ندوة في بلدية طرابلس .. “الانهيار الاجتماعي والخروج من الأزمات”
اقامت لجنة الثقافة في بلدية طرابلس، ندوة عن “الانهيار الاجتماعي والخروج من الأزمات”، بالتنسيق مع المركز الثقافي الفرنسي، في مركز رشيد كرامي الثقافي البلدي، حاضر فيها الدكتوران مها كيال وأديب نعمه، في حضور مهتمين.
بداية، تحدث رئيس لجنة الثقافة في البلدية الدكتور باسم بخاش مرحبا، تلته الباحثة في الأنتروبولوجيا الدكتورة مها كيال ورأت ان “الازمة التي تعيشها طرابلس اليوم هي عميقة الجذور تاريخيا، حيث جاءت الحرب لتقضي على مرافق المدينة كافة، وجاءت بعدها الصراعات السلطوية الوطنية والاقليمية، لتستبيح مجالات واسعة منها في صراعاتها، مما زاد من افقار هذه المدينة، ومن تشظي مجالاتها طبقيا وثقافيا بشكل طغى فيه طابع الترييف، وزاد من تنامي تهميش دورها على المستويين المحلي والوطني”.
وختمت:”أما غالبية المشاريع التنموية التي نفذت فيها بعد الحرب الأهلية، فغالبها، فشل لأنها كانت من المشاريع التي يمكن توصيفها بإخفاء الفقر، ولم تأخذ السلطة بالاعتبار حاجات المدينة الحيوية على المستوى الاقتصادي”.
ثم تحدث خبير التنمية الدكتور أديب نعمه وعرض للمؤشرات الاجتماعية الرئيسية عن طرابلس، ولفت الى ان “الازمة التي يمر بها لبنان شاملة وعميقة وانه لا يمكن التفكير في امكانية خروج طرابلس او اي منطقة اخرى من الازمة بشكل منفرد دون حل الازمة الوطنية”، وشدد على أن “ثمة مشكلة اضافية في المدينة تتمثل في ضعف السلطة المحلية وعدم فعالية نخب المدينة”، ورأى ان “القوى الفاعلة في طرابلس عليها ان تركز على تفعيل حضور طرابلس في السياسة الوطنية والتأثير فيها، وتحويل الوزن الشعبي الذي برز في حراك 17 تشرين الى وزن سياسي في الشأن الوطني”.
وأشار الى انه “لا بد من تجاوز فكرة طرابلس المظلومة والمحرومة، الى طرابلس الفاعلة والمؤثرة”، وقال:”من الناحية الاقتصادية، فإن استعادة النمو والتنمية بعد الازمة، والتحول الى اقتصاد منتج، لا يمكن ان يتم دون طرابلس والشمال نظرا للتشبع القطاعي والمكاني للاقتصاد الوطني قبل الازمة، وان المرحلة المقبلة لا بد ان تتضمن دورا اساسيا لطرابلس كقاطرة للنهوض الاقتصادي، لا من اجل طرابلس فحسب، بل انها تشكل فرصة للبنان”.
ثم كان حوار مع الحضور تم في خلاله التركيز على أن “ما كان سائدا في السابق هو التركيز على تنفيذ مشاريع وبرامج بشكل مجزأ ومعزول عن رؤية عامة واضحة، ولذلك لم تنجح، اذ المطلوب رؤية تنموية شاملة اولا واخيرا بما يتجاوز مقاربة المشروع. وعلى الرغم من هذه الظروف ما زالت طرابلس خزانا حيويا لفاعلين اجتماعيين حلمهم كبير في انتشال مدينتهم واعادة دورها الوطني”.