رأي

نصرالله والحجّاج بن يوسف

كتب احمد عياش في “النهار”:

ليس مستغربا ان يشهر “#حزب الله” العداء لخصومه في الداخل، وفي مقدمهم “#القوات اللبنانية”. لكن ان نقرأ في بعض وسائل الإعلام المحسوبة على “الحزب” إنتقادات لحلفاء الأخير، فهذا أمر يستحق التأمل. إحدى الوسائل كتبت: “في بلد تنقطع الكهرباء فيه 22 ساعة من أصل 24، يترشح الى النيابة ثلاثة وزراء سابقين للطاقة، جبران باسيل وسيزار أبو خليل وندى البستاني، سيقترع ناخبو دوائرهم لهم وعلى الأرجح سيفوزون. وفي بلد انفجر فيه المرفأ وأودى بحياة 220 ضحية وأدى الى مئات الإصابات وتدمير نصف العاصمة، يعود النائب علي حسن خليل مرشحا للنيابة وهو مستدعى في ملف تفجير المرفأ، وسيعود الى المجلس نائبا”.

أن يُكتب مثل هذا الكلام في صحيفة متعددة الرأي، مثل “النهار”، أمر مفهوم. لكن أن يُنشر في وسيلة إعلامية هي “الأخبار” فإنه يستحق الأخذ بالاعتبار، مع العلم ان وظيفة الإعلام هي قول الحقيقة من دون محاباة، وهذا ما يجب ان يكون عليه الإعلام في لبنان، الذي نتطلع اليه ليكون بلد الحريات فعلاً لا قولاً.

من الواضح ان الانتقاد المشار اليه آنفاً، يستهدف “التيار الوطني الحر” وحركة “أمل”، وهما ركنان في التحالف الثلاثي الذي يضم “حزب الله” والذي يخوض الانتخابات النيابية في معظم لبنان. وليس سراً القول ان “الحزب” هو القاطرة التي تقود قطار هذا الحلف، والذي لولاه لما كان لكل من حليفَيه الوزن الحالي والمرتقب في البرلمان. هذه هي حال “التيار” الذي صعد مؤسسه العماد ميشال عون الى رئاسة الجمهورية بفضل إصرار وعزم وتصميم زعيم “الحزب” السيد حسن نصرالله. كذلك هي حال زعيم الحركة الرئيس نبيه بري الذي يدين بالكثير لـ”الحزب” كي يبقى في رئاسة البرلمان طوال 30 عاما.

ما هي العبرة في ما سلف؟ من المؤكد ان الظروف التي تحيط بالانتخابات المقبلة تختلف كثيرا عن الانتخابات الأخيرة. وكل المعطيات تفيد بان “حزب الله” يبذل جهدا إستثنائيا كي يدعم حليفَيه “التيار” والحركة اللذين هما في حالة وهن، كما هي حال الآخرين. وهنا يجب التذكير بان رئيس “التيار” النائب جبران باسيل ما كان ليصل الى البرلمان لولا دعم “المستقبل” الذي علّق الآن نشاطه.

كأن “الحزب” يرسل إشارات مبطنة الى حلفائه كي يخفّفوا غلواءهم في هذه المرحلة، كما يفعل وبصورة مضحكة الرئيس عون.

في لقاء خاص، يستعيد الرئيس فؤاد السنيورة احدى خطب الحجاج بن يوسف الشهيرة، التي يردد الناس بعضها عبر الزمن، وهي قوله: “يا أهل العراق، إني لأرى رؤوساً قد أينعت وحان قطافها، وإني لصاحبها”. ويضيف السنيورة: “لكن هناك في الخطبة أيضا قول الحجاج، “لتستقيمنّ لي أو لأجعلنّ لكل أمرئ منكم في جسده وفي نفسه شغلاً”.

يجب الاعتراف بحجم “حزب الله” في لبنان. وهكذا هو نصرالله، مثل الحجاج سابقا، يهدد الحلفاء كما الخصوم على حد سواء. وكم يبدو بعض خصوم “الحزب” وكأنهم في غيبوبة!

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى