اقتصاد ومال

هجمات الجولان ترفع النفط وتربك الأسواق

تعرف الأسواق تحديات مختلفة المشارب في حين تزيد تداعيات هجمات الجولان ارتباك المستثمرين. حيث تتخبط الأسواق الدولية خلال هذه الفترة، ولم تنتهِ المفاجآت عند الهبوط التكنولوجي الكبير الأسبوع الماضي، والذي أفضى إلى خسارة مؤشر “ناسداك” الأميركي تريليون دولار في يوم واحد الأربعاء الماضي، إذ يترقب المستثمرون التطورات الحاصلة ما بين الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله إثر عملية مجدل شمس في الجولان المحتل يوم السبت الماضي. وقد أدى التوتر إلى ارتفاع سعر النفط والذهب، وهبوط الدولار.

وعلى الجانب الآخر، ينتظر المتعاملون في الأسواق ما ستفضي إليه اجتماعات البنوك المركزية في كل من اليابان والولايات المتحدة الأميركية وإنكلترا، في ما يتعلق باتجاهات أسعار الفائدة. وبدأت أسعار النفط الخام في التداول هذا الأسبوع بمكاسب، حيث أثار الهجوم الصاروخي على مرتفعات الجولان المخاوف من تصاعد الصراع في الشرق الأوسط.

ووفق بيانات “بلومبيرغ” الاثنين، ارتفع خام برنت في عقود سبتمبر/أيلول في التعاملات البكرة إلى 81.26 دولاراً بينما كسب 6 سنتات في العقود الفورية مرتفعاً إلى 77.22 دولاراً.

تأثير هجمات الجولان

وتعاني أسعار النفط في الوقت الحاضر أزمة الاقتصاد الصيني واحتمالات فوز دونالد ترامب في الانتخابات الأميركية المقبلة في 5 نوفمبر/ تشرين الثاني. وكلا العاملين يؤثران على الطلب العالمي على النفط الذي يحرك الأسعار.

فعلى الصعيد الصيني تخفض أزمة النمو الاقتصادي الطلب العالمي على النفط باعتبارها أكبر مستهلك، وعلى صعيد الانتخابات يهدد احتمال فوز ترامب بارتفاع حجم الإنتاج الأميركي من خامات البترول الصخري.

ومن ثم تجذب هذه العوامل أسعار النفط إلى أدنى على الرغم من اضطرابات الشرق الأوسط التي تدفع الأسعار صعوداً، ما يحول دون صدمات سعرية خلال الفترة الحالية. وقال فيفيك دار، المحلل في بنك الكومنولث الأسترالي، لـ “بلومبيرغ”: “لقد أثرت المخاوف بشأن الاقتصاد الصيني على نطاق واسع على أسعار سلع الطاقة”، “لكن المخاوف المتعلقة بالطلب من المرجح أن تفسح المجال أمام المخاطر الجيوسياسية المتزايدة في الشرق الأوسط في وقت مبكر من هذا الأسبوع.”

ويوم السبت، أدى هجوم صاروخي على مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل إلى مقتل أكثر من عشرة أشخاص. ونفى حزب الله مسؤوليته عن الهجوم، لكن الحكومة الإسرائيلية هددت بالانتقام وتصعيد الحرب ضد لبنان، مما أثار الجولة الأخيرة من المخاوف من التصعيد.

وقال توشيتاكا تازاوا المحلل في فوجيتومي سيكيوريتيز لوكالة “رويترز” في وقت سابق الاثنين، “المخاوف بشأن تصاعد التوترات في الشرق الأوسط دفعت إلى عمليات شراء جديدة، لكن المكاسب كانت محدودة بسبب المخاوف المستمرة من ضعف الطلب في الصين”.

وصباح الاثنين، استفاقت أسواق الذهب على ارتفاع مع تصاعد حدة التوتر الجيوسياسي في الشرق الأوسط، بينما تحول التركيز إلى اجتماع مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) بشأن السياسة النقدية والمقرر انعقاده خلال اليومين المقبلين. وصعد الذهب في المعاملات الفورية 0.2% إلى 2390.88 دولاراً للأوقية (الأونصة)، وزادت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.3% إلى 2389.10 دولاراً.

فيما ارتفع الين الياباني، صباح الاثنين، بنسبة 0.08% ليعوض انخفاضات سابقة، إذ أدى تصاعد حدة التوتر في الشرق الأوسط إلى زيادة الطلب على العملة اليابانية باعتبارها ملاذاً آمناً. وتراجع مؤشر الدولار الذي يقيس العملة مقابل الين واليورو والجنيه الإسترليني وست عملات رئيسية أخرى بنسبة 0.19% إلى 104.17 نقطة.

كذا، من المقرر أن تجتمع البنوك المركزية الكبرى في طوكيو وواشنطن يوم الأربعاء وفي لندن يوم الخميس، حيث يكافح المتعاملون لاتخاذ قرار بشأن ما إذا كان بنك اليابان سيرفع أسعار الفائدة ومتى وبأي قدر سيقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي وبنك إنكلترا بخفضها. ويسجل محافظ البنك المركزي الياباني كازو أويدا رقماً قياسياَ شخصياً لعدم الإدلاء بأي تعليقات عامة قبل اجتماع السياسة، كما أظهرت أحدث البيانات الاقتصادية تسارع التضخم، ولكن إنفاق المستهلكين كان مخيباً للآمال.

وسوف يبحث المستثمرون في إعلان السياسة النقدية لبنك الاحتياطي الفيدرالي وتصريحات رئيسه جيروم باول يوم الأربعاء عن أي شيء يدعم التوقعات بأول خفض لأسعار الفائدة في سبتمبر/أيلول.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى