«هذولا عيالي».. رد الكويت على الإرهاب

كتبت أ. د. بهيجة بهبهاني في صحيفة القبس.
أعلنت وزارة الداخلية الكويتية الآتي: «تمكنت الأجهزة الأمنية في وزارة الداخلية متمثلة في جهاز أمن الدولة من إحباط مخطط لخلية إرهابية كانت تنوي استهداف دور عبادة تخص الطائفة الشيعية وقتل اشخاص، حيث تمكن رجال الأمن من متابعة الخلية ومراقبة تحركاتها وإلقاء القبض على ثلاثة عناصر من جنسية عربية تنتمي إلى تنظيم إرهابي، وتمت إحالة جميع المتهمين إلى النيابة العامة لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم».
أثار هذا الخبر المفزع موجات من الخوف في نفوس المواطنين والمقيمين وزادت هذه المشاعر حدة حين اعلنت وزارة الداخلية لاحقا انه تعاون معهم اربعة مواطنين وتواصلوا جميعهم مع قيادي الفئة الضالة «داعش» في بعض الدول بعطلة نهاية الاسبوع لحصد المزيد من ارواح الابرياء، وذلك تزامنا مع افراح الكويت بأعيادها الوطنية. وكذلك كانوا يخططون لتفجير أحد معسكرات الداخلية! ولقد صدمت حين تضمن الخبر تعاون اربعة من ابناء وطني مع هؤلاء الارهابيين في تدمير وطنهم وقتل شعبه؟! والسؤال الذي يفرض نفسه بقوة على اذهاننا هو ما الثمن الذي قبضه هؤلاء المواطنون مقابل بيع وطنهم وانجاز هذه الجرائم بحق هذا الوطن؟ ومن هم؟ ولماذا لا تعلن وزارة الداخلية عن اسمائهم؟ وعن الاغراءات التي قدمها لهم هذا التنظيم الارهابي مقابل بيعهم لوطنهم وابادتهم لشعبها ونشر الفتن به؟ انهم لم يكونوا يقصدون القضاء على المواطنين من المذهب الجعفري فقط، بل كانوا يستهدفون القضاء على المواطنين والمقيمين، حيث كان ضمن خططهم تفجير المجمعات المشهورة والتي يرتادها في عطلة نهاية الأسبوع الآلاف من المواطنين والمقيمين؟
نطالب وزارة الداخلية بالإعلان عن التفاصيل وعن كيفية استقدام الثلاثة الوافدين -أذناب داعش- الى وطننا، ومن هم كفلاؤهم واين كانوا يقيمون، ومن اين حصلوا على المتفجرات التي كانوا سيستخدمونها في تدمير البلاد والعباد؟
لقد وقف أميرنا الراحل سمو الشيخ صباح الاحمد – طيب الله ثراه – وقفة تاريخية حين أسرع الخطى نحو مسجد الإمام الصادق، عندما تم تفجيره من قبل إرهابيين (2015)، منفرداً دون مرافق ولا حراسة، وقال كلمته التي كتبها التاريخ بماء الذهب: «هذولا عيالي»، وكانت برداً وسلاماً على القلوب المفجوعة بفقد أفراد من عائلاتها، وكذلك فإن هذه الكلمات من الحاكم العادل كانت درعاً واقية وحاجزاً صلباً امام محاولات الارهابيين لزعزعة الأمن بالكويت، فهكذا كانت الكويت وستكون إلى يوم الدين.