نواب «التغيير»: تكتّل بكُتل كثيرة!
كتب عبد الله قمح في “الاخبار”:
أرخت التباينات السياسية بين النواب «التغييريين» مزيداً من الأجواء السلبية في صفوفهم. وآخر التباينات بينهم برز حول زيارة وفد منهم قائد الجيش العماد جوزاف عون الإثنين الفائت، إذ إن بعضهم كان مع تجنّب الزيارة في هذا التوقيت لعدم التورط في تفسيرات على صلة بالاستحقاق الرئاسي المقبل، فيما أدرجها المتحمّسون في إطار متابعة ملف الترسيم البحري والاطّلاع من قائد الجيش على ما لديه حول الملف، واستطلاع أحوال المؤسسة العسكرية. وفي اليرزة، سمع هؤلاء أن الجيش على استعداد للعودة إلى طاولة الناقورة في حال طلبت السلطة السياسة ذلك، وكرّر عون أمامهم أن المؤسسة العسكرية أنجزت ما عليها تقنياً في ما يتعلق بموضوع الترسيم.
استدراكاً للأسوأ، بدأ بعض نواب «التغيير» الإعداد لخلوة سياسية للبحث في إعادة تنظيم صفوفهم، بعدما بدا تأثيرهم هامشياً في كل الاستحقاقات التي مرّت منذ دخولهم مجلس النواب منتصف أيار الماضي، وبعد اتساع رقعة التباينات بينهم وافتراقهم عند طرح الملفات الحساسة إلى «كتل» متباعدة، في ظل شبه غياب تام للتنسيق الجماعي، ونزعات فردية تزيد من حجم التباينات، ما أدّى إلى نشوء كتل صغيرة ضمن الكتلة الواحدة، كحالة التنسيق الدائم القائمة بين النواب بولا يعقوبيان ومارك ضو ونجاة صليبا ووضاح صادق (وفراس حمدان أحياناً)، في مقابل كتلة أخرى «متحركة» بحسب طبيعة الملفات، تتشكل من تقاطع «على القطعة» بين النائبين الياس جرادي وحليمة قعقور، ويتفاعل معهما النائبان سينتيا زرازير وإبراهيم منيمنة. فيما يتموضع النائب ياسين ياسين في منطقة «رمادية»، حاله حال النائب ملحم خلف الباحث عن تكوين إدارة قادرة على ضبط الأمور.
الحل الذي يراه بعض هؤلاء للعودة إلى الانتظام، يبدأ من «المأسسة» عبر إعادة الاعتبار إلى مبدأ إنشاء أمانة للسر، انطلاقاً من أن «الجميع متفق على التحول إلى العمل المؤسساتي، ما يمكن أن يضع حداً لكل هذا التشتّت والهفوات القاتلة».
إلى ذلك، أعاد بعض النواب تنشيط فكرة خلق آلية تنسيق تجمع «التغييريين» بالنواب «السياديين» و«المستقلّين» للحد من التباينات السياسية، وربطاً بوجود تقاطعات مع هؤلاء. غير أن هذه الفكرة نفسها لا تزال موضع تباين، إذ فيما يرى بعض «التغييريين» إمكانية للتعاون مع النواب «المستقلّين»، إلا أنهم يبدون حذراً في الانفتاح على التنسيق مع «السياديين» (ولا سيما نواب القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي) الآتين من خلفية «سلطوية»، والذي كان واضحاً في أدائهم في الاستحقاقات الأخيرة تقاطعهم مع «المنظومة». وفي ما يتعلق بفتح أبواب التنسيق مع «المستقلّين»، تجري محاولات من خارج أي تكليف رسمي، يتولاها النائبان ياسين ياسين وبلال الحشيمي لخلق إطار تنسيقي بين نواب «التغيير» والنواب الذين أتوا من خارج التحالف مع «قوى السلطة».