هجوم اليمين الفرنسي على المهاجرين العالقين في البحر المتوسط والتوتر يتصاعد بين روما وباريس
هاجم قياديون من اليمين الفرنسي المتطرف مئات المهاجرين العالقين في عرض البحر الأبيض المتوسط على متن السفينة “أوشن فايكينغ” رافضين استقبالهم، في حين يتصاعد التوتر بين روما وباريس بشأن استقبال هذه السفينة.
وتبحر سفينة أوشن فايكينغ، التي تشغلها منظمة “إس أو إس ميديتيرانيه” (SOS Mediterranee) الفرنسية غير الحكومية، باتجاه فرنسا بعد أن رفضت إيطاليا لأكثر من أسبوعين السماح لها بالرسو.
واستحوذ أمر السفينة على اهتمام السياسيين في إيطاليا وفرنسا، وشكّل وقود معركة بين الرافضين لاستقبال المهاجرين وبين المرحبين بهم لأسباب إنسانية.
مواقف يمينية
ومساء أمس الأربعاء، قال زعيم حزب “الاسترداد” اليميني المتطرف إيريك زمور، في تغريدة له على تويتر، إن: المهربين يصورون للمهاجرين أوروبا على أنها جنة، عبورهم جحيم بالنسبة لهم، ووصولهم إلى هنا كابوس بالنسبة لنا كما لهم. دعونا لا نكون شركاء في الجريمة: دعونا نرفض الترحيب بأوشن فايكينغ.
من جهته قال القيادي في الحزب ذاته ديمان ريو ساخرا “يجب استقبال المهاجرين على متن سفينة أوشن فايكينغ، لأنه لا يوجد الكثير منهم (المهاجرين)”، مرفقا تغريدته بمقطع فيديو من 36 ثانية يوثّق انتشار خيم المهاجرين غير النظامين في منطقة “بورت دو لاشابيل” شمال العاصمة باريس
كما نشر ريو تغريدة أخرى تساءل فيها: لماذا لم يحترم تاكسي المهاجرين أوشن فايكينغ التابع لإس أو إس ميديتيرانيه، قانون البحار؟ ولماذا لم يُنزل الركاب في أقرب ميناء، أي في تونس بدلا من مرسيليا؟ مرفقا تعليقه بخريطة الطريق الذي سلكته سفينة المهاجرين.
من جانبه رفض الناطق الرسمي باسم حزب التجمع الوطني الفرنسي فيليب بالار، خلال مداخلة تلفزيونية مع قناة “بي إف إم تي في” (BFM TV) الفرنسية استقبال السفينة أوشن فايكينغ، وبرر موقفه بضرورة وقف الاتجار بالبشر، وبوجوب وضع حد للمافيات التي تنظّم ما أسماه “البؤس الإنساني”. وتابع قائلا: لا يمكننا الترحيب بهؤلاء الأشخاص في فرنسا لأن لدينا بالفعل مأساة كبيرة يجب التعامل معها.
توتر وإجراءات
وتأتي مواقف اليمين المتطرف الفرنسي في الوقت الذي يسود فيه التوتر بين فرنسا وإيطاليا بشأن هذه السفينة، مما دفع باريس إلى إدانة رفض روما “غير المقبول” لرسو السفينة.
ودعا المتحدث باسم الحكومة الفرنسية أوليفييه فيران سلطات إيطاليا أمس الأربعاء إلى أن “تقوم بدورها” و”تحترم التزاماتها الأوروبية” باستقبال السفينة.
وقال فيران إن “السفينة موجودة حاليا في المياه الإقليمية الإيطالية وهناك قواعد أوروبية واضحة جدا قبلها الإيطاليون الذين هم في الواقع المستفيد الأول من آلية التضامن المالي الأوروبية”.
وتتخذ حكومة رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، التي تولت السلطة منذ أسبوعين، إجراءات صارمة ضد السفن التابعة لمنظمات الإغاثة الإنسانية، إذ تحثها على نقل المهاجرين الذين يتم إنقاذهم إلى دول أخرى.
وتقول الحكومة إن إيطاليا لا تستطيع وحدها استقبال موجات النازحين من شمال أفريقيا.
وأكد وزير الخارجية الإيطالي أنتونيو تاجاني في مقابلة نشرت أمس الأربعاء أن النهج الجديد المتشدد لإيطاليا في مجال سياسة الهجرة هو رسالة لحض الدول الأخرى في الاتحاد الأوروبي على القيام بدورها.
وانتقد عضو مجلس الشيوخ عن الحزب الديمقراطي الإيطالي غرازيانو ديلريو موقف بلاده، مشيرا إلى أنه كان يجب على إيطاليا أن تستقبل السفينة، وقال: اختارت الحكومة الإعادة القسرية، إنها صفحة قبيحة كتبها اليمين تشوه سمعة البلاد، إن احترام حقوق الإنسان هو النجم القطبي للديمقراطية.
دعوات ومطالب
وعلى صفحتها على تويتر، نشرت منظمة إس أو إس ميديتيرانيه الفرنسية مقاطع فيديو لمهاجرين على متن السفينة، يشكون أوضاعهم ويطالبون بإنقاذهم. ويقول أحد المهاجرين الأفارقة: نحن بشر، نريد أن نكون أحرارا، هناك أناس مرضى ونساء وأطفال، نطلب من الاتحاد الأوروبي السماح لنا بالرسو في ميناء آمن. وقبل ساعات، وصفت المنظمة الفرنسية ترك 234 مهاجرا عالقين لمدة 19 يوما في عرض البحر بـ”العار”.