خاصأبرزرأي

هدف نتنياهو أبعد من استرجاع الأسرى والقضاء على “حماس”

حسين زلغوط
خاص – “رأي سياسي”:

بالمختصر المفيد المنطقة على فوهة بركان، ومن غير المنتظر ان يكون الخميس المقبل حاسماً لجهة الوصول الى اتفاق على هدنة في غزة، لأن الهدف الأساسي لرئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو من حرب الإبادة التي يشنها ليس استرجاع الاسرى، ولا القضاء على حركة حماس بل الهدف من كل هذا الدمار والدعوات للتهجير هو منع الفلسطينين من الوصول الى حقوقهم في مخزون الغاز البحري الضخم والتي يقدر تقديرات متواضعة اولية ١٧٧ تريليون مكعب من الغاز والتي تبلغ قيمتها اليوم ٥٣٤ مليار دولار، وإضافة الى مخزون مؤكد للنفط الخام من منطقة قلقيلية مرورا بوادي قانا وسلفيت الى منطقة رنتيس ويقدر ب ١.٧ مليار برميل نفط بقيمة مبدئية ١٤٢ مليار دولار، وبالتالي يستحيل ان تسمح اسرائيل للفلسطينين بالاستفادة من هذه الثروة النفطية التي يمكن ان تشكل انقلاباً تاريخياً لصالحهم.
هذا المخطط الاسرائيلي الذي وضع منذ سنوات عدة بعلم من دول أخرى يرى نتنياهو ان الفرصة مؤاتية اليوم لتنفيذه من دون النظر الى الوضع الكارثي المتأتي من وراء ذلك، وهو ما يجعل قبوله بوقف الحرب شبه مستحيل الا اذا طرأت معطيات ما قلبت المشهد، وأرغمته على الإنصياع الى الرغبة الدولية بالوصول الى هدنة وإنهاء هذه الحرب.
هذا الواقع يجعل الأمور معقدة، خصوصا وان الادارة الأميركية في حالة انفصام في هذه المرحلة، فمن جهة تدعو الأطراف الى التفاوض للوصول الى اتفاق على هدنة تمهد لإنهاء الحرب، ومن جهة ثانية تستقدم اساطيلها، وتفتح مستودعات الاسلحة الفتاكة وتزود اسرائيل بها، وهو ما يجعل نتنياهو يتفرعن هذه الفرعنة ويتعنت بمواقفه اكثر فأكثر، لا بل انه يعمل على توريط واشنطن بحرب واسعة يرى في اندلاعها فرصة له للإفلات من العقاب الداخلي الذي ينتظره في الساعات الأولى التي ستلي وقف اطلاق النار في غزة.
وأمام رغبة نتنياهو بتوسعة إطار الحرب، فان بعض المتابعين لمسار الأمور في تل ابيب لا يستبعدون ان يحاول نتنياهو توجيه ضربة استباقية للبنان او ايران وبذلك يضمن اندلاع الحرب في المنطقة، وان كانت بدأت تتداول ترجيحات عدة عن نوع الرد الايراني و”حزب الله” بين ان يكون الرد محدوداً او كبيراً. ولكن بحسب ما يعلن على لسان المسؤولين في الحزب وفي ايران فإن الرد سيكون قاسياً، وهذا يدل على ان الضربة ستكون إستراتيجية تقليدية موجهة نحو المصادر الرئيسية للقوة العسكرية أو الاقتصادية أو السياسية للعدو.
وتشمل الأهداف الإستراتيجية كل ما يتعلق بإدارة القوات العسكرية، وإمدادها، ويوجد داخل فلسطين المحتلة ما يقارب المائة وخمسين منشأة وقاعدة عسكرية وكل منشأة بحاجة الى مئة صاروخ ثقيل ودقيق لتدميرها، كما يمتلك الكيان أكثر من ألف منشأة صناعية وزراعية وتجارية.
وانطلاقا من ذلك يتم الحديث عن هجوم مركب اي عبر مسيّرات – صواريخ دقيقة – صواريخ انزلاقية – صواريخ التشتيت فكل جزء من هذا الهجوم يكمل الباقي، فصواريخ التشتيت والتحييد عملها استنزاف المخزون الأول لمنظومات الدفاع، واستنزاف طائرات سلاح الجو الاعتراضية ثم المسيرات لضرب رادارات المنظومة الدفاعية واعمائها ثم الصواريخ الدقيقة والانزلاقية لتدمير الأهداف المطلوبة.
ويشكل الهجوم المركب خطراً كبيراً على الكيان فهو قد يوازي بعض الأسلحة النووية، وثانياً يحمل في طياته القدرة على شن هجوم بري ضخم نتيجة تحييد القدرات الأساسية التي يعتمد عليها الجيش الإسرائيلي في المواجهة البرية، بعد تحييد سلاح الجو بشكل أساسي مما يفتح المجال لقوى محور المقاومة التي ستناور برياً بأن يكون لديها قدرة أكبر على الحركة، وسرعة في الهجوم، وتنفيذ ضربات جوية في عمق الكيان.
وبحسب عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني بخشايش أردستاني فان الرد الإيراني سيتم على نحو مفاجئ وقد يستمر لمدة ثلاثة إلى أربعة أيام ، لافتا إلى أن إيران سترد عندما يكون ذلك مناسبا، متوقعاً أن يحدث ذلك بشكل مفاجئ.
ورأى أن “إطالة أمد الرد، أو جعل إسرائيل تنتظره، كان في صالح إيران، لأن إسرائيل تشعر كل ليلة أنها في حالة من الغموض، وإبقائها في حالة من الغموض هو جزء من عملية الانتقام.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى