صدى المجتمع

هل تؤثر اللحوم الحمراء في الالتهاب؟

توصي الإرشادات الغذائية الأميركية بـ«تقليل تناول اللحوم الحمراء إلى الحد الأدنى»، استناداً إلى نتائج دراسات سابقة ربطت بين هذه اللحوم الطازجة وخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، لقدرتها على زيادة مستويات الالتهاب في الجسم. لكن دراسة أميركية حديثة نُشرت نتائجها الخميس في «المجلة الأميركية للتغذية السريرية»، شكّكت بوجود ارتباط بين تناول اللحوم الحمراء غير المُصنَّعة وزيادة حدوث الالتهاب.

والالتهاب هو استجابة طبيعية للجسم لحماية نفسه من العدوى، لكن يُمكن أن يكون أيضاً عاملاً خطراً للأمراض المزمنة، مثل القلب والسكري والسرطان. ويحظى تأثير النظام الغذائي في الالتهاب باهتمام علمي كبير. وغالباً ما تعتمد توصيات الحد من استهلاك اللحوم الحمراء، على دراسات قديمة تشير إلى أنها «تؤثر سلباً في الالتهاب»، لكن الدراسات الحديثة لم تدعم ذلك، وفق الباحثين.

ولكشف العلاقة بين الالتهاب واللحوم الحمراء، حلّل الفريق البحثي بيانات نحو 4 آلاف من كبار السن المشاركين في دراسة متعدّدة الأعراق لتصلّب الشرايين.

وبالإضافة إلى تقييم تناول المشاركين للطعام وعدد من المؤشّرات الحيوية، قاس الباحثون أيضاً مجموعة من مستقلبات الأغذية في بلازما الدم. وأشاروا إلى أن تلك المستقلبات يُمكن أن تساعد في رصد تأثيرات الغذاء أثناء معالجته وهضمه وامتصاصه في الجسم.

ووجدوا أنه عند تعديل مؤشر كتلة الجسم (أداة لتقييم الوزن الطبيعي أو زيادة الوزن)، لم يكن تناول اللحوم الحمراء مثل لحم البقر أو الضأن، مرتبطاً بشكل مباشر بأي علامات التهاب؛ ما يشير إلى أنّ وزن الجسم، وتحديداً الدهون وليس اللحوم الحمراء، قد يكون هو المسبّب للالتهاب.

وما أثار اهتمام الفريق البحثي بشكل خاص، أنهم لم يجدوا أنّ ثمة صلة بين تناول اللحوم الحمراء وزيادة مستويات ما يُسمى بـ«البروتين التفاعلي سي»، وهو مؤشّر على الالتهاب في الجسم، ويُعدّ علامة الخطر الالتهابية الرئيسية لحدوث الأمراض المزمنة.

وفي هذا السياق، قال الباحث الرئيسي في الدراسة، الأستاذ المُساعد في طب الأطفال والتغذية بكلية بايلور للطب في الولايات المتحدة ألكسيس وود، إنّ «دور النظام الغذائي، بما في ذلك اللحوم الحمراء في حدوث الالتهابات ومخاطر الأمراض، لم يُدرَس بشكل كافٍ؛ ما قد يؤدّي إلى توصيات تتعلّق بالصحة العامة لا تستند إلى أدلة قوية». وأضاف لموقع «يوريك أليرت»: «سعى فريقنا إلى إلقاء نظرة فاحصة باستخدام بيانات الأيض في الدم، والتي يُمكن أن توفر صلة قوية بين النظام الغذائي والصحة، واكتشفنا أنّ نتائج دراستنا لا تدعم التوصيات السابقة التي تربط بين تناول اللحوم الحمراء والالتهابات»، مشيراً إلى أنّ «اللحوم الحمراء تحظى بمكانة كبيرة في نظامنا الغذائي، ولها جذور ثقافية عميقة، ونظراً لهذا، فإنّ التوصيات المتعلّقة بتقليل استهلاكها يجب أن تكون مدعومة بأدلة علمية قوية، وهو ما لا يتوافر حتى الآن».

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى