آسيا وعدد من الدول في الشرق الأوسط”، ومشدداً على أن هذه التوجهات “نظامية وطويلة الأمد”.

وأضاف فويتولوفسكي: “لقد شهدت علاقاتنا مع الولايات المتحدة تقلبات عديدة، ولكن إذا نظرنا إلى علاقاتنا مع الصين والهند على مدار الثلاثين عاماً الماضية، فإنها تمثل علاقات ثقة متزايدة وروابط تجارية واقتصادية وتعاون في مجالات متعددة”. وعبّر عن أمله في أن “تكون علاقات روسيا مع الولايات المتحدة قد تجاوزت أسوأ مراحلها، وأن تصل إلى مسارات جديدة من التعاون في المجالات التجارية والاقتصادية والعلمية والتعليمية وغيرها”.

ومع ذلك، أشار إلى أن “ما لدينا حتى الآن مجرد مقدمات لذلك”، مضيفاً: “هناك بعض الأسس للتفاؤل الحذر، نظراً للزخم الذي تشهده الاتصالات رفيعة المستوى بين موسكو وواشنطن”.

ومعهد بريماكوف الوطني لأبحاث الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية، معهد حكومي تابع للأكاديمية الروسية للعلوم (IMEMO)، ويعرف أيضاً باسم المؤسسة العلمية الفيدرالية للميزانية الحكومية. وتهدف أنشطته حسب موقعه الرسمي، إلى دراسة الاتجاهات الرئيسية في تطوير السياسة العالمية الحديثة والاقتصاد العالمي، وتطوير أساس تحليلي موثوق لاتخاذ القرارات السياسية.

ويتفاعل المعهد مع السلطات الفيدرالية والإقليمية في روسيا، ووسائل الإعلام، والشركات الكبرى الحكومية والخاصة، ومراكز الأبحاث الروسية والأجنبية الأخرى. كذلك يحدد المعهد برنامجه البحثي بشكل مستقل وفقاً لميثاقه، كذلك إن أبحاثه مستقلة وغير حزبية.

روسيا تكتشف فرصاً تصديرية جديدة

وفي سياق تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية، قال إسرافيل علي زاده، رئيس قسم العمل مع دول الشرق الأوسط وأفريقيا في المركز الروسي للتصدير (REC) ، لـ”العربي الجديد”، إن “روسيا اكتشفت فرصاً تصديرية جديدة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”، مؤكداً أن “السنوات الأخيرة تميزت بتفاعل نشط مع دول في منطقة الشرق الأوسط، ما يعكس التزام روسيا تعميق شراكاتها الاقتصادية مع هذه الدول”.

وقال زاده إن مؤسسته، وهي حكومية تدعم صادرات المواد غير الخام، اكتشفت “خلال السنوات الأخيرة، بشكل أوسع، الإمكانات التصديرية والفرص المتاحة في عدد من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث نتفاعل بنشاط مع دول مثل الإمارات وتركيا وإيران والسعودية ومصر والجزائر وغيرها”. والمركز الروسي للتصدير، مكون من مجموعة من الشركات التي توفر للمصدرين حزماً واسعة من تدابير الدعم المالي وغير المالي، والعمل على تطوير شراكة روسيا مع الدول.

وأضاف أن “المركز كان يدعم التواصل مع هذه الأسواق سابقاً، ولكن الأحداث الأخيرة أصبحت محفزاً للتعاون الوثيق، سواء عبر مجموعة المركز، أو بشكل عام عبر الأعمال الروسية”، مشدداً على “انفتاح روسيا بشكل عام على حوار متبادل المنفعة وودي مع جميع الشركاء من الشرق الأوسط”.

وأكد زادة أن “الأعمال الروسية بدأت تتكيف مع الخصائص الخاصة بالعمل في أسواق دول الشرق الأوسط، حيث أصبح هناك فهم أكبر لخصائص ممارسة الأعمال وخبرة الأسواق في المنطقة، بما في ذلك احتياجاتها”، معبّراً عن اعتقاده بأن “هذا التوجه سيستمر في التطور، حيث ترى الأعمال الروسية بالفعل اتجاهات التنمية المستقبلية، بما في ذلك ليس فقط توريد السلع الروسية، ولكن أيضاً إمكانية توطين الإنتاج”.

وأوضح أن “المصدرين الروس تمكنوا من إعادة توجيه صادراتهم بنجاح إلى أسواق جديدة بعد فرض العقوبات من قبل الدول الغربية، حيث يُعمَل على استقرار خطط التصدير”. وأضاف: “تجاوزنا المرحلة الأساسية من الانتقال، وقد ظهرت اتجاهات جديدة في الصادرات الروسية. الآن، تتاجر روسيا بنشاط مع دول آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط ورابطة الدول المستقلة. كذلك وُسِّعَت مجموعة العروض للتجارة الدولية”. وشدد على أنه “رغم العقوبات، تواصل الأعمال الروسية العمل بشكل مستقر، وتطلق إنتاج منتجات جديدة، وتؤسس شراكات مع شركات أجنبية جديدة”.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى