رأي

هل تبقى الرسائل  النارية في الفضاء؟

كتبت صحيفة “اللواء”:

لم يكن ينقص اللبنانيون إلا الغارة الجوية الوهمية التي نفذها الطيران الإسرائيلي فوق بيروت أمس، مخترقاً جدار الصوت على إرتفاع منخفض، في عدوان صارخ على العاصمة أعاد إلى الأذهان غارات حرب تموز ٢٠٠٦.
ad

لقد أحدثت طائرتا العدوان الإسرائيلي دوياً مفاجئاً أثار موجة من الرعب والقلق في العاصمة، التي تذكر أهلها ذلك اليوم الأسود من آب، وانفجار مرفأ بيروت الذي دمّر أحلى الأحياء التراثية، وأدّى إلى سقوط آلاف المصابين، بين شهيد وجريح، وقضى على عشرات المؤسسات التجارية والسياحية.

صحيح أن العدو الإسرائيلي لا يحتاج إلى أعذار لشن إعتداءاته، والإستمرار في خروقاته شبه اليومية للقرار ١٧٠١ وغيره من القرارات الدولية، ولكن الأصح أيضاً أن علينا أن نتجنب إعطاء العدو الغادر الذرائع للتمادي في عدوانه على البلد، الذي يرزح أصلاً تحت هذا الكم من الأزمات والمشاكل المتفاقمة.

أخشى ما يخشاه اللبنانيون أن يتحوّل لبنان إلى فضاء للرسائل الساخنة بين إيران وحزب الله من جهة، وإسرائيل من جهة ثانية، في إطار الصراع المحتدم بين طهران وتل أبيب على إيقاع مفاوضات فيينا حول الملف النووي الإيراني، الذي يبدو أنه يحقق تقدماً، رغم التحفظات الإسرائيلية.

إقدام حزب الله على إرسال المسيّرة «حسان» إلى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، ونجاحها في إختراق الدفاعات الإسرائيلية، يُعتبر رسالة إيرانية من العيار الثقيل، تؤكد القدرة على الوصول إلى الداخل الإسرائيلي كلما تدعو الضرورة ذلك.

ولكن هذه الحادثة طرحت من جديد مسألة من يتحكم بقرار الحرب والسلم في لبنان، وما يحيط بها من جدل حول السياسة الدفاعية، ومحورها سلاح حزب الله.

الواقع أن المسيّرة «حسان» أثبتت مرة أخرى إن الدولة اللبنانية المتهالكة فاقدة لقدرتها على فرض سيطرتها على أراضيها، وأن السيادة مجرد شعار لحكام اليوم الذين يتغنون ليل نهار بالسيادة المفقودة في كل المنافذ الحدودية، كما في الداخل أيضاً.

هل تبقى المواجهة بين طهران وحزب الله وتل أبيب في إطار الرسائل النارية في الفضاء اللبناني، أم أن المرحلة المقبلة ستشهد مواجهة جديدة على الأراضي اللبنانية؟

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى