هل بوتين مستعد للضغط على الزر الأحمر النووي؟
بعد هجمات أوكرانية بصواريخ «أتاكمز»
طرحت شبكة سكاي نيوز البريطانية سؤالاً عما ستفعله روسيا، بعدما وجهت أوكرانيا ضربة لها بستة صواريخ من طراز «أتاكمز» قدّمتها لها الولايات المتحدة لأول مرة، وفقاً لوسائل الإعلام الروسية الرسمية.
يأتي ذلك بعد أن حذَّر «الكرملين» من أن استخدام كييف الصواريخ القادمة من الغرب قد يؤدي إلى رد نووي، بموجب عقيدة جديدة وافق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على تحديثها.
وتساءلت «سكاي نيوز»: «إذن ماذا ستفعل روسيا الآن؟ هل سيلجأ فلاديمير بوتين حقاً إلى الزر الأحمر النووي؟».
وقالت الشبكة في تقرير إنه «من الناحية النظرية، يمكنه ذلك، فبعد الموافقة على التغييرات التي أدخلت على العقيدة النووية الروسية أصبح لديه، الآن، هذا الخيار».
وتابعت أن بوتين قلل من قيود استخدام السلاح النووي، في تحذير مبطّن للغرب، مما يسمح لموسكو بالرد بالأسلحة النووية إذا تعرضت لهجوم من قِبل أي دولة تستخدم أسلحة تقليدية، ويشمل ذلك الصواريخ والطائرات، وحتى الطائرات دون طيار. باختصار، فإن الصواريخ الأميركية التي تطلقها أوكرانيا تلبي المعايير الجديدة، حيث تُعِد موسكو، الآن، رسمياً أي هجوم على أراضيها من قِبل قوة غير نووية مثل أوكرانيا، مدعومة بقوة نووية مثل أميركا، هجوماً مشتركاً».
وذكرت: «كنا نعلم أن هذه التغييرات مقبلة، فقد أعلنتها موسكو، في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكن توقيت الموافقة الرئاسية يبدو متعمَّداً، حيث جاء بعد يومين فقط من منح الولايات المتحدة أوكرانيا الإذن بإطلاق أسلحة أميركية في عمق روسيا».
وتابعت أنه «من غير الواضح ما إذا كان بوتين على علم بالهجوم على منطقة بريانسك أم لا، والذي تزعم موسكو أنه شمل ستة صواريخ باليستية من طراز (أتاكمز)، حيث أصدرت وزارة الدفاع بيانها، بعد أن وقَّع على العقيدة الجديدة، ولكن سواء أكان يعلم أم لا، لا بد أنه كان يعلم أنه لن يمر وقت طويل قبل أن يسقط صاروخ أميركي في روسيا».
صواريخ أتاكمز (الشرق الأوسط)
ولفتت إلى أن «هذه ليست المرة الأولى التي نسمع فيها مثل هذه التهديدات، لكن هناك أسباباً مقنعة لعدم تنفيذ روسيا هذه التهديدات، ولن تتسامح حليفتها الرئيسية، الصين، مع هذا الأمر في البداية، لكن الأهم من ذلك أن موسكو من غير المرجح أن تخاطر بإثارة غضب إدارة البيت الأبيض الجديدة».
وتابعت: «تشير الدلائل، حتى الآن، إلى أن الرئيس المنتخب دونالد ترمب سوف يلتزم بوعده ويسعى إلى التوصل لحل سريع للصراع، والذي من المرجح أن يكون في صالح روسيا. وإطلاق سلاح نووي، الآن، من شأنه أن يعرقل هذا الأمر بكل تأكيد».
وذكرت: «لكن هناك دائماً فرصة، بطبيعة الحال، أن تفعل روسيا ما لا يمكن تصوره، ففي نهاية المطاف، لم يتوقع سوى قِلة من الناس الغزو الكامل لأوكرانيا الذي بدأ هذه الأزمة، وبعد مرور ألف يوم أصبحت المخاطر أعلى، ويأمل الغرب مرة أخرى أن يكون قد فسر الدلائل بشكل صحيح».