هكذا ننظر إلى روسيا
كتب سطام احمد الجارالله في صحيفة السياسة.
كانت جولة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على كل من دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية نقطة تحول في مجريات الأوضاع الإقليمية، لأنها ألقت الضوء على كثير من النقاط المهمة، أكان في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، أو مجريات العملية الخاصة التي تنفذها روسيا في أوكرانيا، أو في ما يتعلق بالنفط، وإمداداته.
نافلة القول إن العلاقات العربية- الروسية الراسخة لها دور مهم في مساندة القضايا العربية، لأن دور موسكو تاريخياً كان مؤيداً للحقوق العربية، بل وهي ساندت العرب طوال العقود السبعة الماضية.
بناء على هذا التاريخ فإن دور روسيا الاتحادية اليوم في الإقليم له أهميته، لأنها تعمل وفق خطة ممنهجة من أجل مناصرة العرب، أكان في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، أو الصراع العربي – الإسرائيلي، كما أن موسكو هي قطب الرحى سياسياً وجغرافياً واقتصادياً مع العالم العربي.
لا شك أن العلاقات الكويتية – الروسية قديمة جداً، ولا تنسى الكويت الدور الإيجابي الذي مارسته موسكو في العام 1961، لكي تنال استقلالها عن المملكة المتحدة، إذ قامت العلاقات منذ العام 1963 على الاحترام والتبادل الثقافي والتجاري، بل يكمن القول إن الكويت منذ استقلالها كانت قناة لروسيا لعبورها إلى دول الخليج.
إن هذا الدور المتبادل بين موسكو والكويت ترسخ في السنوات الماضية، عبر أدوات كثيرة، إلا أن ذلك لا بد أن يتبلور من خلال قنوات عدة لا تزال تحتاج الى تطوير، مع شريك تاريخي، أكان في مجالات الاستثمار أو النقل أو النووي، أو النفط، وغيرها من المجالات، خصوصا بعد إعفاء روسيا المواطنين الكويتيين من التأشيرة، وهي خطوة لا بد من تثمينها، والعمل في سبيلها من أجل زيادة التبادل، السياحي والتجاري، بين البلدين.
لا سيما أن الكويت وقعت اتفاقية دفاع بين الكويت وروسيا الاتحادية والتعاون المشترك بين البلدين الصديقين في العام 1993، وهي ضمن المنظومة الدولية التي عززت عبرها الكويت تعاونها الدفاعي مع الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي.
في كل هذا علينا الاعتراف أن ما تخوضه روسيا اليوم وفي مواجهتها مع الغرب والولايات المتحدة في أوكرانيا، هو ما يمكن اعتباره حماية غير مباشرة للسلم والأمن والاستقرار الدوليين، لأن الغطرسة الغربية، ومحاولات تطويق روسيا بجيوش الـ”ناتو”، يعني في المحصلة اذا نجحت تلك المحاولات، هي تقويض لاستقلال الدول الخارجة عن نطاق الهيمنة الغربية، أو ما يمكن اعتباره قتل آخر أمل بالحرية للشعوب.